|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
04-11-2008, 09:31 AM | #1 |
عبدالله
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
|
المهم التأثير و ليس الصراخ ..[ فصول في الـتأثير ]..
بسم الله الرحمن الرحيم
نعيش في هذه الحياة و نحن نصارع المواقف و الأحداث ، و الوقائع و النوازل ، و هي تحيط بنا من كل اتجاه ، و تتباين فيها نظراتنا و تعابيرنا و مشاعرنا ، و يتعارك القادة -بشتى أنواعهم و توجهاتهم- في مسرح الثقافة على إبداء أرائهم و إقناع الناس و التأثير عليهم . من هذا المنطلق بدأ الاهتمام مؤخراً بوسائل التأثير ، و سلوك غاياته و السبل الموصلة إليه ، لأن التأثير بكل بساطة ، ليس إلا وصولاً إلى قلوب الناس ، و نيل رضاهم و بالتالي فإن الشخص المؤثر ينال إعجابهم به و بطرحه ، فالوصول إلى التأثير يعني الوصول إلى الناس . و لا نعجب من اهتمام القادة بهذا الفن [ فن التأثير ] ، و لكن يجب أن نعلم أن الإسلام سبقهم في ذلك ، و حرص على إرشاد ذويه إلى مهاراته السلوكية و القولية ، و حرص قبل ذلك كله أن يؤسس في المُؤثر أجمل المعاني ، كالإخلاص و حب الخير للناس ، و الصدق معهم ، و أصالة الرأي و نزاهة النفس ، إلى غير ذلك من المعاني السامية التي رسمها هذا الدين الكامل ، و مامن مهارة مستحسنة من مهارات التأثير ، إلا و تجد لها عاضداً قوياً ، إما من الأوامر الربانية في كتاب الله ، أو من النفحات النبوية من أقوال حبيبنا عليه الصلاة و السلام و أفعاله ، و هو طريق من طرق الدعوة ، و سبيل من سبل الهداية - هداية الدلالة و الإرشاد - و هي أمر دعت إليه الشريعة ، بل و أوجبتها في بعض الظروف . أجد أننا بأمس الحاجة إلى فقه فن التأثير و دراسته و تعليمه ، ثم الانطلاق لممارسته عملياً ، لأن بعض الأشخاص تولوا منابر التأثير ، و لكنهم جعلو التأثير محصوراً في صورٍ و جزئيات ، أورثت عندهم خللاً في شخصياتهم ، و بعدما حشدوا الجماهير و استطاعوا التأثير عليهم ، تغيرت مساراتهم مع مرور الزمن فأسقطوا أنفسهم من أعين الناس ، و تخلى عنهم أتباعهم بعدما عايشوا الاضطرابات في قدواتهم ، ففقدوا الثقة فيهم ، و السبب في ذلك قيام كثير من المؤثرين بأدوار تأثيرية لكنهم بنوها على عواطف طغت على العقل ، و بعد مضي السنين أدرك المتأثرون أنهم كأنوا في غطةٍ فأفاقوا منها و عاد العقل ليعمل فنبذ لغة العاطفة . إن التأثير ليس صراخاً ، و لا حدةً في الأسلوب ، و لكنه عقل يتحدث بلغة راقية تستطيع من خلالها أن تقنع الناس بصدق فكرتك ، و واقعيتها ، و أنها مبنية على أسس متينة يصعب اختراقها أو تغييرها . و المقام لا يتسع للبسط في الاستشهادات الشرعية و العلمية و الواقعية ، و لكن أجدني بحاجة إلى الوقوف عند ذلك الحوار الذي كان فيه جمهور يتنازعه رجلان ، و كانا يطمحان إلى التأثير على الجمهور فلنترك الآيات تحدثنا عن الذي جرى بين نبي الله موسى - عليه السلام - و بين الطاغية فرعون .. قال تعالى في سورة الشعراء :{ قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ } ، و لعلك أيها القارئ الكريم تمسك بالمصحف لتنظر في لغة الإقناع الحقيقية التي نطق بها الأنبياء و المصلحون في كتاب الله تعالى . و إن من أهم ما يوصل الإنسان إلى التأثير و يتيح له الوصول إلى قلوب الناس ، هو الإحسان إليهم و التودد ، و دفع السيئة بالحسنة ، و الابتسامة و لين الخطاب ، جودة الأسلوب ، هذا إذا كنت خطيباً أو كاتباً ، و لو لم تكن شيء فحسن الخلق بحد ذاته كفيل بأن يؤهلك للتأثير ، و كم نعرف من الدعاة و لكنهم لم يكتبوا كلمة و لم ينطقوا حرفاً أمام الجماهير ، و لكن شهد لهم الناس بحسن الخلق ، و طيبة الذات ، و هذا كثيرٌ منه مكتسب بإمكانك أن تحققه في ذاتك و كما قال عليه الصلاة و السلام : [ إنما الحلم بالتحلم و العلم بالتعلم ]. و كما قال الأول : [poem="font="simplified arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]و النفس كالطفلٍ إن تُهملهُ شب على = حُبِّ الرضَاعِ و إن تفطمهُ ينفطمِ[/poem] أخوكم / عبدالله
__________________
ياربي ..افتح على قلبي .. و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك .. [عبدالله] من مواضيعي : آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات ) ::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة) آخر من قام بالتعديل الـصـمـصـام; بتاريخ 05-11-2008 الساعة 12:15 AM. |
الإشارات المرجعية |
|
|