|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2008
البلد: السعودية، ، الرياض.
المشاركات: 72
|
إن الإفتاء باستهداف المصالح الإسرائيلية في كل مكان غير سديد في نظري.
وجهة نظر حول فتوى د. عوض القرني
يشكر الدكتور عوض - حفظه الله - على هذه الغيرة الإسلامية النبيلة... إن الإفتاء باستهداف المصالح الإسرائيلية في كل مكان غير سديد في نظري. لا لأنه لا يجوز الرد على الصهاينة، ولكن لأن الرد بهذه الطريقة يضر بمصلحة القضية العادلة التي تقودها حماس بالنيابة عن الأمة. يجب أن يكون الرد بتعبئة الرأي العام، وتحشيد الدعم اللوجستي بأقصى ما نستطيع، وتسخين أقوى ساحة شعبية تصلح عمقاً استراتيجياً للقضية (أعني الشعب المصري)، ليضغط على حاضنة الحكومات الصهيونية (الحكومة المصرية)، لفك الحصار عن الشعب الأعزل، وهذا ما يطالب به قادة حماس أنفسهم. شعب إسرائيل يرضع الغاز والوقود المصري، (2 مليار) متر مكعب من الغاز سنويا تقريبا، في الوقت الذي يتم فيه الحصار ومنع التموين القادم من دولنا بسبب الخيانة المصرية (حكومةً لا شعباً)! إن تنفيذ عمليات تفجير في باريس ولندن ومدريد ضد طغمة من الصهاينة سوف يضر بغزة أكثر بكثير من الجريمة التي نفذها الصهاينة في غزة. إنها أفضل هدية نقدمها للصهاينة، حين نستعجل بمثل هذه الردود غير المحسوبة ويتوقع أن يقوم الصهاينة أنفسهم بتنفيذ عمليات من هذا النوع، وينسبوها إلى حماس لتحشيد الرأي العالمي (الحاقن أصلاً) ضد القضية. مثل هذه الفتوى مهمة وشجاعة، لكن ليس هذا أوانها ... وقد قال النابغة الجعدي الصحابي الشاعر: ولا خير في جهلٍ إذا لم يكن له…أريب إذا ما أَوْرَدَ الأَمْرَ أصدَرَا وذلك فيما روي عنه أنه قال: " أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنشدته قولي: وإنَّا لقوم مانعود خيلنا… إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا وننكر يوم الروع ألوان خيلنا… من الطعن حتى نحسب الجون أشقرا وليس بمعروف لنا أن نردها …صحاحاً ولامستنكراً أن تعفرا بلغنا السماء مجدنا وجدودنا… وإننا لنبغي فوق ذلك مظهراً قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إلى أين؟ قلت: إلى الجنة. قال: نعم إن شاء اللّه. قال: فلما أنشدته: ولا خير في حلم إذالم يكن له… بوادر تحمِي صَفوه أن يكدَّرا ولا خير في جهلٍ إذا لم يكن له…أريب إذا ما أَوْرَدَ الأَمْرَ أصدَرَا فقال النبي : لا يفضض اللّه فاك. قال: وكان من أحسن الناس ثغراً، وكان إذا سقطت له سن نبتت". ------------------------------------------------- ليست المشكلة في المسوِّغ الشرعي لما دعا إليه الشيخ عوض القرني – سلمه الله -، فهذا قريب حاضر، ليس هذا هو المشكلة لأن الشيخ القرني لم يصدر مجرد فتوى، وإنما التوصيف الدقيق لما قال: هو إعلان الحرب المفتوحة، وهذا فعلاً ما يحتاج إلى قرار جماعي، ولا يجوز لواحد في الأمة أن يتفرد به. لقد أخفقت كثير من المشروعات الجهادية في الأمة، مع تعددها، وحشد الجهود الإسلامية لها، وصمد خيار المقاومة في فلسطين، وبالأخص مشروع حماس، وفي ظني أن من عوامل هذا الصمود ليس هو فقط (النية الصالحة)، ولا الغيرة والعاطفة الدفاقة، فهذه كانت موجودة في مشروعات أخرى. وإنما سر القوة – بعد حول الله – كان حسن التدبير، وإتقان إدارة المعركة من قبل هذه الحركة المحدودة الأبعاد زماناً ومكاناً وقدرات. فلسطين لا تحتاج فتاوي تعبوية عاطفية، تكثر الأعداء، لأنها موجودة أصلاً من عقود متطاولة (الفتاوي والأعداء)، وإنما تحتاج إلى حسن إدارة العواطف والقدرات من الخارج، بعد أن أتقنت حماس دورها في الداخل . إن استعجال المواجهة الشاملة لا يصنع شيئاً سوى فتح الجبهات المعادية، في وقت تحتاج فيه إلى تقليل المحاربين، وإن الغيرة اللامنضبطة لا تصنع سوى مجرد التوسيع لبقعة النجاسة. إن استعجال المواجهة الشاملة لا يصنع شيئاً سوى فتح الجبهات المعادية، في وقت تحتاج فيه إلى تقليل المحاربين، وإن الغيرة اللامنضبطة لا تصنع سوى مجرد التوسيع لبقعة النجاسة. ومن حسن التدبير للحركة أنها تعمل بصمت، وأوشكت على استكمال استعداداتها العسكرية قبل هذا الهجوم، وكان لم يبق لها سوى شهرين فقط على ذلك - لولا خيانة الإخوة الألداء - حتى باغتها الهجوم، وكان أمر الله مفعولا. أخوك: د. خالد المزيني. صاحب كتاب : الفتيا المعاصرة وعلاقتها بالسياسة الشرعية . |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|