[محاور]

مساء الخير

الكل رأى أوباما وعاصفة أوباما التي اجتاحت العالم بأسره , وكيف أن هذا الأفريقي من أصل مسلم صل إلى سدة قيادة أكبر وأعظم دولة في العالم في العصر الحديث ,و القطب الأوحد فيه .
لم يكن من السهل أن يحدث ما حدث إلا في أمريكا !

أمريكا بحجم فإني أحب ما يحدث فيها من حرية رأي ومن ديموقراطية وإن كانت نسبية كما يقول الدكتور ناصر العمر .

أمريكا عرفت أن انتكاساتها وفشلها في السنوات الأخيرة نابع من التقليدية التي سيطرت على مفاصل الدولة فيها فلم تحتاج إلا لجيل جديد مبدع خلاق يقود مسيرتها !
فلم تجد خير من الأسود [ باراك بن حسين آل أوباما ]
هذا الأسود المحامي القانوني الناجح المتخرج من أعرق الجامعات الأمريكي ألفى نفسه مستعداً لم يخالف .

في كتابه الجميل [ جرأة الأمل ] يقول أوباما : أمريكا بحاجة للتغير وهذا ما سأتخذه شعاري في سباق البيت الأبيض .

عرف أوباما أن أمريكا في مشكلة كبيرة فلم يوارب ولم يخادع ولم يلتمس العلل , ولم ينغلق على نفسه ولم يقول أبداً لا مشاكل لدينا ..نحن أفضل الخلق .
الشعب الأمريكي قال لدينا مشكلة ولم يخالف الواقع ويكابر . بل قال لدي مشكلة واصطف خلف أوباما قائلا : نعم للتغيير . واصطف الأبيض والأسود والملون خلفه .

أم لدينا ماذا قدمنا ؟
مازلنا نرتكس في حمأة التخلف الكبير

يقول الدكتور الرائع محمد الأحمري : الغرب يتميز بشجاعة التخيل، والبحث عن أهل الخيال والإبداع، وليس البحث عن الأصلاء والمؤصلين، لأن التأصيل أسهل عندهم، وليسوا حريصين عليه، بل يبحثون عن من يقفز بهم في غير المعروف وغير المجرب، أذكر مرة أن شركة ميكروسوفت أو شركة إتش بي جاءت لجامعة في أوائل عهد صناعة الكومبيوتر وجمعت طلاباً من الجامعة ومدرسين وقالوا لهم اذكروا لنا ما تريدون ان يفعل لكم الكومبيوتر مستقبلا، فقال أحدهم: أريد أن اتحدث للكومبيوتر وهو يكتب كلامي، وبعد سنوات تحقق ذلك، من خلال "ميز الصوت" فالغرب الناجح من أهم ملامح نجاحه أنه مجتمع مفتوح للنقاش، نقاش كل شيء، ليس هناك محظورات، وهذا الانفتاح يجعل من السهل الوصول للحلول، أما المجتمع المنغلق فلا يسمح له بسماع خبر المشكلة، ولو خرج الخبر فيمارس عليه أقصى أساليب التعمية والإغواء عن حقيقة ما حدث، ومن لديه حل، فإنه لا يجد طريقاً لإبلاغه، أو يخاف من ممارسة معرفته ويخاف من ذكائه، لأن الذكاء عدو للانغلاق. وقوة الغرب تكمن في أمور منها القدرة على تجديد ونقد الذات .

وأرجو أن يتدبر القارئ كلام الدكتور جيداً

أمريكا وجدت في الأسود أوباما ما لم تجده في الأبيض جون ماكين فاختارته , وقبل الحزب الديموقراطي وجد في أوباما ما لم يجده في البيضاء الاستقراطية هيلاري كلينتون فرشحه عن الحزب .

المشاكل تنخر في مجتمعنا ومازلنا نجامل ونتحفظ وننغلق حول أنفسنا .