|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
23-04-2003, 08:58 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2002
البلد: حيث السمو يكون .
المشاركات: 3,480
|
لقد حرمتني ياأبي جنتي !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم 00 نأسف على تأخر الموضوع ولكن مابعد الصبر إلا الفرج ! كانت نهى تعيش في بيت متوسط المعيشة مستور الحال يسوده الأمن والأمان كانت نهى في نهاية مرحلتها الابتدائية عندما توفيت أمها وبقي لها أب وثلاثة من الأخوة وكانت هي الوحيدة من البنات كان احمد عبدالله وصالح كان أصغرهم صالح ويكبرها بأربع سنوات وعبد الله بخمس سنوات واحمد بـثمان سنوات 0 كانت نهى جيدة في دراستها وأكرمها الله بقوة حافظة ساعدتها على ان أكملت دراستها بعد التخرج من الثانوية وبعد تخرجها من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بتقدير ممتاز وإكمالها دراستها العلياء وأخذت الماجستير بعد عناء شديد ، ومن ثم توضفت في أحد المدارس القريبة من المنزل 0 كان ذلك من خلال حياتها الدراسية الجميل ولكن لزاماً على الأتقياء في حياتهم أن يبلوا 0000 نعم يجب عليهم أن يبلوا لقد كانت نهى تذوق الأمرين من أبيها وأخيها الصغير الذي لم يتزوج بعد كانت هي من يكون عليها اللوم في أمورهم وغير ذلك أن راتبها كانت لا تأخذه بل يجب عليها أن تأخذه وتضعه في جيب أبيها من غير نقاش أو سؤال لأن ذلك يعرضها للضرب الذي لا يحمد عواقبه 0 كانت جنتها هي مدرستها وبناتها طالباتها هم من كانوا يسلونها وتسليهم كان الدرس عبارة عن شرح بسيط للموضوع وباقي الدرس عبارة عن نصائح لتلميذاتها كما هو الحال بين البنت وأمها كانت عبارة عن مثال حي للمدرسة النبيلة الشريفة المربية على تعاليم الإسلام كانت مثال للتعامل مع زميلاتها من المدرسات كانت دائماً تنصحهن وتذكرهن بالله كانت محبوبة في مدرستها بل بين جيرانها كانت تخرج من المدرسة ثم تتغدى ثم تصلي العصر ثم تستعد للذهاب لدار القران الكريم لتدرس بنات الحي كانت تسخر وقتها للدعوة لله مع ظروفها العائلية السيئة ولكنها كانت تحتسب ذلك عند الله تعالى 0 وفي المقابل كان أخيها صائعاً ضائعاً في الشوارع لا يحضر إلى البيت إلا متأخر وكان سيىء الخلق داخل المنزل وخارجه كان مثال حي للأخ الذي يتمنى وفاته في أي وقت ولكنها كانت تقول اللهم اهدي أخي يارب 0 وكان الطامة الكبرى ذلك الأب الشري الذي لا يرحم قريب ولا بعيد وكان ظلمه لأقرب الناس له بنته كان الشباب يتهافتون لذلك المنزل ليأخذوا زهرة من ذلك البستان الملي بالشوك ليأخذوا تلك المرأة الصالحة لتكون خير زوجة في الوجود وكان الجواب يأتيهم بالرفض أو التعجيز لكي يتسنى للأب ان يأخذ راتبها 0 ضاقت تلك المسكينة ذرعاً من تصرفات عائلتها ولم يكن أحد يؤنسها في وحشتها بل كانت تصارع أمواج الخوف وحدها وكانت تشكوا ذلك لربها وصلت الفتاة إلى سن الخامسة والثلاثين وكانت تكلم أبيها عن الزواج فكان يقول أنه لا يأتي إلا سيئي الأخلاق أو من هم طامع في راتبك وأنا أحفظه لك ، أحست الفتاة أن الموضوع منته إلا ان يحدث الله بعد ذلك أمرا كانت الفتاة مريضة بداء السكري والضغط وفي هذا الوقت العصيب زاد عليها ضغطها بسبب آلامها وزاد عليها الداء بسبب عدم الأكل الجيد فكانت لا تشتهيه وفي ذلك اليوم المشئوم على تلك الفتاة زاد عليها المرض فأخذت إجازة من المدرسة وفي هذه الأثناء حضر لوالدها صديق قديم يقرب عمره على السبعين سنه وأتفق الأب مع ذلك الرجل بعد أن طلب منه بنته على أن لا يكون المهر كبير وبدون حفل بل يكون الزواج مختصر جداً وافق الأب على ذلك وجاء فرح من ذلك الخبر لأنه سيتخلص من تكاليف مصاريفها وراتبها في يده وقال لها بنتي نهى لقد اخترت لكي الزوج المناسب أنه فلان ، كانت الفتاة متعبة جدا ولكنها تعلم ما يقول أبيها وعندما علمت اسم الرجل نعم عرفته أنه ذلك الرجل التي كان يمازحها ويلاعبها قبل ثلاثين سنه من وقتنا هذا تذكرت الفتاة تيك الأيام ثم أفاقت مرة أخرى للموضوع أنه موضوع زواج ويجب ان يكون الجواب بنعم ولو كان الجواب بـ لا كان النون وما يعلمون ضاقت الأرض بالفتاة بما رحبت تنهدت الفتاة بنفس عميق ومن ثم توقفت عن التنفس قال الأب نهى نهى صمت رهيب حلق على المكان لاحراك ولا نفس قام الأب جلس التفت يمنة ويسره خاف الأب ماذا يفعل هل يقوم هو بحملها أو يخبر أخوها للحضور لأخذها للمستشفى ولكن 000 كانت كل هذه الحوادث في ثوان فكر الأب في الإسعاف وبالفعل اتصل عليهم وأتوا واخذوا الفتاة إلى المستشفى أدخلت الفتاة إلى الإنعاش وكان الأب في قلق ماذا حصل لها هل سيضيع راتبها هل ستكون عالة علي 000! لم يكن الأب يفكر في الفتاة بل كان يفكر في دخلها ، قطع تفكيره صوت الباب يفتح إنه الدكتور 0 الدكتور : هل أنت أبو نهى 0 الأب : نعم أنا هو 0 الدكتور : ما الذي حدث لها بالضبط 0 الأب : كنت أحدثها في موضوع وكنت أنتظر الإجابة منها وماهي إلا لحضات حتى حصل لها ما ترى 0 الدكتور : حسناً أذهب إلى المنزل وعندما يحصل شي سوف نتصل عليك 0 الأب : حسناً ، سلام عليكم 0 ذهب الأب وكل تفكيره هو راتبها الذي أوشك أن يكون في مهب الريح ولم يكن يعلم الأب ما يخفي له القدر من حالة أبنته التي تزداد سوء دقيقة بعد دقيقة 0 دخل الأب إلى المنزل ، وجلس في أريكة قريبة من النافذة 0 رن هاتف المنزل قام الأب مسرعاً رد على المتصل 0 الدكتور :السلام عليكم 0 الأب : وعليكم السلام ، من ؟ الدكتور : هل أنت قريب (( نهى ))؟ الأب : نعم أنا أبيها ! ولكن من أنت ؟ الدكتور : أنا الدكتور خالد من مستشفى الملك خالد ؟ أبنتك في حالة يرثى لها الرجاء الحضور سريعاً ؟ الأب : هل أنت متأكد يا دكتور ، أبنتي لديها داء السكري وهذه من أعراضه لا أعتقد أن حالتها سيئه ! الدكتور : أرجوك أن تحضر سريعاً جداً جداً ، فالموضوع خطير 0 الأب : حسناً حسناً سأحضر 0 دخل الأب المستشفى وهو يرتجف من الخوف وتساؤلات في نفسه ماذا بها هل مرضها خطير هل هل هل تساؤلات كثيرة كانت تشغل تفكير الأب وما إن اقترب من الاستقبال حتى أتى الدكتور إليه وقال أن ابنتك 000 قال الأب : ما بها ؟ الدكتور : ابنتك ارتفع عليها الضغط وداء السكري وأيضاً مريضة بالمرض 00000 ! الأب : ما هو ؟ الدكتور : أنه المرض الخبيث في رئتها اليسرى ! الأب : هل أنت متأكد ؟ الدكتور : نعم أنها كذلك تذكر الأب أيامه السابقة وظلمه لها أنانيته عليها تذكر عندما كان يأتي الخطاب فيردهم بحججه الواهية 0 الدكتور : تفضل أدخل عليها الآن 0 توقف الأب عن الحراك من هول الصدمة ثم مشى برفق إلى باب الغرفة وكان الأب يحسب الوضع على أنه مرض سرطان فحسب كانت تلك الصدمة الأولى وكانت الصدمة الثانية هي عندما أخبره الدكتور قبل دخوله إلى الغرفة أن السرطان قد أنتشر في كامل الجسم وماهي إلا ساعات ثم تفارق الحياة كان وجه الأب شاحب كأنه خرج من قبر لتوه أقترب من الباب دفعه برفق تنهد قليلاً تقدم إلى السرير التي ترقد فيه نهى 000 زاح الأب الستار ووجد ذلك الوجه الذي يشع نوراً أصبح اليوم ظلام دامس وكانت بسمتها التي كانت من قبل قد مسحت وكأنها تحولت إلى وحش كاسر يريد أن يبتلع الأب كانت تلك هي مخيلات الأب ولكن المرض قد غيرها كثيراً جثا الأب بجانب السرير على ركبتيه وأخذ بيد بنته كانت البنت تحس بمن حولها وتعلم ما يقولون قال الأب : بنيتي سامحيني لقد ظلمتك كثيراً وحرمتك من الزواج فسامحيني ، إنني لم يبقى في حياتي إلا القليل فسامحيني لقد أخطأت عليك فأرجو منك الصفح والغفران 0 كانت البنت ترى أبيها وهو يبكي كالطفل وتتذكر أيامها التي تجد فيها العذاب والنكال والحياة المرة تذكرت زواجها وراتبها ومعاملة أبيها وأخيها فبكت الفتاة 0 قال الأب : بنتي أرجو منك الصفح والغفران أرجوك سامحيني أرجوك أرجوك نطقت الفتاة بكلمات ملئها حرقة وأسى على ماضيها التعيس وقالت : حرمك الله جنته كما حرمتني من جنتي ثم أنقطع صوت الفتاة وانقطعت عن الحياة نعم لقد انتقلت إلى الباري الرحيم كانت هذه هي الصدمة الثالثة والقاضية على ذلك الأب الجشع الذي لم يتمالك نفسه حتى صرخ صرختاً هرع إليه الطبيب ووجده ممدداً بجوار الفتاة أخذ الطبيب بيد الفتاة ليقيس النبض لاحراك دقات قلبها واقفه علم الطبيب بوفاتها أخذ الأب ونادى الممرضين وأخذوه وعملوا له الإجراءات اللازمة وبعد ذلك كان الأب يهذي بكلام لا يعرف مفهومه بعد ذلك علم الطبيب مرضه وأمر بنقله إلى مستشفى شهار ليكمل هناك مشواره الطبي الذي غالباً ما يلبث المريض في هذا المرض شهرين إلا يفارق الحياة 0 كان مضمون هذه القصة حقيقي ولكن طريقة الطرح مختلفة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
آخر من قام بالتعديل المجاهد الصغير; بتاريخ 24-04-2003 الساعة 07:16 PM. |
الإشارات المرجعية |
|
|