[النفس المتحررة]

يكاد يكون التحرش الجنسي شيئاً مألوفاً في مصر وذلك لكثرة العابثين ممن يحتاجون لدرّة عمر بن الخطاب , حتى أنه لايكاد يمر زمن إلا وتسمع قضية تحرش جنسي .
المرأة صارت تمتهن حتى المتحشمة ينالها ما ينالها من عبث المتسكعين في الطرقات ولو بكلمةٍ فاحشة أو نظرةٍ جائعةٍ أو لمسة عابرةٍ .
هذه العلمانية وهذه بضاعتها , لن يكون الحديث عنها والتشعب في فكرها الفلسفي ونشوئها وتحولاتها وسماتها فالحديث حول هذه صار معلوماً للقاصي والداني , لكن الحديث عن آثارها وتطبيقاتها حتى نرى أيهما أحق بالأمن الفكر الإسلامي أم الفكر العلماني الحلولي الشامل ؟
لسنا الغرب يادعاة العلمانية , فالغرب قد ضاع وبحث عن طريق ينجو به من ديجور الظلام في قرونه الوسطى فانساق للعلمانية ضرورة لا اختيارا.
فنار العلمانية كانت لهم خير من جنة التسلط الكنسي ودينه المحرف الذي استعبدوا فيه وزادهم ذلة إلى ذلةٍ , فخرجوا من الاستعباد الكنسي للاستعباد الشهواني العلماني .
نحن يادعاة العلمانية قوم لدينا أكمل الأخلاق وأكمل النظم الحياتية معينها كتاب لاباطل فيه ولامرية , ولدينا رسول أَسس لهذه النظم وطبقها خير تطبيق فسار بخبره الأولون والآخرون .
انظروا كيف جنيتم على بلادٍ كان رزقها رغداً ودينها سالماً وأعراضها مصونة , فأضحت من أفقر البلدان , وصار بناتها فريسة للعابثين , وطرقاتها مواخر للسكارى , وصحفها مرتعاً لمن يسب ربه ويستهزيء بدينه ويشاغب على رسوله عليه الصلاة والسلام .
يادعاة الضلال ... أبلاد النيل كانت_ قبل أن يحط رحل فكركم فيها _ فقيرة فجئتم وانشلتموها من فقرها إلى الغنى ...أم زدتم فقرها فقراً وعيشها ضنكاً .
إننا نحاكمكم للواقع لا للطوباويات التي تحلمون بها وتبشرون الناس بها , إنه حين صدقكم نفر منا ورأى في العلمانية وجهاً باسماً لم يكن يعرف أن خلف الوجه الباسمة لعنة ساحقة .
فقر وبئس , تبرج وفجور , تحرش وعبث بالأعراض , تسكع في الطرقات لايأمن المرء على نفسه وأهله .
أما المحاكم التي نصبتموها والحكم الذي تأبطتموه فهي أهون على العصاة من وخز الإبر ولسع النحل , ولكننا نراهم يتزاحمون في محاكمكم المظلوم يصرخ والظالم يضحك لايبالي .
إن التحرش الجنسي وتبعاتها والفقروالعوز وقلة ذات اليد كلها جريرة أنظمتكم وأفكاركم ,ربا وبنوك تناطح السحاب وأغنياء يسلبون حق الفقير , جشع وطمع لا حدود له , لقد أخرجتموا المرأة من طهرها وحشمتها فما عاد ينفع تهديد أو وعيد ولن يوقف كل هذه سوى حكم أحكم الحاكمين .


ومن أحسن من الله حكماً ؟ ..قطعاً لا أحد ... فارحلوا عنا فقد مللنا منكم .