|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
05-04-2003, 03:35 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2002
البلد: ................
المشاركات: 1,353
|
خـطـوات الـشـيـطـان بـعـد الإلـتــزام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : لقد تكلمنا في موضوع سابق عن التوبة وضرورتها وسوف نتكلم الآن كما وعدناكم عن خطوات الشيطان بعد الالتزام . التي أرجو من الله الإخلاص في القول والعمل . فالشيطان حريص أن يغوي بجميع الناس وحريص بأن يسوقهم إلى الهاوية وإلى نار جهنم والعياذ بالله كما قال تعالى ( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ) ولكن الشاب المسلم الفطن الموفق هو الذي يعرف مداخله وخطواته الخبيثة ويتعامل معها كما أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك علينا أن نتذكر أن الملتزم بدينه كالقابض على الجمر فلا بد من العناية والمتابعة وإلا سوف يذبل كالزهرة وإن تابعها وحرص عليها بالتقرب إلى الله وحسن الصلة به فإنها سوف تستمر في جمالها وحسنها . والشخص عندما يلتزم فهو قد رمى كل شي خلفه وبدأ بحياة جديدة وعليه أن لا يقتصر على بعده عن ماضيه وعن المعاصي والسيئات بل لا بد من جهد في تربية نفسه وتأصيلها بكل شي مفيد من العلم الشرعي والعبادات وغيرها من الأشياء التي تعين على ثباته بإذن الله . والشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم . ويدخل على الشخص بالطريقة التي تناسبه فيدخل على الزاهد بطريقة الزهد . ويدخل على العالم من باب العلم . ويدخل على الجاهل أيضاً من باب الجهل . والشاب عندما يلتزم يأتيه الشيطان من أبواب عدة ومن أهمها يأتيه من باب العاطفة ويذكره بأصدقائه السابقين ويذكره بجلساتهم وأنسهم وإن كانوا على غير ذلك إلا أن الشيطان يزين له هذا الشي وهو عندما يكون جديداً على الاستقامة والالتزام فلا يتخيل أنه سوف يعيش من دون أرفقائه فيتخيل أنهم حياته وأنسه وهكذا يزين له الشيطان هذا الشي . والحقيقة أنهم همٌ ووهم بل أنهم البلاء والتعاسة والشقاء . ولا ننسى أن قرناء السوء إذا علموا أن صاحبهم جديد على الاستقامة والالتزام فهم سوف يسارعون لتثبيطه إما بتشويه صورة المستقيمين ورميهم بالنفاق والوسوسة وتارة برميهم بالتشدد وإلى غير ذلك من القذف والتجريح . ومن ابتلي بذلك بتذكره تلك الصحبة السيئة عليه أن يتذكر قوله تعالى ( الإخلاء بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) وليعلم أنهم لن ينفعوه عندما يلاقي رب العالمين وعندما يوضع في القبر وعليه أن يحمد الله أنه أنجاه منهم ويستمر على بعده عنهم . وسوف يقول قرين السوء كما قال الله تعالى ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا . يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلا . لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا ) وكذلك يأتيه من ناحية شكله وهيئته إما بلحيته وإما بتقصيره ثوبه وهكذا لأنه يدخل عليه من باب أن الناس لا يرتاحون ولا يستأنسون للذي يكون شكله واضحاً بأنه ملتزم . ولذلك تجد أن حديثي الالتزام لا يبينون للناس في أول أمرهم أنهم استقاموا ولذلك تجد هيئته وشكله لا يغيرها إلا بعد فتره من استقامته والتزامه . وكم من شخص رأيناه بعد التزامه يأخذ من لحيته ويسبل ثوبه لأنه يريد أن يتمشى مع الآخرين وأن لا يكون شكله مغاير عنهم حتى لا يُبغَض وحتى يريده الناس وكلها مكايد وأشياء يصورها الشيطان للإنسان . وعلى الشاب الملتزم أن لا يكون إمعة وعليه أن يكون له شخصيته الفذة المحترمة التي يحترمها كل الناس بلباسه وأخلاقة وأقصد بلباسه أي هيئة الشاب الملتزم التي دون تكلف ولا إسراف ولا تتبع للموضوات . وهو بذلك يفرض احترامه وحب الآخرين له . وعليه أن لا يتهاون بشخصيته وشكله التي يعتز بها وكم من شخص رأيناه عنده متغيرات عظيمة في شكله وفي لباسه بسبب عدم الثقة وعدم القناعة ولذلك تجد حياته وشخصيته مهزوزة جداً أمام الآخرين . وكذلك يأتيه من جانب بعض الأفعال التي لا زالت متعلقة في قلبه ولا زالت موجودة ولو كانت منسية وبنسبة ضئيلة إلا أن الشيطان يحاول تذكره بها وإعادتها مرة أخرى كالعشق مثلاً وكالعادة السرية وغير ذلك من الأعمال التي يحرص الشيطان أن يذكره بها . فقد يتذكرها ويحن إليها وكذلك قد يقع فيها . فحينها سوف يكون إذا كان لوحده ومع نفسه قد يفعل أو يتذكر شيئاً وإذا كان مع الآخرين ومع الناس لا يتذكرها . وسوف يتهم نفسه بالنفاق والشيطان حريص جداً من هذه الناحية وسوف يقول له أنك مع وحدك شخصية ومع الناس شخصية أخرى فلا بد أن توحد نفسك وتكون لك شخصية واحدة مع نفسك وأمام الآخرين . فهو حينها وهذا هو الأغلب سوف يختار شخصية التي يكون لوحده وحينها يجنح ويميل إلى الانتكاس والعياذ بالله . وإذا حصل له هذا الشي فلماذا لا يكون قراره وتكون شخصيته التي مع الآخرين ويتوب ويقلع عن الذي يفكر أو قد يقع فيه إذا كان لوحده .أليست كلها تفكير وقرار من نفسك بأن تحدد شخصيتك فلماذا لا تختار الذي يريده الله سبحانه وتعالى . وتتخلى عن ما تريده النفس وما يريده الهوى . وبذلك عليك التخلص من شوائب النفس وتزكيتها والبعد عن الأشياء التي تذكرك بالماضي وقطع كل السبل التي تعيد لك ذاكرة ماضيك . حتى تسلم من مكايد الشيطان الماكرة . وكذلك قد يحمل الشخص في قلبه على إخوانه من الكراهية والبغضاء سواءً من أصدقائه السابقين أو كان من أصدقائه الجدد أي الملتزمين إذا رأى منهم تقدم أو تفوق أو غير ذلك من الأشياء التي تجعل الشيطان حريصاً بأن يوقع بين الأصحاب والأصدقاء في هذا الشي . فأقول الشيطان حريص بأن يوقع بين الأصحاب من الفرقة وملء الصدور بالشحناء وضيق الصدر وغير ذلك من وسائل الشيطان الخبيثة التي توقع بين المحبين وبين المتصافين . ولنجعل حديث جابر رضي الله عنه بين أعيننا في كل وقت . أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم ) أي بالخصومات بالشحناء والفتن وغير ذلك . وأوصيكم أحبتي بإخلاص النية لله سبحانه وتعالى . فكل شي لغير الله فهو باطل والنية إذا صرفت لغير الله فهي باطلة والعمل باطل . فلا بد من الإخلاص لله والبعد عن الرياء والسمعه . فلا تكن أعمالنا هباءً منثوراً ومن تتبع الآخرين وتزين الصورة لهم والبحث عن مدحهم له فسوف يشقى ويطلب ما عندهم ولا يبحث ما عند الله جل وعلى وسوق يعيش في هم وغم وضيق صدر . لأنه طلب ما عند الناس ولم يطلب ما عند الله سبحانه وتعالى . وكذلك اخوتي الأعزاء لا بد أن نعلم أن الإنسان مهما عاش في هذه الحياة الدنيا ومهما بلغ فيها أنه لن يعيش حياة سعيدة مطمئنة يشعر حينها أنه راضٍ في حياته مستعداً للموت وعقباته ويفتخر فيما يفعل فيها . إلا إذا استقام والتزم على دين الله متمسكاً بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . فهو هنا يشعر بحياة أخرى ما ألذها وما أجملها من حياة . فإن كنت تسمع كثيراً بهذا الكلام فلماذا لا تجرب وتحكم أنت بنفسك ؟!. اللهم أصلح شباب وفتياة المسلمين . وثبتهم اللهم على الطريق المستقيم يا رب العالمين . وجزاكم الله خيراً على تحملكم لأخيكم على الإطالة . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ا ل ش ا م خ
__________________
إهداء من الأخ الغالي والعزيز : عاشق بريدة آخر من قام بالتعديل الشامخ; بتاريخ 05-04-2003 الساعة 03:39 PM. |
الإشارات المرجعية |
|
|