بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ماهي طريقة حوارك مع صاحبك ؟ وهل هذه أخلاقنا !!.

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 28-05-2003, 02:02 AM   #1
الشامخ
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2002
البلد: ................
المشاركات: 1,353
ماهي طريقة حوارك مع صاحبك ؟ وهل هذه أخلاقنا !!.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد :


الشخص بطبعة يحب من يحسن إليه ويحب من يسدي له خدمة ويحب من يحترمه ويقابله بالبشاشة وحسن الكلام .

والشخص هو الذي يفرض إحترامه بين الناس بحسن خلقه وإذا احترم الشخص نفسه
وصانها فهو حتماً سوف يحترمه الآخرون . فهو احترم نفسه قبل أن يحترمه الآخرون

والنفس تحب من يشاطرها في الهم ومن يكون معها في السراء والضراء وفي الأفراح والأتراح حتى يخفف ما بها من حزن وكذلك بالعكس تريد ممن يزيد أفراحها إذا كانت
في مناسبة أو سعادة . وهذا مما يزيد حبال وأواصرالإخوة وعكسه الذي يكون ميت العاطفة لا يبالي لما يحصل لأخيه وكثيراً ما نفتقد اليوم الإحساس الأخوي .

وحينما صدقت مشاعرهم واخوتهم في الله خرجت لنا كلمات من القلب يتداولها المحبون على مدار الزمن فهذا أبو سليمان الداراني يقول : إني لألتقم اللقمة أخاً من اخواني فأجد طعمها في حلقي ) ويقول الآخر ( إني لأكره أن يمر الذباب بأخي مخافة أن يؤذيه )
الله أكبر إحساس مرهف وقلب رقيق .

هؤلاء سلفنا الصالح وفي هذا الزمن أيضاً تجد من بعضهم ما قد أشبه أخلاقهم فتجدك تأنس به وتسعد بصحبته وتتمنى أنه دائماً معك بخلقه الجم وكلماته الصادقة السالبه للعقول من لذتها وحسنها وحينها لا يكلمك إلا بأحب الأسماء إليك ولا يسعد ولا يهنأ حتى يقدم لك خدمة أو حينما تطلبه في شي .ويكون صادقاً لا فاضحاً في نصيحته لك
ويعاودك بالهدية بين الفينة والأخرى .والذي يقدم لك قلبه قبل هديته , والهدية لها أثرها وإن كانت رمزية أو قليلة فقيمتها عندك هي قيمة صاحبها ومن أهداها لك .

فأذكر أن أحد أصدقائي الذين لهم مكانتهم الخاصة أهدى إليً هدية عندما اشتريت سيارة وهي عبارة عن فرش أرضي التي توضع تحت الأقدام . فأخذتها وشكرته حينها على هذه الهدية ووضعتها في مكان أو في رف في البيت ولم أستطع أن أضعها في السيارة لأن الهدية منه ولا أستطيع أن أضع هديته تحت أقدامي , وإن كان هذا موضعها في السيارة . فترجع إلى مدى حب من أهدى إليك الهدية .


والواقع يفرض نفسه في مجتمعنا وحالنا وخطابنا الأخوي لأن النفوس تغيرت وكذلك
فإن مما يثير الجدال في كثير من المجتمعات وفي جميع الطبقات وخاصة من فئة الشباب لأنها تكثر جلساتهم وتجمع في طياتها الأحمق والمغفل والمغرور وكذلك أعظمها أثر هو من يدعي العلم ويجادل لنصرة رأيه لا لإتباع الحق .

وعندما تلقي نظره إلى أصحابك وإلى من تجالس تصيبك الحيرة , فكل شخص له تعامله وكل شخص له طريقته الخاصة في المعاملة , فهم يختلفون كأصابع اليد الواحدة . فهذا أسلوبه جاف وهذا حساس وهذا يريد الصراحة وهذا تزعجه الصراحة
وهذا يريد التسلط في المجلس وهذا يقاطع ولا ينظر إلى المتكلم وهذا يريد أن تهتم به
عندما يتكلم فبينما هو لا يبالي فيك عندما تكون أنت المتكلم .

فالتعامل مع هذه الأجناس يصعب عل الكثير . ويعتبر فن مستقل وهو فن التعامل مع الآخرين أو فن التعامل مع الناس .

والذي يزعجني كثيراً تجد أن الذين أخلاقهم نبيلة ولا يتكلمون إلا بالمفيد ويأثرون الصمت في مجالسهم على الكلام آخذين بفضل الصمت على الكلام في كثير من المواضع تجدهم هم المزدرين وهم الذين لا كلمة لهم بل أن البعض يجعلهم مكان للسخرية والتعليق لأنهم لا يأخذون حقهم في الكلام .

وكثير من النقاشات تكون تحت غلاف وتحت إيطار ( الكاسب في الجولة لمن رفع صوته أكثر ) . فلا تسمع إلا الصراخ وعدم إحترام الرأي الآخر وتجده يقول للمخاطب دعني أكمل كلامي بينما هو يقاطع المتحدث من أول كلمة يتفوه بها

بل وكأنه جالس في مناظره مع شيعي أو مع عدو له . ويبحث عن الكلمات التي تزعج المقابل كل هذا لأنه خالفه في رأيه .

وربي سوف يبقى أثرها في القلب وإن تداعى في الأخير أنه أمر عادي بل ربما دخل في نية المقابل ويأتي بها على الذي يريد .

أي خُلق هذا ! وأي تناصح هذا ! وأي إهداء للعيوب هذا !

وأين المناصحة الفردية وقول الإمام الشافعي ( رحمه الله )
تعمدني بنصحي في انفرادي ... وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ... من التوبيخ لا أرضى استماعه

وأين نحن من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( إني أنتقي أطايب الكلام كما ينتقى أطايب الثمر ) .

لماذا لا نستفيد من خلق النبي صلى الله عليه وسلم الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق
ولماذا لا نستفيد من خلق الصحابة والسلف الصالح الذين ضربوا لنا أروع الأمثلة
في الخلق الطيب والمصاحبة وحسن الكلام ولين الجانب والإيثار والتناصح الصادق لا الفاضح .

فمتى يعقل ويفقه هؤلاء ومتى يتعلموا الخلق وفن الحوار والمناقشة الهادفة التي عنوانها قبل البدء بها ( الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ) .
وعناصرها البحث عن الحقيقة لا لإنتصار الرأي والذي من المفترض أن يقال بكل أدب واحترام للطرف الآخر .

وكلامي هذا لشريحة كبيرة من الشباب الذي تستغرب بأن تخرج هذه الألفاظ وهذه
الكلمات من أفواههم .. لأنهم في محل القدوة والله المستعان ..


اللهم اهدنا إلى أحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت وابعد عنا سيئها يا رب العالمين وأصلح اللهم شباب وفتيات المسلمين يا ذا الجلال والإكرام .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ا ل ش ا م خ




__________________
إهداء من الأخ الغالي والعزيز : عاشق بريدة

آخر من قام بالتعديل الشامخ; بتاريخ 28-05-2003 الساعة 02:32 AM.
الشامخ غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 08:32 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)