[غـنـدر]

قذيفة إسرائيلية أنهت حياة ابو عطيوي وافقدت اثنا عشر طفلا معيلها
19-03-2003
كان يحلم كغيره من البشر في العالم بحياة مليئة بالهناء والسعادة والامان, وكان يبحث عنها اينما اشتم ريحها ليتمكن من توفيرها لابناءه الذي فاق عددهم عن العشرة, لم يتمكن من توفير لقمة الخبز لاطفاله الذين تركهم جياع بفعل الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني منذ ثلاثين شهراً مضت, هكذا كانت حياة الشهيد صالح ذياب ابو عطيوي(44 عاماً) وهكذا رسمت المعاناة ملامحها وتجسدت بين ايامها المتتابعة

الشهيد ابو عطيوي استشهد مثأتراً بجراحه التي اصيب بها خلال المجزرة الاخيرة التي شهدها مخيم البريج في بداية الشهر الجاري ومع وصول نبأ استشهاده حيث يقطن في ميخم اللاجئين بالنصيرات احد اكبر تجمعات اللاجئين في قطاع غزة اخذت تفاصيل حياة الشهيد تطفو على السطح شعر الذين احسوها بحجم المعاناة الانسانية التي اصابت هذه العائلة.
الشهيد ابو عطيوي ترك خلفه اثنا عشرة من الافواه الجياع بالكاد كان يوفر لهم قوتهم ايام حياته فكيف الحال الان وقد فقدت هذه الافواه المعيل والاب والباحث لهم عن حياة كريمة.

كان الشهيد وكما يقول اصدقاءه انساناً عادياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى وكان يحلم بان يعيش ويربي ابناءه تربية حسنة ويضيف اصدقاءه وعلامات الحزن ترتسم على وجهه كنا نعمل معاً وحين اصابته شظايا القذيفة رافقته الى المستشفى وكلي امل ان يعيش ليربي اولاده لكن ارادة الله كانت هي الاقوى لقد استشهد وهو يحلم بتأدية فريضة الحج.
عائلة الشهيد واقاربه قالوا ان طائرة حربية صهيونية اطلقت قذيفة على الشهيد صالح بينما كان على سطح منزله يراقب اجتياح مخيم البريج المقابل لمخيمه فأصابته بحروق شديدة في معظم انحاء جسده.

وفور اصابته نقل الشهيد الى مشفى الشفاء بمدينة غزة حيث مكث هناك يومين جرى نقله بعدها الى مستشفى "سوروكا" في مدينة بئر السبع داخل الاراضي المحتلة عام 1948 حيث اعلن الاطباء هناك وفاته بعد عشرة ايام من وصوله المشفى.
يقول احد اصدقاءه في الطريق الى المستشفى كان صالح بكامل وعيه يحاول مقاومة الالم التي تسببها الحروق وكان يقول لنا اوكلوا امري الى الله".

واوضح بعد ان ادخل غرفة العناية المركزة فقد وعيه حتى استشهاده, ويضيف مستذكراً ايام الشقاء والهناء التي قضوها معاً قائلاً كنا نعمل بشكل متقطع بعد الاغلاقات والاجراءات الإسرائيلية القمعية التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني والتي تحاربه حتى في مصدر رزقه الا ان صالح كان يفكر دائماً بكيفية توفير قوت اولاده وعائلته حتى استشهد اذ انه يعيل اسرة كبيرة العدد تضم 12 فرداً ويبلغ عمر اكبر ابناءه 16 عاماً واصغرهم لم يكمل الرابعة من عمره ولم يشبع من رؤية والده الذي اختطفته قذائف الاحتلال بدون سابق انذار.

كان الشهيد دائم التفكير باطفاله وعائلته ويبذل قصارى جهده لتوفير متطلبات الحياة الاسرية لهم لهذا كان يحث ابنه الاكبر على الاجتهاد في دراسته حتى لا يلاقي ما لاقاه والده من الصعاب والمشاق.

اصدقاءه يشعرون بالحزن على فراقه والحالة لاتوصف بالنسبة لابناءه واطفاله وزوجته التي قاسمته عبء الحياة ومعاناتها الا ان الاحتلال الإسرائيلي اختطف منها شريك حياتها وتركها تصارع امواج الحياة المتلاطمة وحدها ويزداد شعور الاصدقاء بالحزن اكثر كلما راوا ابناءه الصغار ينتظرون عودة البيهم الذي لن يعود ابداً.

وكانت عائلة الشهيد ابو عطيوي تقطن مدينة بئر السبع قبل ان تتركها مرغبة تحت وطأة القتل التي مارسته ضد الفلسطينيين عصابات الاجرام الإسرائيلي حيث اجبرت على الرحيل الى غزة في العام 1948 وتحديداً مخيم النصيرات حيث ولد الشهيد هناك وتربى في ازقت هذا المخيم الصامد المرابط وتعلم في مدارسه وعاش على امل العودة مع العائلة الى ارض الاباء والاجداد ولكن امله انقطع مع اول قذيفة صوبت تجاه لكن امل العودة بالنسبة لعائلته لا زال قائماً . وهكذا انهت القذيفة الاحتلالية حياة مواطن فلسطيني لطالما ناضل من اجل الحياة وحلم بها مستقرة بعيداً عن الاحتلال لكن هذه القذيف لا يمكنها ان تنهي حياة شعب كامل يناضل من اجل العودة والحرية والاستقلال