[قاهر الروس]

.
.

المَجسطي
أهلاً بِكَ أيُّهَا العَزيز


تَمْجيدُ الغربِ لَيسَ حَكرَاً عَلى أنْ يَسعى الإنسَانُ لإظهَارِهـِ فَقَطْ بِصورَةٍ حَسَنَة ، إنَّمَا أيضَاً في التَّضَايقِ مِنْ إظهَارِ مَسَاوئِهمْ هُو مِنْ الحُبِّ لَهُم .

وَلَستُ بِحَاجةٍ لأنْ تُحَلِّلُني عَلى شَيءٍ مَا دًمتُ بِقرَارَةِ نَفسيْ - إنْ شَاءَ اللهُ - أنيَ عَلى صَواب .

أمَّا عَنْ تَسَمية القُرآنِ لَهُم بِغَيرِ الكُفرِ ، مِنْ الطَّبيعيْ جِدَّاً أنْ يُسمي مِنهُم فِئَة بـ يَهودٍ وَأخرى نَصَارى وَمُشركِونَ ووو ، لأنَّ هَذهـِ صِفَةٌ يُعرَفوا بِهَا ، لَكِنْ لَنْ تَجِدَ القُرآنَ يُسَمِّيهم بِالجِنَِّ أو الأغنَامِ وَالأنعَامِ لأنَّ هَذهـِ لَيسَ لَهَا عِلاقَةٌ بِهم .

وَلكنْ إبحَثْ عَنْ مُسَمَّى [ الآخَرَ ] لَنْ تَجِدَ !!


أمَّا عَمن حَرَّمَ تَسميَتُهم بِالآخَر ، قبلَ عَامٍ أو يَزيد حِينمَا أُطلِقَتْ جَمعيَّةٌ تَحتَ إسمِ أحدِ الأُمَرَاءِ [ للتَّحَاورِ مَعَ الآخَر ] أنكَرَ أحَدُ الأعلامِ حَفِظَهُ اللهُ عَلى تَسميَتِهم للكَافرينَ بِالآخَرِ ، وَحَرَّمَ ذَلِكَ .
وَأعـَقِدُ لأنَّ هذا مَا يُقَرِّبُ المَوَّدةَ بَيننَا وَبينَهُم ، لأنَّ كَلِمَةَ [ كَافِرِ ] هيَ الفَصلُ بَينَنَا وَبينَهم ، وَحقيقَةُ صِفَتُهم التي تَربِطُ بُغضَنَا لَهم ، وَللمَعلوميَّة مَنْ وَضَعَ مُسَمَّى الكَافِرْ بِالآخَرْ وَضَعَهَا بِزَعمِهِ أنَّهَا منِ التسَامِحِ والتَّواد .

وَجَدتُ في قوقل :

اقتباس سألت أحد كبار العلماء في الرياض عن تسمية الكافر بالآخر فقال لي بأنها تسمية كفرية. وهذا الحوار المسمى ( الحوار مع الآخر ) هو حوار كفري. لكن لا نكفر طلبة العلم الذين دخلوا فيه؛ لأن عندهم تأويلات.

وَقَرَأتُ في إحدَى مَواضيعِ البُحوث :

اقتباس * جاء عنوان البحث «صورة الآخر...» ولفظ «الآخر» عائم لا ينضبط، فهو بمعنى غير، ألا يسع الباحث أن يسمي «الآخر» بما أسماه الله تعالى في مثل قوله سبحانه: {هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن} (التغابن: آية2). فالآخر هو الكافر، والله سبحانه أعلم وأحكم وأرحم حيث أطلق عليه اسم الكافر دون الآخر!

وَأيضَاً :

اقتباس إن الفئة الليبرالية التي استبدلت كلمة الكافر بالآخر تسامحًا، وهو تخاذل وتغيير وتبديل لكلام الله الذين سماهم الكفار - أرادت لنا هذه الفئة أن نتعايش مع اللقب الجديد كي تذهب العداوة -إذا ذهب اللفظ- فجاء الآخر (الكافر سابقاً) وأهان أعظم رجل في الدنيا لم تحيدهم التسمية؛ بل زادت الآخر شراسة وظلماً. هذا هو الآخر الذي يدافع عنه بعضُ بني قومي ويردد عقلانيته وحياده وإنسانيته، وهذا مسمار في نعش الحرية وحوار الحضارات تحول إلى هجوم على المقدسات، وإرهاب في قالب التعبير وحرية الصحافة.

وَنَجِدُ كَثيرَاً مِنْ النَّاسِ يَلهَثونَ خَلفَ كُلَِّ آيَةٍ تُنقِذُ مَواَقِفَهُم تِجَاهـ الغَربِ ، وَيبَحثوا عَنْ طَرَفِ خَيطٍ يَمدَحُهم في القُرآنِ كَالآيَةِ التي يَقولُ اللهُ فيَها : { وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ...} وَتنَاسوا الآيَةَ التي تَليهَا لأنَّهَا تُبَيِّنُ أنَّهُمْ قَوْمٌ مِنْ نَصَارَى آمنوا بِمُحَمَّدٍ صَلَى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ قَالَ سُبحَانَه: { وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْـزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ } .



شُكرَاً لَكَ أيُّهَا الفَاضِل

.
.