|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 3,316
|
.. أليس كل واحد منا تأتيه هذه الرؤيا ؟؟؟ تساؤل عجيـــــب !!! ..
سلامٌ من اللهِ عليكم ورحمات..
لو أن إنسانا في كامل عافيته .. لا تراه إلا ضاحكا مبتهجا .. يغدو ويروح والدنيا بين عينيه تتراقص .. رأى في الليل رؤيا .. جاءه هاتف فقال له : ما بقى من عمرك في الدنيا إلا شهر واحد .. فلا شك أن هذا الإنسان سيكون في صبيحة ذلك اليوم مغموما مهموما حزينا .. يبحث له عن صديق عزيز ليبوح له بذلك السر الرهيب .. فإذا جاءت الليلة الثانية وجاءه نفس الهاتف يقول له : أعد العدة فبعد شهر ستموت .. هنا سيتضاعف الهم أضعافا مضاعفة .. فإذا جاءت الليلة الثالثة ورأى نفس الرؤيا فهنا يتأكد الأمر لديه .. فلا يقر له قرار .. ولا يهنأ له طعام ولا بمنام .. ولا بأهل أو مال .. بل ينتظر الليلة الرابعة .. هل ستأتي الرؤيا أم لا ؟؟ وهنا تجده يخاف أن ينام .. لقد كان في الليالي الثلاث ينام .. أما في الليلة الرابعة لا يستطيع أن ينام .. بل لا يريد أن ينام .. فيظل يقظا مرعوبا .. والنوم سلطان .. والذي لا ينام هو الله .. فتأتيه سنة النوم آخر الليل فتأخذ روحه وينام .. فإذا بالهاتف يأتيه للمرة الرابعة .. فيتأكد له الأمر بشكل قاطع .. فيبدأ يعد العدة .. يفر الى بيوت الله .. ويبدأ يختم المصحف .. ثم يواظب على صلاة الجماعة .. ويبدأ يتصدق وينفق ويبدأ يتسامح مع الآخرين .. ويتوب من الكبائر ومن الصغائر أيضا .. ويبدأ يؤدي الديون التي عليه .. ويبدأ يتحلل من كل صغير أهانه .. ويراجع أوراقه وأعماله كلها .. فإذا مر النصف الأول الشهر رأيت ملامحه تغيرت .. فترى فيه الشحوب والوجوم واصفرار الوجه .. وتراه مفكرا ساهيا .. فإذا مر الثلثان من الشهر .. يبدأ يبكي كلما نظر إلى وجه حبيب أو قريب .. وتبدأ الدموع تنهمر لأنه يحس أنه سيفارقهم .. ثم يزيد في العبادات والطاعات .. ولا يدري بأيهما يبدأ ؟ أيعتمر أولا أم يحج ثانيا ؟ أم أنه يقوم الليل في الصلاة والعبادة .. وتبدأ العبادات تزدحم أمامه لا يدري أيهما الأفضل .. لأنه يريد أن يبدأ بالأفضل لأنه ما بقي له من العمر إلا القليل .. فإذا جاءت ليلة التاسع والعشرين .. تختلط عنده الأمور .. وتختلط الأفكار .. وتختلط الهموم .. ويصبح لا يعي شيئا فهو لا يشتهي الماء ولا الطعام .. ينتظر ملك الموت .. فيكون في مرحلة من المراحل تسمى ( الاستسلام ).. هذا الشعور ينتاب من يرى رؤيا تكررت .. وقد تكون الرؤيا من الشيطان وقد تكون من الرحمن .. أليس كل واحد منا تأتيه هذه الرؤيا في الواقع والحياة أكثر مما تأتيه في المنام ؟؟ .. أليس الله هو الذي أخبر عن هذه الرؤيا في كتابه الكريم يوم أن قال لكل مخلوق من الأنس والجن .. ( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإين مت فهم الخلدون *) ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملقيكم ) ملاقيك أي أينما اتجهت وهي لا تكون إلا وجها بوجه .. فأينما اتجهت صعودا أم نزولا يمينا أو شمالا .. أماما أو خلفا .. فالملاقاة بالموت لا محالة .. هذا لكل واحد منا .. ولكن لماذا لا نحس ما يحسه ذلك الرجل الذي رأى الرؤيا ؟ لماذا لا نشعر من حكمت عليه المحكمة بالإعدام شنقا حتى الموت ؟؟ فننهار كما ينهار المحكوم عليه .. السبب أن لنا شيئا أسمه الأمل .. وهذا الأمل خطير جدا .. يصل عند بعض الناس أن ينسيه هذه الحقيقة الكونية التي تتكرر كل لحظة أمام ناظريه أو يسمع عنها وهي الموت .. وقد يتمادى في النسيان حتى يصل الشعور عنده لن يموت .. نسأل الله ان يحسن لنا خاتمتنا وكما نرجوه سبحانه ان لايميتنا إلا وقد أخذ من دمائنا حتى يرضى وجهه الكريم .. .. أليس كل واحد منا تأتيه هذه الرؤيا ؟؟؟ تساؤل عجيـــــب !!! .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. .. دمتم أخوةٍ وأصدقاء .. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|