الإبتِعَاثُ للخَارِجِ |[ ألَمُ وَأمَل ]| !!
.
.

الإبتِعَاثُ للخَارِجِ |[ ألَمُ وَأمَل ]|!!
انَتَهَجَتْ كَثيرَ مِنْ الدُّولِ فيمَا بينَها مَمَلَكَتُنَا حَفِظَهَا الله ، لِدَفعِ أبنَائِهَا لِتَلقي العُلومِ في دُولِ الغَربِ ، دَاِعمَةً بِذَلك الدَّعمَ المَاديُّ والمَعنويُّ في ذَلِكَ ، وَبِأسهَلِ الطُّرقِ وأيسَرِهَا ، رُغمَ أنَّ ذَلِكَ يُكَلِّفُهَا كَثيرَاً .
وبَدأتْ قَوافِلٌ مِنْ أبنَائِنَا تَتوَجَّهُ لِمَشَارِقِ الأرضِ وَمَغَارِبِهَا ، عُقولٌ مَا زَالَتْ في رَيعَانَ شَبَابِهَا ، وَقُلوبٌ رَقيقَةٌ لَنْ تَستَطيعَ الصُّمودَ أمَامَ رِيَاحِ الفِتَنِ – إلا مَا رَحِمَ الله - ، وَشَهواتٌ مُريعَةٌ تَصبُّ عَليهِم مِنْ كُلِّ حَدَبٍ وَصَوب ، عيشَةٌ مُخيفَةٌ ، وفِتَنٌ تُكَشِّرُ عَنْ أنيَابِهَا .
وَرُغمَ الإهِتمَامَ المَاديُّ مِنْ الدَّولَةِ بِذَلِكَ إلا أنَّهَا لَمْ تَحَاولُ أبدَاً بِتَهيئَةِ البيئَةِ الإسلاميَّةِ التي تُعينُهم عَلى الخَيرِ مَهمَا ابتَعدوا عَنْ أوطَانِهم ، بَلْ وَلا رَقَابَة عَلى أبنَاء المُسلمينَ وَمُتَابَعةً لَهُم ، إذْ أنَّ الإبتِعَاثَ أصبَحَ بَرنَامَجاً لِتَهجينِ العُقولِ والأنفسِ الطَّاهِرَةِ ، وكَسرِ قُيودِ الدينِ والأخلاقِ والمُروءَةِ ، دُونَ تَقييدٍ لِمَا قَيَّدَتهُ الشَّريَعةُ لَهم في بِلادِهم .
فَأنتَ مَا أنْ تَصِلَ للمَطَارِ لا عَليكَ سِوى أنْ تَزُجَّ مَا بِعَقلِكَ مِنْ دينٍ وأخلاقٍ في قُمَامَتِهم – أعَزَّكُم الله - .
قَومٌ ذَهبوا بِدعوى تَلَقي العُلوم ، وَ سيَعودوا لأوطَانِهم وَثَقَافَتُهم بَينَ خَمرٍ وَسِيجَارَةٍ وَجَرِّ كَلبٍ وَلَمْ تَحمِلُ عُقولُهم سِوى سَفَاسِفِ الأمُور .
زُعزِعَتْ ثَوابِتُ عَقيدَتِهم ، وَطُمِسَتْ هَويَّتُهم ، وَغُسِلَتْ عُقولُهم وَتنَاسوا أُمورَ دينهم .
مَسَاكينٌ هُم أوليَاءُ أُمورِهم ، حَسِبوا الغُربَةَ لأبنَائِهم سَتَزيدُ ثَقَافَتِهم وَ سَيفخَروا بِهم ، ولا عَلِموا أنَّ أبنَائَهُم في بُيوتِ الخَنَا والزِّنَا تَسوقُهم شَهوَاتُهم – إلا مَنْ رَحِمَ اللهُ مِنهم -.
إنَّي واللهِ لَرَأيتُ في الغَربِ مِصداقُ قولِهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ : { القَابِضُ على دِينِهِ كَالقَابِضِ على الجَمرِ } ، فِتَنٌ كَقِطَعِ الليلِ المُظلِمِ .
إنَّ الدَّولَةَ التي تَدفَعُ أبنَائَهَا لِتَلقي العُلومِ في غَيرِ أوطَانِهم ، لَهيَ وَصمَةُ عَارٍ يَطبَعونهَا عَلى جبِينِهم بِأصَابِعهم ، فَهذَا يُعطيْ انطِبَاعَاً عَلى أنَّ الدَّولةَ تَعْتَرِفُ بِرَدَاءةِ كَوادِرَ تَعليمِهَا .
" في إحدَى الصُّحُفِ السُّعوديَّةِ ، وَبِخَطٍّ عَريضٍ تَقولُ وَفيمَا مَعنَاهـُ [ أنَّ المُبتَعَثونَ يَنقلونَ الشيشَةَ للغَربْ ] تَبَّاً لِعُقولٍ لا تَحمِلُ سِوى القُمَامَةِ في فِكرِهَا . "
أعَانَ اللهُ مَنْ هُم تَحَتَ مَسئوليَّتِه ، وَتَجَاهَلَ الأمَانَةَ التي مُعَلَّقَةً عَلى رَقَبَتِهِ ، فَالنَّبيُ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ قَال : [ ألا كُلُّكم رَاعٍ وَكُلُّكم مسئولٌُ عَنْ رَعيَّتِهِ ... ] الحَديثَ أو كَمَا قَال عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلام ، وَقَالَ بِأبي هُو وَأُمي : [ من مات وهو غاش لرعيته فقد حرم الله عليه الجنة ] أو كَمَا قَال .
اللهُمَّ اهدِي ضَالَّ المُسلمينَ وَرُدَّنَا وَإيَّاهُم إليكَ رَدَّاً جَميلا
أخيرَاً .. فَمَا كَانَ مِنْ صَوابٍ فَمِنْ اللهِ وَمَا كَانَ مِنْ خَطَأ فَمِنْ نَفسي وَالشَّيطَان
عُذرَاً .. فَعُذرَاً .. ثُمَّ عُذرَاً عَلى الإطَالةِ وَرَكَاكَةِ الأسلوبِ
دُمتم بِحِفظِ الرَّحمنِ وَرِعَايَتِهِ
.
.
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!
يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
|