|
|
|
25-09-2008, 08:18 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 41
|
رمضان لدي أهل دمشق
رمضان لدي أهل دمشق
لشهر رمضان المبارك مكانه وخصوصيه متميزه لدي اهالي العاصمه السوريه دمشق منذ ان فتحها المسلمون عام ۶۳۵للهجره، ويبدو ذلك واضحا من الاستعدادات التي يقومون بها لاستقبال هذا الشهر الفضيل والعادات السائده فيه وطريقتهم في التعايش معه. ومازال استقبال شهر رمضان المبارك من قبل اهالي الشام يجري وفقا لتقاليد موروثه، وان باتت بعض تلك التقاليد تتغير عاما بعد عام . واستعدادات اهالي دمشق لاستقبال شهر رمضان المبارك تبدا قبل موعد قدومه بشهر تقريبا من خلال تخصيص خطباء المساجد مواضيع خطبهم ليوم الجمعه عن هذا الشهر المبارك واحكام الصيام وفوائده وبركاته وخيراته. كما يصبح شهر رمضان في هذه الاثناء حديث العامه في السهرات و اللقاءات واماكن العمل، حيث يتحدثون عن الاعمال التي سيقومون بها خلال هذا الشهر الفضيل من عبادات ومساله شراء المومن الغذائيه التي تستخدم خلاله. واستعدادا لهذا الشهر المبارك تدب الحركه في مساجد المدينه والمناطق المحيطه بها لتهيئتها لتكون معده لاستقبال المصلين والمقبلين علي المواعظ طوال شهر رمضان المبارك. وما من ان يبقي ثلاثه او اربعه ايام علي قدوم الشهر المبارك حتي تشهد الاسواق الدمشقيه ازدحاما قل نظيره في ايام السنه، حيث يعكف الناس علي تسوق حاجياتهم من خضراوات ومواد غذائيه ومرطبات وتمور و غيرها. وفي الماضي كان القضاه والعلماء والوجهاء يجلسون في اخر ليله من شهر شعبان في جامع دمشق الكبير خلال الساعات التي يتوقع فيها ظهور هلال شهر رمضان لاعلان الصيام. وكان القاضي الشرعي ومجلسه في دمشق يبقي في المحكمه الشرعيه حتي ساعه متاخره من الليل بانتظار من يثبت مولد هلال الشهر فان كان الاثبات فان القاضي يتاكد من الشهود عن حقيقه مولد الهلال من حيث شكله وحجمه واتجاهه ومكان المشاهده ووقتها، فان توافق ذلك مع الموعد والشكل الفلكي للهلال يجري التشاور في مجلس القاضي ويعمم ذلك. ولكن اليوم ما بقي من هذا التقليد ان القاضي يبقي في المحكمه ويطلب عن طريق وسائل الاعلام (التلفاز) علي من راي الهلال ان يخبره وبعد ذلك يتم اعلام الناس عن طريق التلفاز. وما ان تتم مراسم اعلان مولد هلال الشهرالفضيل حتي تنار مساجد المدينه وشرفات المنازل ويخرج المسحرون للبشاره ويخرج الوجهاء كل الي حيه ليبادر المنادون بقرع الطبول واعلان الصوم. وبعد الاعلان عن مولد هلال شهررمضان المبارك يعمد اهالي الاحياء الي المباركه لبعضهم البعض بقدوم هذا الشهر. ففي مساء ايام الاسبوع الاول من الشهر الفضيل يتزاور افراد العائله للتهاني والتبريك ويكون اول لقاء لهم عند اعلان مولد الهلال لدي مجلس كبير العائله فيقبلون يده مهنئين مباركين. وتلي ذلك المباركه لبقيه الاهل والجوار والصحب وتستمر هذه الحال عده ايام. ويبدا اليوم الرمضاني عند اهالي دمشق والسوريين عموما بتهلفهم للاستيقاظ علي نغمات المسحراتي الذي يدعي "ابو طبله" حيث يتجول في الاحياء الشعبيه داعيا بنغماته وطرقات طبلته الصائمين لعباده الله و قيام الليل واعداد وجبه السحور. وفي هذه الايام يلجي قسم من الصائمين ممن لا يريدون تعكير صفوه نومهم، والاستيقاظ علي طرقات طبله المسحراتي منتصف الليل، الي السهر حتي ساعه متاخره من الليل ليتناولوا طعام وجبه السحور ويخلدون الي النوم، وذلك قبل موعد قدوم المسحراتي. ويعتاد السوريون قضاء الساعات الاولي من النهار الرمضاني في العمل بالنسبه للرجال، وفي اعداد الطعام بالنسبه للنساء، مع المحافظه علي اقامه الفرائض الدينيه من صلاه في اوقاتها المحدده. ويقضي الصائمون من الرجال والشباب وقتهم بعد انتهاء فتره عملهم، في تلاوه القران الكريم. وان كان الشهر الفضيل مناسبه للصيام والتعبد والتقرب من الله لدي العامه من السوريين، الا انه في ذات الوقت يتحول لدي بعض الخواص الي طقس من طقوس الطعام والتسليه، يتم خلاله التفنن باساليب اجتذاب الزبائن من قبل اصحاب المحلات او المحطات التلفزيونيه، وذلك طوال الفتره الممتده منذ اذان المغرب والافطار وحتي اذان الفجر وقبل السحور. واكثر ما يميز الشوراع الدمشقيه في شهر رمضان في وقت النهار حالات التزاحم الكبري للسيارات، التي تزداد وتيرتها كلما اقترب موعد اذان المغرب ، حتي انك لتجد نفسك في وسط جو خانق من السيارات اذا ما شاء الحظ و تاءخرت بالوصول الي منزلك الي ماقبل الاذان، ثم تجد نفسك فجاه في مدينه شبه خاليه بعيد رفع اذان المغرب. وقدوم شهر رمضان في سوريه يجذب معه بعض العادات والتقاليد الخاصه بهذا الشهر الفضيل، حيث ومع اذان المغرب ينطلق مدفع الافطار، وفي المنازل تتسابق سيدات البيوت علي تقديم اشهي الماءكولات وكل اسره حسب مقدرتها. ويوءدي المسلمون والمسلمات السنه في سوريه صلاه التراويح ( ۲۰ركعه ) في المساجد بعد صلاه العشاء. والي جانب مسجد دمشق الكبير في قلب المدينه تزدهر ظاهره الحكواتي، وهي عاده كانت تجتذب الكثير من ابناء المدينه للاستماع الي بطولات "الزير سالم" و "عنتره بن شداد"، والكل ملتف حول النرجليه يراقب الحكواتي و هو يميل براسه يمينا ويسارا حسب احداث القصه التي يرويها. وان كانت ظاهره الحكواتي منتشره فيما مضي بمقاهي كثيره الا انها تكاد تنحصر هذه الايام بمقهي النوفره الشهيره بالقرب من مسجد دمشق الكبير. واضافه الي الحكواتي تنشط الحفلات التي تحييها فرق المولويه (اتباع جلال الدين الرومي) سواء في المساجد او المطاعم. اما في الاحياء الراقيه فقد بدات تعود ظاهره الخيم الرمضانيه للظهور وتحديدا من داخل المطاعم الكبيره او في الفنادق ذات الخمسه نجوم. ويشهد الشهر المبارك في سوريه زياده في تبرع الميسورين علي المحتاجين بالهبات والزكاه والصدقات والكفارات التي يقوم بها افراد مختصون يجمعون المال والسلع الاخري لتوزيعها علي الفقراء. ولا يمنع الميسورون او متوسطو الحال من دعوه اقاربهم واصدقائهم الي موائد الافطار. ولدي الدمشقيون قول سائد يقول "العشر الاول من رمضان للمرق" كنايه عن الاهتمام باعداد وجباب الطعام، و"العشر الاوسط للخرق"اي شراء ثياب كسوه العيد، و"العشر الاخير لصر الورق" كنايه عن الانهماك باعداد حلوي العديد. ويقدس السوريون شهري رجب وشعبان فيحتفلون باحياء ليلتي الاسراء في السابع والعشرين من رجب والخامس عشر من شعبان، وذلك بالصيام في هذين اليومين وقيام ليلتيهما. كما يقوم بعض الافراد بصيام يومي الاثنين و الخميس طاعه لله عز و جل. |
الإشارات المرجعية |
|
|