[الكشخة]

عمان- طارق الديلواني- إسلام أون لاين.نت/24-2-2003

اضطرت شركة بريطانية للخرسانة إلى بيع حصتها بالكامل إلى مستثمرين أردنيين والانسحاب من السوق بسبب خسائر متوالية بعد أن وضعها نشطاء المقاطعة على القائمة السوداء لعلاقتها بإسرائيل.

وقال جون روبنسون مدير الشركة المالي لـ "إسلام أون لاين.نت" الإثنين 24-2-2003: إن الشركة تم استبعادها من العديد من المشاريع والعقود خلال السنوات السبع الماضية.

وأضاف: "بذلنا الكثير من الجهد والمال في السوق الأردنية، لكن لا يمكن أن نتجاهل أو ندير ظهرنا لعلاقتنا الجيدة مع إسرائيل".

ونوه المدير المالي صراحة إلى أن حملة المقاطعة أثّرت بشكل كبير على أداء الشركة التي تعد إحدى شركات مجموعة "آر إم سي"، وأن الخوف أصبح أكبر على استثمارات الشركة في الإمارات، معربًا عن أسفه لقرار الانسحاب من الأردن. وأخذ على الحكومة الأردنية عدم اتخاذها إجراءات سريعة وحازمة منذ البداية ضد لجان المقاطعة ومقاومة التطبيع التي حمّلها المسئولية عن انهيار مبيعات الشركة وخسائرها.

وكانت الحكومة قد حظرت قبل نحو 3 أشهر لجان مقاومة التطبيع والمقاطعة في النقابات المهنية.

وتملك الشركة البريطانية التي تعرف في الأردن باسم "الرمز" فرعا آخرًا في إسرائيل بنفس الاسم. وكانت قد بدأت عملها في الأردن عام 97 على أمل الاستفادة من اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية الموقعة عام 94.

وبلغ حجم استثمار هذه الشركة في السوق المحلية حوالي 6 ملايين دينار أردني، وتقدر مبيعاتها السنوية بـ 5.5 ملايين دينار. كما تعد ثالث أكبر شركة من نوعها في البلاد.

وفيما ينظر البعض إلى انسحابها بمنظار سلبي على اعتبار أن ذلك خسارة للاقتصاد الأردني وضربة لجهود الاستثمار الخارجي، يرى آخرون أنه إنجاز لحملة المقاطعة ولناشطيها.

والمفارقة أن المستثمرين الذين اشتروا الشركة البريطانية قاموا بتغيير اسمها إلى "شركة القدس للباطون الجاهز".

ويرى اقتصاديون أن السوق الأردنية خسرت واحدة من كبرى الشركات العالمية العاملة في قطاع الإنشاءات. وهي المرة الثانية التي تنسحب فيها إحدى الشركات من السوق الأردنية بسبب المقاطعة؛ حيث سبق لشركة "العصرية للألبان" أن انسحبت من السوق الأردنية بسبب اشتداد حملة المقاطعة ووضعها على القوائم السوداء التي تتهمها بالتطبيع والشراكة مع إسرائيل.