][ مـفـاجـأة فـي جـمعـتـنـا الـشـهـريـة ][ !!

رنـد · 20-11-2008, 03:27 AM

نغمة رنين مميزة تعلن عن وصول رسالة جديدة إلى جوالي ..
فتحتها ، كانت من [العنود] تذكر بجمعة البنات المقامة عندها ، وتعلن عن مفاجأة صاروخية خطيرة مجنونة و...و...
أحب هذه الإنسانة كثيراً ، وأرى فيها معنى الحياة بكل جمالها ونشاطها وحبها للتجديد ..
وكنا قد اتفقنا قبل بدء هذه التجمعات التي تضم عدداً هائلاً من بنات خالاتي وخالات أمي ؛ بأن نجعل جدولاً دورياً تقوم فيه إحدانا بإلقاء فائدة قصيرة ، وأخرى بتوزيع عمل دعوي بشكل مبتكر وجذاب !

جاء يوم الجمعة وذهبت إلى قريبتي هذه ، استقبلتني أختها الصغيرة التي لا تتجاوز الخمس سنوات وقد شقرت حاجبيها !!
أخذت أحملق فيها غير مصدقة !!
باحثة عن معنى الطفولة والبراءة تحت حاجبيها المرسومين بدقة !!
جاءت [العنود] ، فأخبرتها بأن المفاجأة قد صعقتني !!
ضحكت بملء فيها ، وذكرتني بفتوى الشيخ الفوزان وأن التشقير حلال وأن أكثر من شيخ أفتى بذلك ، وختمت الفتاوى بأن المفاجأة غير ذلك ، وأنها غير شكل !!
توافد البنات واحدة تلو الأخرى و[العنود] ترفض الإفصاح عن مفاجأتها إلا بعد اكتمالنا !
واكتملنا !
ذهبت لإحضار المفاجأة !
أعيننا جميعاً شاخصة نحو الباب ، بلهفة وترقب !
وكل منا قد وضع في باله تصوراً عن تلك المفاجأة !
ليدخل كلب !
إي والله كلب مفزع ومقرف ، تتجلى فيه أوضح معالم القبح !
ومن بين صرخاتنا واعتراضاتنا ، واحدة تستهجن وأخرى تحرم وثالثة تطلب إخراجه ، كانت [العنود] تؤكد كعادتها في كل موضوع .. يا بنات ترى حلال ، المشايخ أفتوا بجواز اقتنائه لأنه مهجن وفيه نسبة كبيرة من الذئب !!
لا أحد يعترض ، الشرع محلله !!
ولازلنا في فوضى إلى أن خرج صاحب المقام السامي !!
كان الجميع منصتاً بشغف إلى [العنود] ، لجراءتها وغرابة الموضوع ..
تحدثت بلوعة وصبابة ضاعفت دهشتي لآلاف المرات ، وهي تصف مشهدها لما رأته وأشكال الكلاب الحلوة وهي مصطفة بجانب بعضها ، وكيف أنهم كانوا يغسلونه أمامها ، وقمة الروعة وخفقان القلب لما شاهدتهم [يستشورون] شعره !!
ودار بيننا مقطع تصوير له وهو ينظف ويزين ، والفتيات يصرخن إعجاباً كأنهن لم يعترضن للتو ، وهذه هي مشكلتنا الأزلية !!
الانبهار بكل جديد أياً كان !
وخاتمة قصتها الجميلة ، أنهم سيذهبون به لذات المحل لكي يتزوج [!!]
حظيت قضية الكلب أو الذئب بنقاش طويل لو درى عنها لما أنزل رأسه فخراً وعجباً !!

لفتت انتباهي أيضاً حقائب البنات وأحذيتهن وأساورهن المزينة بالأسود وبالجماجم والعظام المكسرة ، وعجبتُ كيف تكون علامات الموت والوحشية من أدوات الزينة والحلية !!
لكن عشنا وشفنا !
الأمر الأخطر من ذلك ، أنها من رموز عباد الشيطان !
وجدتها فرصة للتنبيه على هذا الأمر ، وأيضاً لإدارة الحوار بعيداً عن ذلك الكلب – أجلكم الله - !
فجاءني السؤال الأول الذي كنت أتوقع طرحه !
رنـد ، محرمينها المشايخ ؟!
وكم أفخر بقرابتي لهن ، فرغم انغماسهن الشديد في الدنيا ، كانت ضمائرهن دائماً مع الحلال ولا يفتأن يسألن عنه ويتحرينه ، فأنعم بهن !

أخواتي ، ربما ما كتبته هنا هو صورة لما يحدث في تجمعات العديد منا ، وأنا لا أتحدث من منبر الشرع ولا عن حلال أو حرام !!
أنا هنا أتحدث بألم شديد ، عن الفطرة السليمة !
الفطرة التي ولدنا بها ، لنختار الحياة الطبيعية ونتحلى بالجمال !
هل من الفطرة تشقير طفلة بريئة لحاجبيها ؟!!
هل الفطرة السليمة تجعلنا نقتني كلباً بشعاً ، ليسرح ويمرح في بيوتنا ،
شاغلاً وقتاً ثميناً من أعمارنا لتزينه وتزويجه ؟!!

والله لكأني أراها مع تقدم الزمن بجانب حافظ على المياه وحافظ على اقتصاد الكهرباء [ حافظ على فطرتك السليمة ] !!!
وسنصل إلى هذه المرحلة قريباً مادمنا نرى الجمال في ذكرى الموت من جماجم وعظام مهشمة مخيفة !!
ولا ينكأ الجرح إلا الأموال الهائلة التي تصل إلى خمسة وعشرة آلاف في حقيبة أو حذاء أو حيوان أليف !!
إذا لم تكن الفطرة مهمة ، فلنأخذ الأمر من باب الإنسانية !
الإنسانية المعدومة ، في وقت يتحدث فيه الدكتور السميط –حفظه الله- عن قرى أفريقيا التي ذهب إليها لأجل الإسلام !
لأجل أن ينقذهم من النار إلى الجنة -بإذن الله- !!
ومع ذلك يقف على عتباتها في خجل وحياء ، فكيف يدعو إلى دين اليسر والمحبة والأخوة وهو لا يملك ولو فتات الخبز ، لإطعامهم !!
لإطعام من يبيتون الساعات الطوال لا يأكلون !!
إن الأيام دول يا أحبتي ، ولكن في الصومال عبرة ، يوم كان أهلها يرمون الفاكهة الناضجة الحلوة ، لأجل قطف أخرى جديدة !

أريد أن أتحدث عن الإفراط في المباحات والتي يتخذها البعض عذراً في الإسراف والمباهاة ، أريد أن أتحدث عن دورها في الغفلة والتي توعد الله أصحابها يوم القيامة !
وأريد أن أسهب الحديث عن [ ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ] ، ولكني أعلم بأني سأطيل ولن أنتهي !
وأخشى أن أخسرك يا قارئتي الكريمة المفعمة بالإنسانية !

محبتكِ .. رنـد

20-11-2008, 03:27 AM	#1
رنـد عـضـو تاريخ التسجيل: Jul 2008 البلد: في غـزة قلبي و هاجسي المشاركات: 221	][ مـفـاجـأة فـي جـمعـتـنـا الـشـهـريـة ][ !! نغمة رنين مميزة تعلن عن وصول رسالة جديدة إلى جوالي .. فتحتها ، كانت من [العنود] تذكر بجمعة البنات المقامة عندها ، وتعلن عن مفاجأة صاروخية خطيرة مجنونة و...و... أحب هذه الإنسانة كثيراً ، وأرى فيها معنى الحياة بكل جمالها ونشاطها وحبها للتجديد .. وكنا قد اتفقنا قبل بدء هذه التجمعات التي تضم عدداً هائلاً من بنات خالاتي وخالات أمي ؛ بأن نجعل جدولاً دورياً تقوم فيه إحدانا بإلقاء فائدة قصيرة ، وأخرى بتوزيع عمل دعوي بشكل مبتكر وجذاب ! جاء يوم الجمعة وذهبت إلى قريبتي هذه ، استقبلتني أختها الصغيرة التي لا تتجاوز الخمس سنوات وقد شقرت حاجبيها !! أخذت أحملق فيها غير مصدقة !! باحثة عن معنى الطفولة والبراءة تحت حاجبيها المرسومين بدقة !! جاءت [العنود] ، فأخبرتها بأن المفاجأة قد صعقتني !! ضحكت بملء فيها ، وذكرتني بفتوى الشيخ الفوزان وأن التشقير حلال وأن أكثر من شيخ أفتى بذلك ، وختمت الفتاوى بأن المفاجأة غير ذلك ، وأنها غير شكل !! توافد البنات واحدة تلو الأخرى و[العنود] ترفض الإفصاح عن مفاجأتها إلا بعد اكتمالنا ! واكتملنا ! ذهبت لإحضار المفاجأة ! أعيننا جميعاً شاخصة نحو الباب ، بلهفة وترقب ! وكل منا قد وضع في باله تصوراً عن تلك المفاجأة ! ليدخل كلب ! إي والله كلب مفزع ومقرف ، تتجلى فيه أوضح معالم القبح ! ومن بين صرخاتنا واعتراضاتنا ، واحدة تستهجن وأخرى تحرم وثالثة تطلب إخراجه ، كانت [العنود] تؤكد كعادتها في كل موضوع .. يا بنات ترى حلال ، المشايخ أفتوا بجواز اقتنائه لأنه مهجن وفيه نسبة كبيرة من الذئب !! لا أحد يعترض ، الشرع محلله !! ولازلنا في فوضى إلى أن خرج صاحب المقام السامي !! كان الجميع منصتاً بشغف إلى [العنود] ، لجراءتها وغرابة الموضوع .. تحدثت بلوعة وصبابة ضاعفت دهشتي لآلاف المرات ، وهي تصف مشهدها لما رأته وأشكال الكلاب الحلوة وهي مصطفة بجانب بعضها ، وكيف أنهم كانوا يغسلونه أمامها ، وقمة الروعة وخفقان القلب لما شاهدتهم [يستشورون] شعره !! ودار بيننا مقطع تصوير له وهو ينظف ويزين ، والفتيات يصرخن إعجاباً كأنهن لم يعترضن للتو ، وهذه هي مشكلتنا الأزلية !! الانبهار بكل جديد أياً كان ! وخاتمة قصتها الجميلة ، أنهم سيذهبون به لذات المحل لكي يتزوج [!!] حظيت قضية الكلب أو الذئب بنقاش طويل لو درى عنها لما أنزل رأسه فخراً وعجباً !! لفتت انتباهي أيضاً حقائب البنات وأحذيتهن وأساورهن المزينة بالأسود وبالجماجم والعظام المكسرة ، وعجبتُ كيف تكون علامات الموت والوحشية من أدوات الزينة والحلية !! لكن عشنا وشفنا ! الأمر الأخطر من ذلك ، أنها من رموز عباد الشيطان ! وجدتها فرصة للتنبيه على هذا الأمر ، وأيضاً لإدارة الحوار بعيداً عن ذلك الكلب – أجلكم الله - ! فجاءني السؤال الأول الذي كنت أتوقع طرحه ! رنـد ، محرمينها المشايخ ؟! وكم أفخر بقرابتي لهن ، فرغم انغماسهن الشديد في الدنيا ، كانت ضمائرهن دائماً مع الحلال ولا يفتأن يسألن عنه ويتحرينه ، فأنعم بهن ! أخواتي ، ربما ما كتبته هنا هو صورة لما يحدث في تجمعات العديد منا ، وأنا لا أتحدث من منبر الشرع ولا عن حلال أو حرام !! أنا هنا أتحدث بألم شديد ، عن الفطرة السليمة ! الفطرة التي ولدنا بها ، لنختار الحياة الطبيعية ونتحلى بالجمال ! هل من الفطرة تشقير طفلة بريئة لحاجبيها ؟!! هل الفطرة السليمة تجعلنا نقتني كلباً بشعاً ، ليسرح ويمرح في بيوتنا ، شاغلاً وقتاً ثميناً من أعمارنا لتزينه وتزويجه ؟!! والله لكأني أراها مع تقدم الزمن بجانب حافظ على المياه وحافظ على اقتصاد الكهرباء [ حافظ على فطرتك السليمة ] !!! وسنصل إلى هذه المرحلة قريباً مادمنا نرى الجمال في ذكرى الموت من جماجم وعظام مهشمة مخيفة !! ولا ينكأ الجرح إلا الأموال الهائلة التي تصل إلى خمسة وعشرة آلاف في حقيبة أو حذاء أو حيوان أليف !! إذا لم تكن الفطرة مهمة ، فلنأخذ الأمر من باب الإنسانية ! الإنسانية المعدومة ، في وقت يتحدث فيه الدكتور السميط –حفظه الله- عن قرى أفريقيا التي ذهب إليها لأجل الإسلام ! لأجل أن ينقذهم من النار إلى الجنة -بإذن الله- !! ومع ذلك يقف على عتباتها في خجل وحياء ، فكيف يدعو إلى دين اليسر والمحبة والأخوة وهو لا يملك ولو فتات الخبز ، لإطعامهم !! لإطعام من يبيتون الساعات الطوال لا يأكلون !! إن الأيام دول يا أحبتي ، ولكن في الصومال عبرة ، يوم كان أهلها يرمون الفاكهة الناضجة الحلوة ، لأجل قطف أخرى جديدة ! أريد أن أتحدث عن الإفراط في المباحات والتي يتخذها البعض عذراً في الإسراف والمباهاة ، أريد أن أتحدث عن دورها في الغفلة والتي توعد الله أصحابها يوم القيامة ! وأريد أن أسهب الحديث عن [ ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ] ، ولكني أعلم بأني سأطيل ولن أنتهي ! وأخشى أن أخسرك يا قارئتي الكريمة المفعمة بالإنسانية ! محبتكِ .. رنـد __________________ قال الأعمش : حدثني عمرو ، عن خيثمة ، عن عدي بن حاتم قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ اتقوا النار . ثم أعرض وأشاح ، ثم قال : اتقوا النار . ثم أعرض وأشاح ثلاثا ، حتى ظننا أنه ينظر إليها ، ثم قال : اتقوا النار ولو بشق تمرة ، [mark="0099FF"]فمن لم يجد فبكلمة طيبة[/mark] ] رواه البخاري .