[وحــي قلم !!]

إذا ابتلينا بأحدٍ في هذا الزمان، فمما ابتلينا به ، وأزعجنا بتفكيره

السطحي الخامل، وأرقنا بركنه لقواه

العقلية جانباً، هم شباب الصحوة

وأتباعها، (إن صح هذا المسمى)

يزعجك أن يصادفك شابٌ في مكانٍ عامٍ، فينهالُ عليك، أو على أحد الكتاب، تجريماً، وسباً،

وتخوينا، كل هذا من أجل رأيٍ رأيته أنت، أو الكاتب

الفلاني،

مع أن هذا الرأي في حدود العقيدة السلفية الصحيحة، لم يخرج عنها، ولم يخل بها، ولم ينازعها في

مسلماتها، ولم يحاربها في ثوابتها، فلم كل

هذا !!؟؟.

قرأتُ وتعلمت، كما قرأ غيري وتعلم، أن مذهب أهل السنة، والسلف الصالح، والتابعين، والصحابة

الكرام الأبرار، وأن دين محمد عليه أزكى

صلاة وسلام، لا يدين، ولا ينظر لأحدٍ من البشر غير الأنبياء بالعصمة، درسنا هذا و تعلمناه ، تلقيناه في

صغرنا ، و وعيناه في كبرنا، و

استوعبناه في عقولنا ، ثم إذا إنتقدنا أحد طلبة العلم أو أحد العلماء فإن الشباب الصالحون، الذين

عليهم سيما الخير، والتقى، والدين، والإيمان،

قد ظهر ذلك على محياهم، ينازعونك في رأيك الذي رأيته، وكأنك خرجت من دينك بهذا الرأي ، أو كأنك

جاهرت بمحاربت مسلمات العقيدة و

قطعياتها ، كل هذا من أجل أني رأيت هذا الرأي الداخل في حدود الدين والعقيدة والإيمان ، لم أُخل

بمسلماتِ ولم أنتكس بردة ولا إلحاد.

فما الذي أوصلنا لهذا الحال ؟؟


الشباب أيما رأي تراه ، قد يكون فيه غرابة بالنسبة لهم ، فإن إساءة الظن هي المخولة فقط بالحكم

عليك !!؟؟


لم هذا الأمر ؟؟ أليس ما قلته داخلٌ في أُطر وحدود العقيدة ؟؟ أليس ما أقوله قد يكون حقاً ولو بنسبة

محددة ؟؟ فلم هذا الإقصاء المقيت ؟؟

أيما نقد يوجه لطلبة العلم والعلماء، حتى وإن راعيت فيه جميع شروط وآداب الحوار والنقاش ، فإن

الأصل فيك الخيانة ، والخوف عليك من

الإنتكاسة ، ولأن إنتكاسة الكاتب ليست كنتكاسة الرجل البسيط، فإن تغيرك سيتحول لردة واضحت

المعالم !!.

لم تزجون أيها الشباب على غيركم من الكتاب بالأحكام جزافا ؟ دون روية وبصيرة وتعقل ؟ ألم يكن

الأجدر أن تعيدوا الأمر للدين الحنيف

لتصدروا عن رأيٍ سديد ، بدلاً من المسارعة في إصدار أي حكم جزافاً،

رأيي البسيط أن الشباب قد رُبوا على الحساسية المفرطة ، وأن المحيطين بنا (من كتاب وأدباء

ومفكرين وإعلاميين) ( طبعاً الإسلاميين) إن لم

يكونوا من أهل التخصص الشرعي فإن أي نقد منهم ولو كان في إطار ومسلمات النقاش والحوار يوجه

لطلبة العلم فإن الأصل بالمتوجه بالنقد

الإنقاص من العلماء وطلبتهم، والإقصاء للدين عن الواقع والحياة، وإبعاد العامة وجمهور الناس عن

أهل العلم.

فيا شبابنا كفاكم تخديراً مقيتاً لعقولكم ،

كفاكم التفكير وكأنكم بكوكبٍ آخر

كفاكم إهداراً لعقولكم من أجل فلان وفلان

وأقول لعلمائنا ولطلبة العلم ولدعاتنا الأفاضل الأخيار:

إلى متى نربي شبابنا وأجيالنا على مثل هذا ؟

إلى متى ونحن نفرض وصاية (من وجهة نظري أنها ليست في محلها) على الشباب ؟
أقول للجميع بيننا وبينكم الكتاب والسنة على فهم السلف الأطهار ، وبغير هذا لن نسلم عقولنا لأحد حتى

وإن اتهمنا بجرائم تخوين .


أسعد بتواصلكم: hmeed000@hotmail.com