|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2002
المشاركات: 116
|
ذكريات عن شاب ملتزم ......(( القصــــــة )) ...!!!
[gl]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خير المرسلين و لا عدوان إلا على الظالمين ... أما بعد :- [/gl] أحبتي هي قصة قد عايشتها و رأيت أبطالها و كتبت فصولها كما حدثت و وقعت حيث لا تحريف و لا زيادة ... أكتبها لكم لأني رأيتها لا أني سمعتها .. أكتبها لكم لأني أحسست بالظلم والغبن عليهم يزداد ... أكتبها لكم لأنها عينة تمثل الأغلبية الساحقة من أمثال أبطال هذه القصة ... فنحن هنا لا نتكلم عن شواذ أو آحاد... نحن نتكلم عن أناس قد ضحوا بأوقاتهم ولهوهم وتجارتهم و أموالهم في سبيل أهداف نبيلة و قيم سامية ... حياتهم لله و كل شأنهم قد أخلصوه لله فلله درهم من رجال . بدايتها ... كنا مجموعة من الأصدقاء جمعتنا أخوة الإسلام و المحبة في الله .. وبينا نحن نتجاذب أطراف الحديث إذ فاجأنا أحدهم بقوله .. إن فلاناً قد اتصل بي و أخبرني أن هناك مسجداً فيه حلقات لتحفيظ القرآن الكريم وقد سألني أن أشرف عليها بالاشتراك مع من أحب وقد حزمت أمري و وقع اختياري عليكم فما رأيكم حيث لا يخفى على أمثالكم أجر من أعان على حفظ القرآن ولا ننسى قول المصطفى الحبيب عليه الصلاة و السلام ((خيركم من تعلم القرآن و علمه )) وبدأ يحثنا ويزيد من حماستنا على القبول ... أخبرناه بلزوم معاينة الموقع فنحن و الأمر كذلك لسنا أهلاً لهذه المهمة و سنبذل ما نستطيعه في حدود الطاقة ... وأخذنا نناقش هذا الأمر و عاينا الموقع و سألنا و استفسرنا حتى اتفقنا ... وجاء اليوم الموعود واستلمنا الإدارة و الإشراف مع سؤال المولى عز وجل الإعانة ... وجاء ترتيب الأدوار وتم الاختيار وعين المشرف نائبه و المدرسين و طلابهم ... و وقع الاختيار على صاحبكم أن يكون مدرساً دون علمه و قد قبلته بعد لأي ... كان خالد (بطل القصة) قد اختير مدرساً للصغار و أنا مدرساً للكبار ولا أخفيكم علماً فقد كان من ضمن طلابي من هو أكبر سناً مني و من هو أحفظ لكتاب الله و أتقى .. استمرينا على هذه الحال أسابيع متتالية وبدأنا بالظهور إعلامياً لزيادة الطلبة و صبرنا إلا ان جاء العام الدراسي التالي ... كنت أنا و خالد لا نزال في الثانوية وبالتحديد في نهايتها وكان خالد لم يتجاوز العشرين بعد في تلك المرحلة ... اضطرتني الظروف لترك التدريس وبالتالي ترك الحلقة ولكن بدون انقطاع تام ومرت الشهور تلو الشهور .. وإذا بالظروف تتشابه و تجبر المشرف على ترك مكانه مع التواصل بالنشاطات وغيرها التي كانت تقيمها الحلقات ... وهنا ازداد الثقل على صاحبنا خالد فبدأ الإشراف والتدريس معاً ... خالد و الإشراف ... كانت خالد كما عهدته شاب رزين عاقل مستقيم أحسبه كذلك و الله حسيبه .. ولقد كنت أحب فيه صراحته لأنه لا يحب النفاق الذي يسمونه مجاملات و لا أزال أذكر بعض أحبابي يأتونني و الغضب يظهر على محياهم ..!! يأتونني مشتكين و متظلمين من رده عليهم ... وكنت أخفي الابتسامة و أحاول إصلاح سوء الفهم ... و على الرغم من ذلك كانت الابتسامة لا تفارقه حتى و أنت تتحدث إليه كان يحب الناس و يحبونه كيف لا وقد جعل حياته لله و أمره كله لله … هل مللتم من هذه المقدمة ...!!! حسنـــــــاً ... أعود لأقول .. بعد تركي للتدريس و ترك المشرف مكانه ... استلم خالد مهمته الجديدة التي ارتضاها لنفسه وهي الإشراف و التدريس مع زيادة الطلاب و كان يغادر منزله قبل العصر ويصله بعد المغرب لأن منزله يبعد عن الحلقة بمقدار ربع ساعة مشياً بالسيارة ... لقد مرت ثلاث سنين مذ سلك صاحبنا هذا الطريق و مشى فيه راضياً مرتضياً بالتكاليف و لا يبالي بملذات الدنيا و لا حطامها الزائل .. وقد كان يعاونه في ذلك أخوه الأصغر الطالب بالمعهد العلمي بالرياض وكنت حين اسمعه يتحدث تصغر نفسي في عيني و أظن انه يفوقنا علماً و أدباً و كان هناك أيضاً شاب صغير السن عظيم الهمة قد حفظ القرآن على يد أشهر مقرئي الرياض و هو الشيخ سعد سنبل . وبعد أن إنهائي للثانوية و التحاقي بالدراسات الأكاديمية وكنت ولا أزال على تواصل معه ، بدأنا نتحاور في الحلقات ومشكلات الطلاب و غيرها وقد شدني أسلوب لم أعهده فيه أسلوب مربي حكيم يضع الأمور في نصابها وبعد البحث إذا به يحضر مجالس العلماء و المربين و يسأل و يستخبر ولم يكتفي بذلك بل أخذ يقرأ الكتب ذات العلاقة و يبحث في الإنترنت . ولا أعلم متى يفعل ذلك حيث كان مرتبطاً بدروسه العلمية و مذاكرته المدرسية و مشاغل أهله ولكنها الهمة العالية في هذا الشاب … ويوماً بعد يوم بدأت الطلاب في ازدياد و نشاطها في توسع حتى أخبرني ذات ليلة انه وضع اللمسات الأخيرة لمسابقة لأهل الحي كله و كانت مشكلتهم الوحيدة هي الدعم حيث يعتمدون على تبرعات الأهالي و المحسنين لأنهم لم ينضموا لجمعية تحفيظ القرآن في الرياض … الآن عدد الطلاب من صغار السن يتجاوز السبعين يقوم بتدريسهم و تحفيظهم القرآن خيرة من المدرسين منهم منهو من خريجي جامعة الأزهر و أناس مشهود لهم بالخير و الصلاح تسير لهم مكافآت من خزينة الحلقات وليس من الجمعية ، وكان نشاطه لا يقتصر على الدعوة داخل الحلقات حيث كان يدعو بعض شباب أهل الحي لرحلات خفيفة تمتد لبضع ساعات تتخللها أحاديث شيقة و مواقف طريفة و مما يميز هذه الرحلات هي بساطتها لأنها تخلوا من التكاليف و البرامج المصطنعة … وقد كنت ممن يحضرها وكنت ألمس من هؤلاء تفاعلهم و حرصهم على استمرارها . هذا ما استطعت كتابتها و تذكره عن هذا الشاب المفعم بالحيوية و النشاط … حيث لا يعني هذا أني أكملت القصة كاملة بل هي مجرد مواقف لا تزال عالقة بذاكرتي و لأني معروف بالنسيان بين أحبائي فلم أتذكر إلا ما كتبت … هي قصة واحدة من آلاف مؤلفة من القصص التي تسطر بماء الذهب ممن نذروا أنفسهم لخدمة هذا الدين … هي قصة أرد بها على من طعن بمصداقيتهم و شك في أمرهم و لو ادعى انه يتكلم عن قليل منهم … أحبتي جل من لا يخطـأ وكلنا ذو خطأ فلماذا الإصرار على أن نتحدث عن فئة بعينها و في مكان عام يراه الصغير قبل الكبير و العاقل و الجاهل و يستغله أعداء الدين … وفي الختام أعتذر عن الإطالة و رداءة الكتابة فأنا لست بالمتحدث المفوه .. إنما رجل من عامة المسلمين . وصلى الله على نبينا محمد . أخوكم .. أبو عبد الملك .
__________________
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|