[المجسطي]

ردّك الله إلى اهلك ووطنك سالما معافى .

أنت قاهرٌ للروس ، ولا أدري لِمَ نحنُ حريصون على قَهرِ الأخر وكسره والغلبة عليه بدلا من إرشاده وهدايته وتوجيهه فنحن هداةٌ شرَّفنا الله بهذا الدين لإنقاذ البشرية .

كفى هجاءً ورجماً وتأثيماً للغربِ وتحميداً وتسبيحاً لأنفُسِنا فنحن نكاد أن ننفجر جراءَ نفخِنا لذاتنا .

كفى خطباً منمقة وشعارات جوفاء وعبارات مُسكِنة لكل ما نحن فيه من جهل وتخلف وتشرذم .

الغرب ينتج لنا كل شئ ، الملبس والمأكل والمشرب والمركب ووسائل الترفيه والإعلام والدواء ووسائل الاتصال والتقنية وما نشيد به المباني ونعبِّد به الطرق ونخطط المدن بل وميكروفونات المساجد ومطابع القران الكريم وحتى ما نَستُر به العورات !!

ومع هذا كله ندعو الله بأن يهلكه ويجعله شذر مذر وان لا يبق منهم أحداً وان ييتم أطفالهم ويرمل نساءهم .

الغرب لديه اهتمام بالفرد وتكافؤ فرص بين كل الأشخاص مهما كان جنسهم أو لونهم أو مقدار ما يحملونه من الشحنات الكهربائية إن ارتفاعاً ( 220) او انخفاضا ( 110 ) ولنقفز قليلا فنقول الغرب لديه دساتير وقوانين لحفظ حقوق الحيوان فما بالك الإنسان .

الغرب لا يعترف بما تحمله من جينات ولا يؤمن بحسبك ونسبك ولا رصيدك البنكي بل بما تملكه من معرفه وما تحوزه من مهارة وما تسعى إلى تحقيقه من أهداف .

الغرب أصحاب الروائح المنتنة ( نعتهم اخي قاهر الروس بذلك ) - والذين يصنعون لنا العطورات ووسائل التجميل ومزيلات العرق ومعطرات الاجسام - يحترمون المواعيد ويحبون النظام والانضباط والتخطيط والاهتمام بالوقت .

الغرب لديه اهتمامٌ بالمواهب وتنمية للطموحات ورفع للقدرات والملكات ويقدس العمل والإنتاج والبحث العلمي فجامعة مثل هارفارد ميزانية البحث العلمي فيها تعادل ميزانيات الجامعات العربية كلها مجتمعه واوقافها عام 2008 م 34 مليار دولار فقط لا غير !! .

الغرب ملاذُ امن للمضطهدين والمنكوبين والأحرار والمبدعين والموهوبين ولا غرابة أن نجد إخواناً لنا في شمال إفريقيا يهربون من جحيمِ أوطانهم عبر زوارق صَدِئةٍ معرضين أنفسهم للتهلكة من اجل اللجوء فهم بين أن يصلوا سالمين أو يموتوا وكلا الأمرين ارحم من بقائهم في أوطانهم .

محمد الشلهوب قاد الهلال إلى فوز مستحق بكاس ولي العهد على نادي الاهلي يوم الاربعاء 7/2/1424هـ وقد احتفلت الجماهير الهلالية بهذا الانتصار ، في الوقت الذي تدفَّق المئات في شوارع منهاتن بنيويورك رافعين اللافتات المكتوب عليها (أوقفوا الحرب على العراق ", و" قفوا وانظروا واستمعوا. ليست الحرب باسمنا". يبدو أنه لا أحد يستمع.) وكان ذلك اليوم الذي جمع الفرحة بالانتصار والمظاهرة ضد الحرب هو يوم سقوط بغداد .

وما ذاك إلا لأن الغرب يتسع لجميع الآراء والتوجهات والأفكار ويؤمن بحرية الفرد في طرح رأيه مهما كان مخالفاً ، بل إنني أقول - وأنا أتحلى بقدر كبير من التواضع - إنني اعرف الذي يعيش في بلد عربي أو في بلد غربي من خلال كتاباته ، فالكاتب الذي يعيش في بلد عربي يكتب ليكرس الواقع السيئ أو ليوافق القطيع أو ليتقرب ويتزلف إلى أصحاب القرار وان كان ذو قلم نزيه فانه يكتب بشكل حذر حتى لا يُقصى أو يُنبذ أو يُصنّف في زمرة المغضوب عليهم ، أو انه يكسر قلمه ويحرق أوراقه كما فعل أبو حيان التوحيدي !!

أما الكاتب الذي يعيش في بلد غربي فانه يكتب من اجل أن الكلمة أمانه والقلم سيف يحارب به من اجل الحقيقة لذا لا تستغرب أن تظهر كتب من أمثال : " موت الغرب " أو إمبراطورية الشر " أو " "السلام في الشرق الأوسط" و "مثلث المقادير" و "قراصنة وقياصرة" و "ثقافة الإرهاب" و " رجال بيض أغبياء و " حالة حرب" و "بوش في الحرب" و " استعلاء إمبراطوري: لماذا يخسر الغرب الحرب ضد الإرهاب؟ " و " كاسر الفك: مطاردة بن لادن: سرد شخصي لمسئول في الاستخبارات المركزية "وكلها كتب تهاجم الادارة الامريكية وتصفها بأوصاف الاجرام والظلم والجور .

نظرتنا للغرب انتقائية فنحن لا نرى إلا المساوئ بسبب الجرح النرجسي الذي نعانيه من غلبة الحضارة الغربية ومثلنا كمثل من يدخل قصراً شامخا مزركشاً فلا يرى إلا حاوية القمامة !!



نظرتنا للغرب شديدة القتامة لأننا نحاكمه بناءً على ما نعتقده لا على مما يعتقد هو وهذه محاكمة مبتسرة غير عادله ، فالعري والسفور والاختلاط والتحرر جزء من كيانه الثقافي ورؤيته للحياة بغض النظر عن صحتها ، لذا فنحن لا نقول مثلا : إنهم لا يصلون !!
لأن هذا ليس من ضمن ثقافتهم ولا يؤمنون هم بذلك

سنكتب لاحقا بإذن الله عن ادوارد الذي اسلم وغيّر اسمه الى ابراهيم تصبحون على خير .