 |
|
|
|
|
24-12-2008, 05:21 PM
|
#1 |
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 49
|
." عاشــوراء .. ومقتل الحسين".
( قصة مقتل الحسين) هو الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ،أبو عبد الله القرشي الهاشمي سبط الرسول صلى الله عليه وسلم وريحانته من الدنيا ولد بعد أخيه الحسن وولد لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع للهجرة وقتل يوم الجمعة يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين وله أربع وخمسون سنة وستة أشهر ونصف رضي الله عنه . لما أخذت البيعة ليزيد في حياة معاوية كان الحسين ممن امتنع من مبايعته هو وابن الزبير وعبد الرحمن بن أبي بكر وابن عمر وابن عباس ثم مات ابن أبي بكر وهو مصمم على ذلك فلما مات معاوية سنة ستين وبويع ليزيد بايع ابن عمر وابن عباس وصمم على المخالفة الحسين وابن الزبير وخرجا من المدينة فارين إلى مكة فأقاما بها فعكف الناس على الحسين يفدون إليه وأما ابن الزبير فإنه لزم مصلاه عند الكعبة . وقد كثر ورود الكتب على الحسين من بلاد العراق يدعونه إليهم فكان أول من قدم عليه عبد الله بن سبع الهمداني وعبد الله بن وال ومعهما كتاب فيه السلام والتهنئة بموت معاوية فقدما على الحسين لعشر مضين من رمضان من هذه السنة ثم بعثوا بعدهما نفرا ومعهم نحو مائة وخمسين كتابا إلى الحسين ،وكتب إليه نفر منهم: ( أما بعد فقد اخضرت الجنان وأينعت الثمار ولطمت الجمام فإذا شئت فأقدم على جند لك مجندة والسلام عليك ). فعند ذلك أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب إلى العراق ليكشف له حقيقة هذا الأمر والإتفاق وكتب معه كتابا إلى أهل العراق بذلك ،فلما دخل الكوفة نزل على رجل من أهلها فتسامع أهل الكوفة بقدومه فجاؤوا إليه فبايعوه على إمرة الحسين فاجتمع على بيعته من أهلها ثمانية عشر ألفا فكتب مسلم إلى الحسين ليقدم عليها فقد تمهدت له البيعة والأمور فتجهز الحسين من مكة قاصدا الكوفة وخرج إليها بنفسه وأهله رغم محاولة بعض الصحابة لرده عن ذهابه .. وأما في الكوفة فقد وصل خبر وجود مسلم بن عقيل لعبيد الله بن زياد-والي الكوفة- فأرسل مولى أبي رهم ويدعى معقل فلم يزل يتلطف ويستدل على الدار التي التي يبايعون فيها مسلم حتى دخلها فبايع مسلم ومكث عنده أياما حتى اطلع على جلية أمرهم فرجع وأعلم ابن زياد بالدار وصاحبها فأحضر ابن زياد صاحب الدار ويدعى هانئ بن عروة وسأله عن مسلم فقال:لا أدري ،فحبسه في جانب القصر وجاء قومه فوقفوا على باب القصر يظنون أنه قتل فأخرج إليهم ابن زياد من يخبرهم بأنه لم يقتل فانصرفوا وسمع مسلم بخبر هانئ فنادى بشعاره "يا منصور أمت" فاجتمع إليه أربعة آلاف من أهل الكوفة فلما انتهى مسلم إلى باب القصر وقف بجيشه هناك فأشرف أمراء القبائل الذين عند ابن زياد في القصر فأشاروا إلى قومهم الذين مع مسلم بالانصراف فتخاذل الناس وانصرفوا عن مسلم حتى لم يبق إلا في ثلاثمائة نفس ثم تقالوا حتى لم يبقى إلا في ثلاثين رجلا صلى بهم المغرب وقصد أبواب كندة فخرج منها في عشرة ثم انصرفوا عنه فبقي وحيدا فذهب على وجهه واختلط الظلام فأتي باب فنزل عنده وطرقه فخرجت منه امرأة يقال لها طوعة فاستسقاها فأسقته فدخلت ثم خرجت فوجدته في مكانه فقالت له: اذهب إلى أهلك عافاك الله فقال لها: ليس لي أهل ولا مأوى ، فهل لك إلى أجر ومعروف؟ فقالت: ماهو؟ فقال: أنا مسلم بن عقيل كذبني هؤلاء القوم وغروني ،فأدخلته بيتا من دارها غير المنزل الذي تكون فيه فلما رآها ابنها تكثر الدخول والخروج سألها عن أمرها فأخبرته وأمرته بكتم سرها فاضطجع إلى الصباح ثم أتى ابن زياد وأخبره بخبر مسلم فأرسل معه سبعين فارسا فأسروه لديهم ثم أمر ابن زياد بمسلم فأصعد إلى أعلى القصر ثم ضرب عنقه رجل يقال له بكير بن حمران ثم ألقى رأسه إلى أسفل القصر في يوم عرفة ثم أمر بهانئ بن عروة فضربت عنقه بسوق الغنم . بدأت سنة واحد وستين والحسين في طريقه للكوفة وهو لا يدري عن مقتل مسلم بشيء فخرج إلى الكوفة وقد بكى عليه الصحابة وودعوه واعتنقه ابن عمر وبكى وقال: أستودعك الله من قتيل، وكتبت إليه عمرة بنت عبد الرحمن أنها سمعت من عائشة رضي الله عنها أنها قالت سمعت رسول اللهصلى الله عليه وسلم يقول: (يقتل الحسين بأرض بابل) فلما قرأ كتابها قال:فلا بد لي إذاً من مصرعي ومضى ثم أقبل على الكوفة وهو لا يعلم بشيء مما وقع لمسلم فلما نزل كربلاء سأل: ما اسم هذه الأرض؟ فقالوا: كربلاء.فقال:كرب وبلاء. فلما كان من الغد قدم عمر بن سعد بن أبي وقاص في أربعة آلاف وكان قد جهزه ابن زياد . ثم إن ابن زياد بعث شمر بن ذي جوشن فقال:اذهب فإن جاء حسين وأصحابه على حكمي وإلا فمر عمر بن سعد أن يقاتلهم فإن تباطأ عن ذلك فاضرب عنقه ثم أنت أمير على الناس. فذهب ابن أبي جوشن إليهم فلما كان من الصبح صلى عمر بن سعد بأصحابه وصلى الحسين بأصحابه يوم الجمعة وقيل يوم السبت –وكان يوم عاشوراء-ثم انتصب ابن سعد للقتال وكان عدد الذين مع الحسين لا يتجاوزون اثنين وثلاثين فارساً وأربعون راجلاً فتقدم ابن سعد وقال لمولاه: يادريد ادن رايتك، فأدناها ثم شمر عمر عن ساعده ورمى بسهم ثم قال: اشهدوا أني أول من رمى القوم، فترامى الناس بالنبال ثم خرج عدد منهم للمبارزة وكثرت المبارزة وقد قتل منهم مسلم بن عوسجه وكان أول من قتل من أصحاب الحسين ثم إلتحم الجيشان وقاتل أصحاب الحسين بين يديه حتى تفانوا وكان أول قتيل من أهل الحسين علي الأكبر بن الحسين بن علي ثم قتل عبد الله بن مسلم بن عقيل ثم قتل عون ومحمد ابنا عبد الله بن جعفر ثم عبد الرحمن وجعفر ابنا عقيل بن أبي طالب ثم القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب. ومكث الحسين نهارا طويلا لايحب أحدا أن يتولى قتله ثم أعيا فقعد على باب فسطاطه وأتى بصبي صغير من أولاده اسمه عبد الله فأجلسه في حجره وجعل يشمه ويقبله ويودعه فرماه رجل يقال له ابن موقد النار بسهم فذبح ذلك الصبي ورمى عبد الله بن عقبة الغنوي أبا بكر بن الحسين بسهم فقتله أيضاً ثم قتل عبد الله والعباس وعثمان وجعفر ومحمد بنو علي بن أبي طالب، إخوة الحسين.ثم جاء شمر بن أبي جوشن ومعه جماعة من الشجعان حتى أحاطوا بالحسين وهو عند فسطاطه ثم جعل لا يقدم أحد على قتله حتى نادى ابن أبي جوشن: ويحكم ماذا تنتظرون بالرجل؟ فاقتلوه ثكلتكم أمهاتكم فضربه زرعة بن شريك التميمي على كتفه اليسرى ثم انصرف عنه ثم جاء إليه سنان بن أبي عمرو بن أنس النخعي فطعنه بالرمح فوقع ثم نزل فذبحه وحز رأسه . وقتل من أصحاب عمر بن سعد ثمانية وثمانون نفساً وقتل مع الحسين سبعة عشر رجلا كلهم من أولاد فاطمة . وبعث برأس الحسين ورؤوس بقية أصحابه ومجموعهما اثنان وسبعون رجلاً إلى ابن زياد ثم بعثها ابن زياد إلى يزيد بن معاوية بالشــــــــــام. جنبنا الله الفتن ... ورضي الله عن الصحابة أجمعين ،،، وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين ،،، ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من كتاب البداية والنهاية لمؤلفه ابن كثير الدمشقي . |
|
| الإشارات المرجعية |
|
|
النمط الأحادي