مات منصور ... مات النقاء ..

أبو همام القصيمي · 08-10-2008, 09:32 PM

مات منصور .. مات العبد التقي النقي الخفي .. أحسبه كذا والله حسيبة ..
نعم مات منصور بن سليمان المحيميد هذا الشاب الوديع الذي يأسرك بصمته وهدوءه .. مات في زهرة شبابه .. مات وهو لم يبلغ الثامنة والعشرين من عمره ..
مات منصور ومات معه حلمه .. إذ كان منصور يحلم أن ينتقل عمله إلى الرياض .. وبالفعل نقل هذه السنة إلى الرياض .. وبدأ يستعد في البحث عن شقة مناسبة وبالفعل وجدها .. والتم شمله مع طريده أخوه أحمد في الرياض.. لكن الموت قال كلمته التي لا محيد عنها ..
رحمك الله يا منصور .. لم تكن رضي الله عنك فاحشاً ولا متفحشاً .. نشأت على الطاعة والقرآن حتى استقام عودك عليها.. كان أترابك يلهون ويطيشون ويلغون.. لكنك كنت من بينهم شاباً متديناً هادئاً حسن الخلق .. لا أظن أن أحداً من الناس سمع منك يوماً كلمة سيئة أو لفظة نابية .. لقد كنت رحمك الله مخموم القلب عف اللسان ..
رأيتك في العشر الأواخر من رمضان .. وأنا لم أرك منذ شهور .. رأيت ابتسامتك الوادعة التي لا تفارق شفتيك .. رأيت هدوئك الآسر .. رأيت الطهر في عينيك .. رأيت النقاء في قلبك .. رأيت العفة في لسانك .. رأيت كل معاني الخير فيك ...
كنت أستمع إليك وأنت تتحدث بكل سرور وسألتك عن عملك فأجبتني والسرور يفيض من وجهك بأنك نقلت إلى الرياض .. كنت تتحدث .. وأنت لا تعلم أن لك بعد ايام يسيرة موعداً مع الموت لن تخلفه ... أتراك لو علمت بذلك ماذا كنت تصنع؟! .. كنت تتحدث وأنت لم تكن تعلم أنك بعد أيام ستنام نومة طويلة يكون صباحها يوم القيامة..
رحلت يا منصور ومعك رفيقة دربك التي كانت تعيش معك كل الأيام حلوه ومرها .. صبرت على بعدك يوم أن كنت تدرس في القرية النائية ..كانت تنتظر أن يجتمع الشمل معك .. لقد كانت رحمها الله رفيقة دربك في الحياة .. وها هي اليوم تكون رفيقة دربك في الممات ...
اللهم إني أسألك أن تغفر لمنصور زوجته ، وأن ترفع درجاتهم في المهديين ، وأن تخلفهم في عقبهم في الغابرين ..
اللهم أجمعنا بهم في جناتك جنات النعيم .. اللهم أفرغ على أهاليهم الصبر والسلوان .. اللهم املأ قلوبهم بالإيمان واليقين .. ورضهم بقضاءك وقدرك .. يارب ..
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
رحمك الله يا منصور ..
رحمك الله يا منصور ..
رحمك الله يا منصور

08-10-2008, 09:32 PM	#1
أبو همام القصيمي عـضـو تاريخ التسجيل: Oct 2008 المشاركات: 5	مات منصور ... مات النقاء .. مات منصور .. مات العبد التقي النقي الخفي .. أحسبه كذا والله حسيبة .. نعم مات منصور بن سليمان المحيميد هذا الشاب الوديع الذي يأسرك بصمته وهدوءه .. مات في زهرة شبابه .. مات وهو لم يبلغ الثامنة والعشرين من عمره .. مات منصور ومات معه حلمه .. إذ كان منصور يحلم أن ينتقل عمله إلى الرياض .. وبالفعل نقل هذه السنة إلى الرياض .. وبدأ يستعد في البحث عن شقة مناسبة وبالفعل وجدها .. والتم شمله مع طريده أخوه أحمد في الرياض.. لكن الموت قال كلمته التي لا محيد عنها .. رحمك الله يا منصور .. لم تكن رضي الله عنك فاحشاً ولا متفحشاً .. نشأت على الطاعة والقرآن حتى استقام عودك عليها.. كان أترابك يلهون ويطيشون ويلغون.. لكنك كنت من بينهم شاباً متديناً هادئاً حسن الخلق .. لا أظن أن أحداً من الناس سمع منك يوماً كلمة سيئة أو لفظة نابية .. لقد كنت رحمك الله مخموم القلب عف اللسان .. رأيتك في العشر الأواخر من رمضان .. وأنا لم أرك منذ شهور .. رأيت ابتسامتك الوادعة التي لا تفارق شفتيك .. رأيت هدوئك الآسر .. رأيت الطهر في عينيك .. رأيت النقاء في قلبك .. رأيت العفة في لسانك .. رأيت كل معاني الخير فيك ... كنت أستمع إليك وأنت تتحدث بكل سرور وسألتك عن عملك فأجبتني والسرور يفيض من وجهك بأنك نقلت إلى الرياض .. كنت تتحدث .. وأنت لا تعلم أن لك بعد ايام يسيرة موعداً مع الموت لن تخلفه ... أتراك لو علمت بذلك ماذا كنت تصنع؟! .. كنت تتحدث وأنت لم تكن تعلم أنك بعد أيام ستنام نومة طويلة يكون صباحها يوم القيامة.. رحلت يا منصور ومعك رفيقة دربك التي كانت تعيش معك كل الأيام حلوه ومرها .. صبرت على بعدك يوم أن كنت تدرس في القرية النائية ..كانت تنتظر أن يجتمع الشمل معك .. لقد كانت رحمها الله رفيقة دربك في الحياة .. وها هي اليوم تكون رفيقة دربك في الممات ... اللهم إني أسألك أن تغفر لمنصور زوجته ، وأن ترفع درجاتهم في المهديين ، وأن تخلفهم في عقبهم في الغابرين .. اللهم أجمعنا بهم في جناتك جنات النعيم .. اللهم أفرغ على أهاليهم الصبر والسلوان .. اللهم املأ قلوبهم بالإيمان واليقين .. ورضهم بقضاءك وقدرك .. يارب .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. رحمك الله يا منصور .. رحمك الله يا منصور .. رحمك الله يا منصور آخر من قام بالتعديل أبو همام القصيمي; بتاريخ 08-10-2008 الساعة 10:05 PM.