|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
هوية صامتة
تاريخ التسجيل: May 2003
البلد: Buraydah City
المشاركات: 12,458
|
همسات في التفاؤل
همسات في التفاؤل
عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير، مع أنها جاءت متأخرة، ولكن لكّل شخصٍ ظروفه التي يمر بها. تحدثت سابقاً عن النظرة الإيجابية للحياة وأن الإنسان هو من يستطيع أن يعيش سعيداً وذلك بتكوينه بيئة محيطة حوله جميلة ليستمتع، وتحدثت أن الإنسان هو من يصنع الحزن والسعادة وهو من يسّير الحياة، وليست الحياة هي التي تسيّره، ولمعرفة المزيد عن ذلك بإمكانكم الإطلاع على مقالي السابق بعنوان: (الحياة حلوة وجميلة بوجود من نحبهم). في هذه المرة سيكون حديثي مختلفاً نوعاً ما، ليس كحديثي السابق الذي تطرقت فيه إلى أمورٍ شخصية يمر بها الإنسان. حديثي هذه المرة هي النظرة التفاؤلية للحياة، النظرة التفاؤلية في كلّ مانمر به من محن ومشكلات ومصائب عامة وليست شخصية. المشاهد لواقع الأمة الإسلامية في هذا الوقت الحالي يجد الجراح والآلام، ويجد الذل والخنوع والخضوع، يجد التخلف في العلم والمعرفة. وإنه والله لواقع يندى له الجبين، وعارٌ علينا، ولكن لا يعني هذا أن نتقاعس ونصمت ونولول ونبكي على تاريخنا القديم. نحن بلا شك أمةٌ لها ماضٍ يُخفر به، ماضٍ لايمكن التغاضي عنه، لأنه ماضٍ فخر به كل مسلم حر أبي، ولا يعني هذا أن نعتمد على الماضي وننسى واقعنا وحاضرنا، يقول الشاعر: ليس الفتى من قال كان أبي *** إن الفتى من قال ها أنا ذا صدق الشاعر فيما قاله، فعيبٌ علينا نحن أن نقول: كنا سادة الدنيا، كنا قادة الدنيا، كنا وكنا. ماضينا ماضٍ مجيد وبلاشك، ولكن يجب علينا العمل، يجب علينا النظرة بتفاؤل للمستقبل القادم. كيف نصنع التفاؤل والنجاح في ظلّ هذه الظروف؟ باستطاعتنا صنع النجاح والتفاؤل على الرغم من كلّ الصعاب، بإمكاننا صناعته في كل مكان، فالمدرس يتعاون ويصنع التفاؤل والنجاح في مدرسته، والأب والأم يتعاونان ويصنعان التفاؤل والنجاح في أسرتهم، والشاب يصنع التفاؤل والنجاح في أصدقاءه. لاشك أن واقع الأمة الإسلامية واقع مرير، ولكن يجب علينا العمل والاستمرار والمثابرة، لاشك بأن الغرب كله والشرق قد تكالب على الأمة الإسلامية! ولكن لو جئنا إلى الحقيقة، لوجدنا بأننا نحن من أردناهم أن يتكالبوا علينا، نحن من أحببنا هذا الشيء ونحن من رضينا به. الله سبحانه وتعالى ناصرنا ومعيننا، ولكن نحن من يجب أن نعمل على ذلك، يقول المولى جل جلاله: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) الرعد:11، ويقول المولى جل جلاله: (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) الروم:47. ورد في الصحيحين واللفظ لـ البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا طيرة وخيرها الفأل. قالوا: وما الفأل يا رسول الله ؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم. قال الحافظ ابن حجر: وإنما كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل؛ لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله على كل حال. وقيل: تفاءلوا بالخير تجدوه. ختاماً: كثيراً ما استمتع بكلمات الشيخ العلامة الدكتور ناصر العمر، وبصراحة أجد أنه إنسان عجيب فلديه تفاؤل عجيب جداً، وأغبطه على ذلك. ومن أراد أن يعيش التفاؤل فعليه بمتابعة إصدارات الشيخ أو حضور محاضراته، فإن ذلك سيعينه بإذن الله على التفاؤل. دمتم بود، وبتفاؤل دائم. الصباخ
صباح الخميس 9/10/1429هـ
__________________
|
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|