[| يحيــى فقيـــه |]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


أيعقل أن تنسينا فرحة العيد حزننا على فقد وفراق حبيبنا شهر رمضان
، ذلك الحبيب الذي ودعناه ، و ودعنا معه فرص من الخيرات قلّ أن تجدها
في أي شهر من الشهور ، العيد ورمضان مناسبين عجيبتين تجعل الحليم
حيران ما بين استقبال وتوديع ، لا يوجد في حد علمي مناسبتين ما بين استقبال
وتوديع بين شعيرتين إسلاميتين مثل ما في استقبال عيد الفطر وتوديع شهر رمضان
المبارك بينهما كلمة شاهد من البشر بدخول شهر وخروج آخر ،بينهما لحظات ..
تمتزج فيها الفرح والحزن ، فرح بالعيد وحزن بفراق الحبيب شهر رمضان .
فلا إله إلا الله فهو الذي أضحك وأبكى .
أحبتي : بما أن هناك صفحة خاصة باستقبال التهاني بالعيد .
فهلا جعلنا هذه الصفحة لاستقبال التعازي بفقد رمضان الحبيب
فهو أقل تعبير نبعثه لأنفسنا المقصرة ، تلك النفس التي فرطت
في ليالي من أعظم الليالي وأيام من أجل الأيام ، من منا يجزم
أنه حصل على الفوز والعتق من النار ؟ ، لا أحد !! ، ولكن أملنا
في الكريم سبحانه أن لا يردنا خائبين ولا عن رحمته من المطرودين .
وقد يقول قائل دعنا نفرح ، ولا تدخل علينا الحزن ، فأقول بقول غيري ،
( رب حسنة أدخلت صاحبها النار ، ورب سيئة أدخلت صاحبها الجنة ،
صاحب الحسنة أعجب بحسنته وأتكل عليها ، ولم يتبعها بعمل ،
فمحق الله بركت عمله وأدخله النار ، وصاحب السيئة حزن عليها
وبكى من أجلها ، حال تذكرها ، فازداد معها توبة وعمل صالح فغفر
الله له وأدخله الجنة ).
أعلم أن الفرح والسرور بإتمام شهر الصيام عبادة من حق الجميع .
كما أنه من وجهت نظري أن الحزن على التقصير في العبادة عبادة
تستحق العناية بها .
إذن لنعبر عن تقصيرنا تجاه أنفسنا بخسارة تلك الأيام والليالي من
شهر العتق من النيران . عبر هذه الصفحة .
ولكم مني خالص الود والاحترام .