[amghad]

الصحابة والقرآن

من الطبيعي أن يفهم النبي صلي الله عليه وسلم القرآن الكريم ويلم بمعانيه وأسراره ظاهرا وباطنا‏,‏ شكلا ومضمونا‏,‏ مبني ومعني‏..‏ ولكن بالنسبة لأصحابه رضوان الله عليهم اختلف الأمر فلم يكونوا جميعا علي درجة واحدة من فهم القرآن وإدراكه‏..‏ فمن مفردات القرآن ومعانيها ما خفي علي بعض الصحابة‏..‏ونضرب هنا بعض الأمثلة علي ذلك‏..‏

فأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو علي المنبر يخطب الناس قرأ قوله تعالي وفاكهة وأبا فقال‏:‏ هذه الفاكهة قد عرفناها فما الأب ؟ ثم عاد إلي نفسه وقال‏:‏ إن هذا لهو التكلف يا عمر والمعني أنه لم يدرك معني لفظ الأب الذي ورد في الآية‏.‏

وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما‏,‏ الذي يطلق عليه ترجمان القرآن يقول‏:‏

كنت لا أدري ما فاطر السماوات حتي أتاني أعرابيان يتخاصمان في بئر فقال أحدهما أنا فطرتها والاخر يقول أنا ابتدأتها ومن ذلك أيضا أن واحدا من الصحابة لم يدرك معني قوله تعالي وكلوا واشربوا حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ووصل به الحال أن أخذ عقالا أبيض وآخر أسود فلما مضي جزء من الليل نظر اليهما فلم يتضحا‏,‏ وحين أصبح أخبر النبي صلي الله عليه وسلم الذي ابتسم من عدم ادراكه المعني وأفهمه المقصود‏...‏

ومن هذا يتضح لنا أن الصحابة رضوان الله عليهم تفاوتوا في القدرة علي فهم القرآن ويعود ذلك الي تفاوتهم في الأدوات التي يمتلكونها من العلم باللغة وغيرها من مفردات المعرفة ومنها الاهم وهو ملازمة النبي صلي الله عليه وسلم الذي كان يدرك معاني القرآن الكريم وتفسيره جملة وتفصيلا‏..‏ كما قال ابن قتيبة في هذا المجال‏:‏

إن العرب لا تستوي في المعرفة بجميع ما في القرآن من الغريب والمتشابه بل إن بعضها يفضل في ذلك علي بعض