[اعذب احساس]

بسم الله الرحمن الرحيم

بداية أرحب بالجميع في هذا المنتدى الجميل ويشرفني الانضمام اليكم حيث ان هذه المشاركة هي الأولى لي.

في هذا المشاركة أحب أن أتحدث عن موضوع اراه غاية في الأهمية ألا وهو حكمنا وتصنيفنا للأشخاص من ناحية الالتزام بالدين من عدمه بناء على الظاهر والظاهر "فقط" ... ومن ثم نتعامل معه بناء على هذا الأساس ونثق به ونسلمه أنفسنا والذي أراه منتشر بكثره حتى أنني استطيع أن أطلق عليه لقب "ظاهرة" ويبدو لي أنه أكثر انتشارا في مدينتي الغالية بريدة...

والحقيقة أن لقب "ملتزم" واسع جداً ومن الصعوبة أن نطلقه على شخص بعينه لأنه من التزكية الشرعية والتي لها شروط ... وفي المجمل فالإلتزام يراد به الالتزام بالسنة والشريعة عقيدةً وعبادةً وأخلاقاً وسلوكاً.

إذن ... الملتزم هو الذي التزم حدود الشرع في قوله وفعله واعتقاده.

ولذلك أقول ... قد يخطئ البعض عندما يعتقد أن الإلتزام مقصور على من صلح ظاهره سواء بقصد أو هكذا نشأ وتربي على هذا المفهوم الخاطئ بحيث إذا رأى علامات الصلاح الظاهر على من أمامه أطلق عليه "ملتزم" ...
فمثلاً ... يطلق لقب الملتزم على من قصر ثوبه وأعفى لحيته وغيره يعتبر من غير الملتزمين ... وكذلك ينطبق هذا الكلام على واقع النساء ... فبعضهن يعتبرن الملتزمة هي فقط من ارتدت جوارب اليدين وما دون ذلك فهي من غير الملتزمات.

وحقيقة الأمر أن هذه الأمور التي ذكرت هي بلا شك من علامات الإلتزام بالهدي "الظاهر" ولكن لايعني هذا الإلتزام القلبي أو الباطني والذي برأيي أنه هو الأهم والذي في الغالب يتبعه الظاهر ... فهناك فرائض قلبية كثيرة كمحبة الله ورسوله والولاء والبراء وتجنب الرياء والنفاق والخيانة والكذب وغيرها.

ولذلك ليس بمستغرب أن تجد من يطلق عليه "ملتزم" يأتي بأفعال تناقض تماما مفهوم الإلتزام الحقيقي ... فمثلا تجده يغتاب أو يغش أو ذو خلق وتعامل سيئ أو كذاب أو غير ذلك ... وكم من شخص اغتر بشخض ظاهره الالتزام وندم أيما ندم بعدما وجد منه غير ما يحب
والعكس صحيح فقد تجد من لم يلتزم "بالظاهر" ذو خلق حسن أو أمين في التعامل أو صادق ناصح أو نشط في مجال الدعوة في الانترنت أو غير ذلك ...

لذلك أرى أنه يجب أن نصحح مفاهيمنا وأن ألا نحجر واسعاً ونقتصر بلفظ الالتزام على من التزم ظاهريا وإنما نحكم على الشخص بمجمل اعتقاده وعمله وأخلاقه بعد التعامل معه ... وإلا فنحن بذلك نظلم هذا الملتزم بالهدي الظاهر لأننا حملناه أمانة لو قصر في بعضها، لكان سببا في الهجوم على الالتزام وأهله وأيضاً نظلم هذا الذي قصر في الظاهر ولكنه اجتهد في الاعتقاد والعمل ونسلبه وصفاً هو من حقه.

وأحب أن أنبه على أمرين مهمين هما:

• أن الملتزم بالظاهر ليس معصوما ولا ندعي العصمة لأحد فقد يقع في المعصية.
• أن الإلتزام ليس مقصورا على جماعة أو أشخاصا بأعينهم.

وفي الختام .. أتمنى أن أكون قد وفقت في هذه الكلمات فإن اصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فيه فمن نفسي والشيطان وصلى الله على نبينا محمد.

تحياتي،،،