|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
هوية صامتة
تاريخ التسجيل: May 2003
البلد: Buraydah City
المشاركات: 12,458
|
الحياة حلوة وجميلة بوجود من نحبهم
الحياة حلوة وجميلة بوجود من نحبهم
المقالُ واضحٌ من عنوانه، فلا أحد يشك بأن الحياة حلوة وجميلة بوجود الأحباب! كثيراً ما أردد: ابتسم .. لتبتسم لك الحياة. اضحك .. تضحك لك الدنيا. بسّط نظرتك للحياة، وستتبسط الحياة بناظريك. الحياة حلوة وجميلة بوجود من نحبهم. الإنسان هو من يصنع السعادة في حياته! مما دعاني لكتابة هذا المقال، هو كثرة المتأففين من الحياة، فأحدهم يقول: غثاء ووجع راس! والثاني يقول: حزن واكتئاب! والثالث يقول: كذب وخداع! والرابع .. والخامس .. وكثير منهم! وبحكم إطلاعي وعملي، أجد أكثر من ذلك. ولكني استغرب منهم كثيراً، فمالي لا أرى مثل نظرتكم! مالي لا أفكر مثل تفكيركم! نمر غالباً بمثل المواقف يومياً، ولكن في نهاية اليوم كل شخص له نظرته الخاصة به. أحدهم تجده ينام في نهاية اليوم، مطمئن البال، سعيد النفس، مرتاح الضمير. والآخر ينام في نهاية اليوم، مكتئب الحال، حزين، متقوقع على نفسه، ويعتقد بأن الدنيا كلها فوق رأسه. الإنسان بطبيعة الحال هو ما يصنع البيئة التي حوله، وهو من يطوعها له أو عليه! سأضرب لكم مثالين لشخصيتين تختلفين عن بعضهم البعض، وحتى يتضح المقال. المثال الأول: خرج محمدٌ من منزله، فوجد جاره خارجاً من بيتهم، ألقى عليه التحية ثم ابتسم في وجهه، وأخذ يردد ما أجمل الابتسامة. ركب سيارته ثم اتجه إلى أحد الأسواق لشراء بعض حوائجه التي يريدها، دخل إلى المحل الأول فوجد مايريده، فسأله عن السعر! فأخبره البائع عن السعر، ثم استغرب محمد، وابتسم في وجه البائع، وقال له: أعلم تمام العلم بأن هذا السعر ليس سعراً حقيقياً للبضاعة، وأعلم تمام العلم بأنك تريد خداعي، وتحسبني لا أفقه ولا أعلم! ولكن ليكن في علمك بأن السوق كبير، والبضائع منتشرة في كلّ مكان. خرج محمد من المحل، واتجه إلى محلٍ آخر واشترى مايريده بسعره الحقيقي، ثم بعدها خرج من السوق. وهو مبتسم، ويرى الحياة بوجهٍ جميل. يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تبسمك في وجه أخيك صدقة) المثال الثاني: خرج خالدٌ من منزلهم، فوجد جارهم صالح خارجاً من منزله، حاول الاختفاء والتواري خلف سيارته حتى لا يراه صالح، استطاع الاختفاء ثم تمتم في نفسه: ما أقبح هذا الجار الغثيث! ليتني أملك سلطةً لطردته من هذه المدينة إلى أقصى الأرض. ركب خالد سيارته ثم اتجه إلى الصناعية لإصلاح بعض الأعطال في سيارته، اتجه إلى الورشة الأولى، فسأله عن العطل، فبدأ العامل بالتفلسف وقول عيوبٍ ليست في سيارتهه! غضب خالد جداً وتشاجر مع العامل، ثم خرج وهو مكفهر الوجه، وهو يلعن ويشتم ويردد: هذه هي الدنيا، كذب وغش وخداع. خرج من الصناعية، ولم يصلح عطل سيارته، ولا ننسى أنه غاضب، حانق على الدنيا وما فيها! في ضربي للمثالين السابقين، لست أدعي المثالية والأشياء الخيالية، ولكن الواقع أن الإنسان هو سيد الموقف، وهو من يستطيع التحكم في أفعاله وتصرفاته. كثير من الناس يقول الماضي يختلف عن الحاضر! الماضي كان سهلاً والحاضر أصبح معقداً! صدقوني في الماضي كانوا يقولون مثلما نقول، وينطقون مثلما ننطق. يا إخوتي الإنسان هو من يبسط الحياة ويعقدها، الإنسان هو من يجعلها جميلة أو يجعلها قبيحة. لنقل على سبيل المثال بأن فلان من الناس لديه تفاؤل وفرح بنسبة 30%، ولديه تشاؤم وحزن بنسبة 70%. بإمكان هذه الإنسان أن ينظر للحياة من منظور الفرح والتفاؤل مع أن النسبة أقل من منظور التشاؤم والحزن، وهو بهذا قد وسّع خاطره، وريّح باله، وارتاح كثيراً. الفرح والسرور والابتسامة هي توسع الخاطر وتريح الجسم والجسد، على عكس الحزن والاكتئاب والغضب فهي تضيّق الخاطر وتتعب الجسم والجسد. ختاماً، سأعطيكم قاعدة استخدموها دوماً في حياتكم. الإنسان هو من يصنع السعادة والحزن، الإنسان هو من يصنع المحيط حوله. الإنسان هو من يسيّر الدنيا، وليست الدنيا هي التي تسيّره. دمتم بود. مغرب يوم السبت، بتاريخ 27/9/1429هـ
__________________
|
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|