|
|
|
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 41
|
الرضا
الرضا
في رمضان الذي يطل علينا كل عام ببركاته وخيراته.. وفي كل آن حين يتجه بصرنا إلي السماء وتهتف قلوبنا يارب ونتلمس ببصيرتنا نور الله ويتلاشي كل شيء حولنا إلا رحمة الله ورضاه حينئذ سوف ندرك جميعا معني الو جود وحكمته. حياتنا تمضي أو نمضي نحن بها نلهث وراء ما نحب أن نأخذ منها, تتقاذفنا أمواجها, قد يقتلنا اليأس ونحن أحياء, أو يقضي علينا الظلام ونحن علي أبواب الفجر, نتلمس الطريق فنتعثر بين اطماعنا وأحلامنا.. ثم نكتشف في النهاية أن الحقيقة المطلقة هي في الله وحده, فالإيمان بالله وحده يعني التجرد من كل قيد, والمؤمنون في حقيقتهم حبل متصل بالله وعزة تملأ القلب يقينا بأن الله وحده هو القوي القادر, المانح والمانع, النافع والضار.. وقد يبحث الناس عن السعادة.. والتجربة تقول: إن السعادة ليست في المال فقد يمنحه الله الإنسان ولكن لسبب فيه يعجز عن التمتع به, فهو محروم منه بالرغم من أنه يملكه, كما أن السعادة ليست في المنصب فأصحاب المناصب ربما كانوا أتعس الناس بها.. والمظهر لا يعبر أبدا عن الحقيقة فكم من انسان تمتليء أساريره بالابتسامة وهو من داخله يحترق حزنا وأسي.. أين السعادة إذن ؟ أقول: أن السعادة الحقيقية هي في سكينة النفس واطمئنانها وصفاء القلب وطهارة اليد ونقاء الضمير ونعمة الرضا.. والرضا ليس معناه أن تتكاسل وتقعد عن السعي والجهاد من أجل حياة أفضل وإنما الرضا في جوهره هو القناعة بالحلال دون الحرام والسعي في الخير دون الشر والتعرف علي النعم الحقيقية دون البريق الزائف.. الرضا.. ألا نسقط صرعي أطماعنا, ألا نري الأمل يأسا, والخير شرا.. وأن نهتف دائما من أعماقنا وفي كل أحوالنا الحمدلله الحمد لله علي ما نحن عليه أيا ما كان مادام هو قدرنا فلا يحدث في ملك الله إلا ما يريد.. ولو أدركنا ذلك حقا وصدقا نكون قد وضعنا أقدامنا علي الطريق إلي الله |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|