قصــــــــــة " المتمــرد " ..أين النقاد ؟!!
المتـمـرِّد
الظلام يغطِّي القرية الوادعة .. الهدوء يكتنف أزقة القرية .. حفيف الأشجار يخترم هذا السكون .. "أحمد" .. الطفل الشقي الذي يملأ البيت صخباً ، هو الآن مطأطئ الرأس .. شاحب الوجه .. يغرز إصبعه في وجنته .. غارق في أحلامه ؛ دراجة يجوب بها الطرقات .. حفنة من المال يشتري بها بعض الدمى والألعاب .. ما يمنعه من ذلك صورة أبيه الجاثمة في مخيلته .. صورته وهو مفتول العضلات .. قمحي البشرة .. اكتسب من القرية الصلافة والغلظة ..- أحمد .. أحمد .والده يزمجر بأعلى صوته وهو يتجه صوب سيارته الونيت مع أحد رفاقه ..امتطى الثلاثة سيارتهم وهم يتجهون ناحية المدينة .. الطريق لا يستغرق سوى عشر دقائق ..هاهي المدينة .. وهاهو السوق الرئيسي فيها .. أخذ "أبو أحمد" مكاناً آمناً للسيارة .. ترجّلوا منها.. دلفوا إلى السوق .. هذا محل للملابس .. آخر للساعات .. ثالث للعطور ..انسل "أحمد" عندما شاهد محلاً يعرض مقتنيات غريبة عليه .. أخذ يعبث بها .. زجره صاحب المحل.. وقف مشدوهاً لدقائق أمام شاشة تعرض أشياء مدهشة لم يكن يعرفها من قبل .. سمَّر عينيه وأخذ يتابع بجميع حواسِّه ..افتقد الأب ابنه .. بحث عنه هنا .. وهناك .. اتجه ناحية اليسار .. أبصره عند المحـل الآخر .. أقبل وهو يمتلئ غيظاً .. أهوى بيده على ابنه .. صفعه صفعة قوية .. ارتطم بالجدار .. أتبعها بأخرى .. أمسك به مع تلابيبه وهو يجرُّه ناحية السيارة : - ألا تعلم أن التلفاز ضارٌّ شرعاً وعقلاً !
|