[amghad]

باب الله مفتوح

تتوالي أيام الشهر الكريم وأنوار الإيمان فيه ترسل إشعاعاتها علي عقول وقلوب ونفوس المؤمنين الصائمين فتزيدهم إشراقا وقربا من الله عز وجل وصولا الي مغفرته ورحمته ورضوانه‏..‏ وفي أيام وليالي رمضان‏..‏ وفي كل الأيام باب الله مفتوح للمؤمنين وللمخطئين أيضا‏,‏ يشملهم بعنايته ويرحب بعودتهم الي حضرته وما علي المخطيء إلا أن يرجع عن أخطائه ويندم علي ما فرط فيه وما صدر عنه من خطايا أبعدته عن خالقه‏,‏ وكما يقول النبي صلي الله عليه وسلم الندم توبة ويقول عبد الله بن سلام ان العبد إذا عمل ذنبا ثم ندم عليه طرفة عين سقط عنه أسرع من طرفة عين‏.‏

ومن دلالات الندم كما ينبه الي ذلك الامام الغزالي رضي الله عنه طول الحسرة والحزن وانسكاب الدمع وطول البكاء والفكر‏,‏ فمن استشعر عقوبة نازلة بولده أو ببعض أعزته طالت عليه مصيبته وبكاؤه‏,‏ وأي عز أعز عليه من نفسه وأي عقوبة أشد من النار وأي شيء أدل علي نزول العقوبة من المعاصي‏!‏

علي أن ألم الندم كلما كان أشد كان تكفير الذنوب به أرجي‏,‏ فعلامة صحة الندم رقة القلب وغزارة الدمع‏.‏ وفي الأثر‏:‏ جالسوا التوابين فإنهم أرق أفئدة‏.‏ واذا كانت التوبة مطلوبة ومقبولة في كل وقت‏,‏ فإن المبادرة والإسراع بها وخاصة في رمضان شهر الله يكون أرجي للقبول واكثر خيرا‏..‏ وعلي من يرتكب الخطأ أن يسرع بالتوبة منه دون تسويف أو تأخير‏,‏ كما في قوله تعالي إنما التوبة علي الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتولون من قريب فأولائك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما وفي قوله تعالي أيضا وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتي إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك اعتدنا لهم عذابا أليما‏.‏

ومما يروي عن بعض سلفنا الصالح في هذا المجال كل ما كان قبل الموت فهو قريب وقال العلماء في ذلك إنما صحة التوبة في هذا الوقت لأن الرجاء في الله باق ويصح منه الندم والعزم علي ترك الفعل ويروي أيضا أن لقمان قال لابنه وهو يعظه لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغته ويقول الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه‏:‏ خرجت يوما مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال ياعلي‏,‏ كل هم ينقطع إلا هم أهل النار فإنه لا ينقطع‏,‏ وكل سرور ونعيم ينقطع إلا سرور أهل الجنة فإنه لا يزول‏.‏

إن باب الله مفتوح‏..‏ فهيا نبادر بدخوله طلبا لرضا الله والاقتراب منه تعالي في علاه‏.‏