بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » (بقايا الأمس)

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 09-02-2009, 04:41 PM   #1
دلع..
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 1
(بقايا الأمس)

كانت أمها تترقبها وهي تخطو وتتعثر ..
" كبرت إبنتي وهي تبدو كالملاك الصغير " ..
هكذا قالت وهي تحدث نفسها ..
فاتن :أووه ،، أرجوك ياأمي ،، لاتتدخلي بأموري الشخصيه !
الأم : لكن لون شعرك الطبيعي رائع ..
فاتن : تريدين أن تضحكي علي بهذه الكلمات ..!
الأم : لا ،، أنا أقول ذلك لمصلحتك ،، لأنك لم تتعدي الإثنى عشر سنه ..
فاتن وهي ترتدي عبائتها وتتجه إلى الباب بسرعة : حسنا ،، إلى اللقاء ..
رفعت الأم كفيها تدعوا لها بالهداية والصلاح ..
دخلت بعد بضع ساعات بوجهها الملائكي وقد لونت شعرها بالكستنائي وإصطبغت عيناها بالأزرق ،، وبدت كأنها نجمة في أفلام الهوليود ..
قامت الأم فزعه وهي تنظر لعصفورتها الصغيره : ماهذا يافاتن !!
فاتن : لم أفعل شيئا شنيعا لهذه الدرجه ،، إنني أقلد الفنانه ( ........ ) ..
الأم وهي تتمتم : هداك الله ..
كبرت فاتن وأصبحت ذات السبعة عشرة ربيعا ،، وهي لم تتغير أبدا ..
فلا يستطيع أحد أن يدخل قلبها ويستكشف مافيه !
دخلت ذات يوم من أحد الصالونات ،، وقد صففت شعرها بطريقة مبتكره ..
وقد وضعت بنفسها القليل من المكياج ..
ورموشها الكثيفه ،، أكسبتها رونقا ونقاءا ..
إتجهت إلى المجلس ،، سمعت صوت أبيها وعمها يتسامران ..
قالت في نفسها : لم أرى عمي منذ مده ،، بضع ثوان لن تضر ..
دخلت وتجمدت ..
وجدت أبيها وعمها و"صديق أبيها" ..
لما رأته شهقت بكل ماأوتيت من قوة ..
حتى هو لما رآها نسي الدنيا ومافيها ..
خرجت مسرعه إلى غرفتها ..
استلقت على السرير وقد تضاربت فيها المشاعر ..
وهو فر هاربا ليفكر في هذه الساحره التي ملكت قلبه وعقله ..
طرقات خفيفه على الباب ..
فاتن شاردة الذهن ..
تعلوا الطرقات ،، فتزداد فاتن شرودا ..
لم يكن للطارق خيارا ،، دخل ..
فإذا هي أمها ..
الأم : هيا ياابنتي ،، العشاء جاهز ..
فاتن فزعه : هاه .. ماذا قلت ؟؟
الأم وهي تبتسم : من أخذ قلبك هذه المره ..!
فاتن : أمـــــي !!
الأم : ههههههه ،، العشاء جاهز ..
فاتن : حسنا ،، أنا قادمة ..
"سبحان الله ،، رأيت رجالا كثر ،، فوالله مادخل قلبي إلا هذا العجوز !"
تحدث نفسها ..
وهكذا ولدت قصه الحب ..
يرفرف قلبها إذا ذكر إسمه (أبو صالح) ،، بل وأصبحت تطلب من صديقاتها بمناداتها بـ(أم صالح) ..
تتسلل من نافذه المجلس ،، لتتأمل هذا الرجل الطاعن في السن !!
وهو كذلك أراد أن يطلبها من والدها ،، فلم يجد الوقت المناسب ..
ذات مساء ،، جائت زيارة مفاجئه ..
هرعت الأم إلى إبنتها أن تتجهز ..
وقامت الأم بوضع البخور لإستقبال الضيوف ..
نزلت فاتن على أهب الإستعداد ،، وهي تضع على معصمها العديد من الأساور الملونه " تبعا للموضه " ..
وما إن دخلت حتى رأت إمرأة عجوز وبجوارها إمرأتان ،، إستغربت من طريقة لبسهما ،، ومكياجهما ،، فقد أكتفيتا بوضع أحمر الشفاة وقليل من الكحل الأسود ..
مشت وسلمت على المرأة العجوز ،، فبدأت العجوز تتحسس شعر فاتن وتقول : " ماشاء الله ،، سيسعد إبني بهذا الحرير " ..
إمتقع لون فاتن ولكنها تمالكت نفسها ،، وخرجت بهدوء شديد ،، حتى ان أمها قلقت عليها ..
ذهبت إلى غرفتها وهي تندب حظها العاثر ..
وقد تخيلت نفسها مع غير (أبو صالح) ..
لطالما كانت تحلم بلبس الفستان الأبيض ،، وأمها تبكي من الفرح ،، وهي تزفها لحبيبها (أبوصالح) ،،
وأبيها يدعوا لها بالتوفيق ..
قامت فزعة ،، وضربت بيدها طاولة مليئة بالعطور ،، وسقطت مغشيا عليها ونقلت إثر ذلك إلى المشفى ..
ثم خرجت بعد ثلاثة أيام ،، وقد بدا جسمها نحيلا جدا ..
حتى أنها لم تعد تأكل أو تشرب ،، فقد إكتفت بالتفكير في فارس أحلامها (أبو صالح) ..
أخبرت أمها برغبتها الشديدة بعدم الزواج قائلة : أمي أرجوك ،، أنا صغيرة ،، لا أريد الزواج أبدا ..
الأم : لاحول ولاقوة إلابالله ،، هل أستطيع معرفة السبب ..!
فاتن : قلت لك أنني صغيرة ..
الأم : حسنا ،، أخبرتهم بذلك فقالوا إنهم باستطاعتهم إنتظارك حتى تكبرين ..!!
حينها لم تستطع فاتن إمتلاك نفسها ،، فارتمت في حضن أمها الدافئ وبدأت تبكي بحرقة ..
الأم : حسنا ياحبيبتي ،، لن أضايقك أكثر ،، لكنني أريد معرفة السبب الحقيقي ،، أنا أمك وأعرف مصلحتك ..
فاتن من بين دموعها : لن تعذريني وربما سخرتي مني ..
الأم : أنا لن أسخر منك ،، لكن سأقول شيئا تريديه ..
رفعت رأسها وقالت : ماهو !
الأم : حضر اليوم رجل لأبيك ويريدك زوجة له ..
فاتن تقاطعها : قلت لك يا أمي ،، لاأريد أحدا ..
الأم بإبتسامة عريضة : حتى وإن كان (أبو صالح) ..
صعقت وذهلت بهذا الخبر ،، ولكنها فرحت وإستبشرت في نفس الوقت ..
الأم : هاه ،، السكوت علامة الرضى ..!!
فاتن : ........
خرجت الأم بعد أن طبعت قبلة دافئه على وجنة إبنتها ..
" أيعقل أنها عرفت ! كيف ! لا لاأظن ذلك ،، إنها محض صدف ،، لكنها تبتسم وتنظر إلي ! منذ متى كانت تعرف !"
أسئلة كثيرة تتضارب في رأس فاتن ،، حتى تعبت ونامت ..
في الصباح الباكر ،، إستيقظت فاتن على غير عادتها ،، نشيطه ومتفائلة بهذا اليوم ..
نزلت من على الدرج وهي في قمة السعادة ..
وصلت إلى غرفة الطعام ،، وكانت أمها منهمكة ولم تنتبه لوجودها ..
ذهبت وقبلت رأس أمها ..
" ياللهول !!! إنها أول مرة تقبل رأسي ! كيف حدث ذلك !! سبحان مغير الأحوال "
قالت ذلك في نفسها ..
فاتن : هاه ،، ماهو الفطور ؟
إنني أتضور جوعا ..
"لاااه ،، فاتن غير طبيعية اليوم ،، منذ متى وهي تتناول فطورها ،، آخر مرة أذكرها كانت في الخامس الإبتدائي! "
تحدث نفسها أيضا ..
فاتن : أمي ،، ماذا جرى لك !
الأم : لا ،، لم يحدث شئ أبدا ..
فاتن : حسنا لابأس ،، ماذا أعددت لنا ،، آه ،، إنها شطائر البيض الشهية ،، وفطيرة المربى اللذيذة ،، وزيتون ،، وكوب حليب ،، آه كم أحبك يا" ماما " ..!
(وبدأت تأكل بنهم) ..
" ماذا ! تقول لي ماما ،، آمل أن لايكون قد أصابها مكروه "
جلست الأم تتأمل إبنتها ،، هاقد أصبحت عروسا ،، وغدا إن شاء الله ستكون أما ،، إيه ! هذه الحياة !!
تحدد يوم الملكه ،، وكانت فاتن أسعد الناس ،، وتنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر ..
جرت الأيام سريعة ،، وجاء اليوم الموعود ..
عيناها زرقاوتان ،، رموشها طويلة وكثيفه ،، ثغرها صغير باسم ،، شعرها ناعم ومنسدل على أكتافها ،، وقد وضعت أعلاه تاجا لامعا ،، أما فستانها الوردي فقد أعطاها أنوثة ساحرة ،، عقدها الماسي الملتف على جيدها أعطاها شكلا مميزا ،، أظافرها الوردية المبرودة أضفت عليها جمالا أخاذا ..
وفعلا أصبحت فاتنه على أسمها ..
الكل ينظر إليها بلا ملل ..
سمعت أغلب النساء تقول " مسكينه ،، حسافة هذا الجمال على رجل عجوز" ..
لكنها لم تلق لهم بالا ،، إحساسها بأنها ملكت الدنيا ومافيها ..
جائت أمها إليها وهمست في أذنها " أبوصالح يود رؤيتك "
قرعت الطبول في قلبها ،، ولم تنطق بحرف واحد ..
أمسكتها أمها وذهبت بها إلى غرفة مغلقة ،، رأت قلبها وحبيبها جالسا مع والدها ولم ينتبهوا لمجيئها ،، جلست تتأمل وجهه ،، عيناه غائرتان ،، أعياهما التعب وكبر السن ،، لحيتة قليلة وبيضاء ،، لكنه صبغها بالحناء !!
إنتبها لوجودها فقفز من مكانه كالمجنون ،، وهو يقول بصوت عالي ومزعج : " ماشاء الله ماشاء الله" ..
قام والدها وقال : أستأذن ..
خرج وتركهما وحدهما ،، إقترب منها بسرعة خاطفه ،، أمسك يديها الطاهرتين بطريقة فضه وجافه ..
وقال : لم أكن أفكر بك ،، حتى في الأحلام ،، لم تأتي إلي ،، لكن في الحقيقة أتيت وكلك دلااال وجمااال ،، وقد أعدت لي شبابي ،، هاه ! ماهذه الأظافر ! شكلها مقزز ،، كأنك نمر أو أسد ! هاهاهاهاها ..
صدمت من طريقة كلامه الهمجيه ،، لطالما إنتظرت كلمات جميله ،، وكلام معسول ،، شعرت أنها في دوامة ..
أمسك شعرها ،، وشده بعنف وقال : ماهذا اللون ،، هل أنتي مجنونة !
أطرقت رأسها ولاذت بالصمت ..
"لماذا لاتردين ،، هااااه"!
إرتج المكان من صوته ..
ردت فاتن بكل عفوية : هذا " ستايل " ..
أبوصالح : هاه ! ستايل ! هل هي أكلة صينية أم يابانيه ،،
هاهاهاهاها ،، لماذا لاتضحكين ! أنتي الآن زوجتي ،، هل أنتي خائفة مني !
فاتن بنظرات قاتلة : .......
أمسك ذراعها وشدها بقوه أمامه : لماذا تنظرين إلي هكذا ،، تكلمي ..!
أبعدت يده عنها واستدارت لتخرج ..
" تعااالي ،، لم أنته من كلامي "
إلتفتت إليه ،، ووقفت بلا حراك ،، وهي تحدق به ..
قام إليها وقال " ماهذه العيون ! كأنك قطه جائعة !هاهاهاهاها " ..
لم تنطق ببنت شفه ..
لما فرغ من ضحكه أتبعها ب(كحة) قوية ..
وخيم الصمت ..
كل منهما يحدق بالآخر ،، هو ينظر إليها بجنون ،، وهي تنظر إليه بإستحقار ..
فاتن : الآن فقط كرهتك أكثر مما أحببتك !
بسرعة خاطفة ،، بصق في وجهها الطهور بصقة شر وحقد ،، حتى أنها أحست أن هذه البصقة أحرقت وجهها ..
خرج وتركها وحدها ..
هاهاهاهاها ..
صوت ضحكاته الخبيثه مازالت صداها يتردد في أذنها ..
أمسكت بمنديل وأخذت تمسح آثار البصاق ،، خرجت وكأن شيئا لم يكن .!!
إستقبلتها أمها وهي فرحه مستبشرة ..
الأم : هاه ،، ماذا حدث ؟
فاتن مبتسمه : كل شئ على مايرام ياأمي ..
إطمئن قلب أمها ،، لكن هي ماذا عساها تفعل !!
صعدت إلى غرفتها ،، وبكل هدوء أغلقت الباب بإحكام ،، وأطفأت الأنوار ،، وأغلقت النوافذ ،، إستلقت على الأريكة وأغمضت عينيها ،، تحاول إستيعاب مايحدث ،، أمسكت مذكرتها وكتبت :
"مضى الوقت سريعا ،، كنت أحلم بهذا اليوم ،، أترقب الدقائق وأعد الثواني ،، لماذا يحدث لي كل هذا ؟ أستغفر الله ،، لكني أعدك يازوجي الحبيب أن أكتم أسرارنا ،، لن أخبر أحدا أنك عاملتني بقسوة وبصقت في وجهي يوم ملكتي ! حسنا ،، سنرى أينا سيكون الأقوى ،، أنا الآن أواجه تحدي كبير ،، ومن من !من حبيب قلبي ،، آه ،، أحيانا الضروف تحكم بنا ! ياله من يوم حافل !!!!!"
أغلقت مذكرتها ،، ومشت نحو المرآة ،، تتأمل شكلها ،، تذكرت أنها في يوم من الأيام كانت تقف في نفس المكان ،، وتقول : " مرايتي يامرايتي ،، فيه أحلا مني ! يامرايتي يامرايتي ،، أنا أحلا بنت صح !"
فتقول : "آه السكوت علامة الرضا ،، يعني أنا أحلا وحده هاهاهاها"
ضحكت على سذاجتها وبلاهتها ،، نظرت إلى الساعة ،، إنها تشير إلى الثالثة صباحا ،، تذكرت أن الله -عز وجل- ينزل في الثلث الأخير من الليل فيقول : "هل من داع فأستجيب له ! هل من مستغفر فأغفر له !"
وقالت في نفسها (الشكوى لغير الله مذله ،، سأبث شكواي إلى ربي) ..
توضأت وصلت وهي تبكي وتتضرع إلى الله ،، ثم قرأت قرآن ،، فحست براحة عجيبه ،، وطمأنينة مريحه ..
أذن الفجر ،، فلبت النداء بسرعة ،، ثم قرأت أذكارها وغطت في سبات عميق ..
إقترب موعد الزفاف ،، لم يبقى سوى يومين فقط ..
مضى اليومان كساعتان ..
الكل على أهبة الإستعداد ،، إتجهوا بعد صلاة العصر مباشرة إلى قصر الأفراح ،، ولحقت بهم مصففة الشعر وخبيرة الماكياج ..
جلست فاتن على الأريكة ،، وبدأت تختار ألوان الظل ،، وجعلته بألوان الورود اللتي ستحملها بيدها ،، أصبح شكلها جميلا جدا جدا ،، لايمكن وصفه ! بياضها ثلجي ،، عيناها ناعستان مثقلتان بالرموش الطويلة ،، وجنتاها ورديتان ،، شفاها كالفراولة ،، وأظافرها مصطبغة بالمناكير الأحمر وقد وضع عليه الكثير من التفاصيل البيضاء ،، عقد ألماسي يلتف حول عنقها ويتدلى منه سلاسل صغيرة ،، فستانها الأبيض المطعم باللون الفضي قد زادها جمالا فوق جمالها ،، شعرها قد رفعت أقل من نصفه ،، وتركت الباقي متموجا لامعا ،، وقد وضعت فوق شعرها تاجا فضيا مرصع بالأحجار الكريمة ،، وغرتها المنسدلة على جبينها ،، أكسبتها روحا طفولية ،، يداها كحرير ملمسهما ،، تتحدث وفي ثغرها كريستالة لامعة ،، قد وضعتها في أحد رباعيتها ..
جاءت الأم وبيدها البخور مع صوت الإستشوار : حبيبتي فاتن ،، آمل أن لا تكثري من وضع الماكياج ،، عيون الناس لن ترحم ..
فاتن : أمي ! ماذا تريدين أن يقولوا الناس عنا ! أنا سأتكل على الله ،، والله سيتكفل بحفظي ..
ذهلت الأم من إبنتها ،، هي بالكاد تحافظ على الصلاة ! ولكنها لاحظت تغيرها منذ ملكتها على أبوصالح ،، تدخل عليها فهي تصلي وتدعوا ،، حافظت على صلاتها وحرصت على السنن الرواتب ،، والأذكار ،، آه يبدوا أن أبوصالح قد وصاها بذلك !
نظرت فاتن إلى ساعتها إنها تشير إلى العاشرة والنصف ،، آه ! الآن سأخرج للناس ليرون زوجة الفارس المقدام ،، حسبي الله ونعم الوكيل ..
جاءت الأم مسرعة : هيا هيا ،، بسرعة الناس ينتظرونك !
قامت فاتن بتثاقل شديد ..
أطفأت الأنوار ،، صوت عصافير ،، مياه ،، رجل يشعر بها ،، خرجت فاتن ،، وجميع الأضواء مسلطة عليها ،، مشت بهدوووء شديد ،، ترفع عينها مره وتنزلها عشرا ،، المصورة أمامها تشير لها أن تبتسم ،، لم تلق لها بالا ،، لأنها لاتحب هذه الحركة أبدا !!
وصلت إلى كرسيها المخصص لها ،، جلست بهدوء ،، وهي لم ترفع رأسها أو عينيها ..
لم ينته الحفل بعد ! فقد دخل أبوصالح وهو يرقص بطريقة مضحكه ومؤلمة في حين غفلة من النساء وبدون علم مسبق من أحد !
بدأن النساء بالصراخ ،، وبدأ هو بالنظر إليهن وإلى مفاتنهن !!!!
فاتن تحس بدوار شديد ،، مالذي يحدث ! كيف دخل إلى هنا ! أين أبي عنه ! أسئلة كثيرة تضاربت في رأسها .. أحست بالدوار الشديد عندما قامت إمرأتان ضخمتان وكل واحدة بيدها كرسي ،، بدأتا بضرب هذا الحقير ،، وتجمعت النساء وبدأن بالضرب والركل والعض !! حتى أن إمرأة أخذت دلة القهوة الساخنه ودلقتها على وجهه وجسمه ..!
الأم مذهولة ومندهشه ولم تستطع الحراك ..
فقد أبوصالح وعيه ،، وأتصلت إحدى النساء على الإسعاف ..
أمسكت الأم إبنتها وأدخلتها في غرفتها الخاصه ،، وأمسكت الجوال وأتصلت على زوجها وأخبرته بما حدث !
جاء الأب وذهل من شكل القاعة ،، الكراسي مقلوبة ،، والفناجين مكسورة ،، وكأن حربا إنتهت !!
دخل على فاتن وأمها ،، الأم تبكي ،، وفاتن لم تحرك ساكنا .!
أمسك بزوجته وقال لها : قولي لي ،، ماذا حدث بالتفصيل ..
جلست الأم تشرح له وهي تبكي ..
الأب : سأريه هذا ال.....! أخبرني أنه سيأخذ فاتن ويذهب فقط ! آآآخ ،، سنكون حديث المجالس ..
ذهب وتركهما في حيرتهما !
وصل إلى المشفى وكله غضب ،، سأشبعه ضربا ،، ولن يأخذ إبنتي ،، وسأشفي غليلي ،، آآآآخ ،، أين أنت يال..... !!
مر أمامه سرير أبيض مغطى ،، قال في نفسه : ليت هذا أبوصالح ..
ذهب إلى الطواريء وسأل عنه ،، قال له الإستقبال : لقد أتانا هذه الساعة ثلاث حالات خطيرة ،، أحدها مات فور وصوله ،، والباقي في العناية المركزه ..
الأب : شكرا لك !
أففف ،، سأذهب لأرى هذا ال..... في العناية المركزة ..
ذهب إلى هناك ،، لكنه لم يتعرف عليهما , إنهار لما رآهما حليقين !
تسارعت نبضات قلبه ..
آآآه ،، أهذا يعني أنه ماااااات !
لا ،، لاأصدق هذا !
إرتفع ضغط الدم إثر ذلك ،، وسقط مغشيا عليه ..
الساعة الثانية صباحا ،، الأم نامت من كثر البكاء ،، أما فاتن لم تفارق سجادتها ،، تدعوا وتتضرع وتبكي ،، أمسكت مصحفا وبدأت تقرأ حتى هدأت ..
صحى الأب من السرير الأبيض ،، وفكرة موت أبوصالح تشل تفكيره ..
قام من سريره ،، وأصوات الممرضات تتعالى أن لايتحرك ! وهو لايسمع أحدا ،، إتجه إلى الإستقبال وفي يده إبرة المغذي ..
الأب : لو سمحت ! أتسمح لي بالذهاب إلى الثلاجة ؟
الرجل : لايمكنك ذلك ،، إلا إذا كنت ستتعرف على أحد الجثث !
الأب بدون أدنى تفكير : نعم , نعم ،، إنه زوج إبنتي ..
الرجل : حسنا ،، من هنا لو سمحت !
ذهبا إلى الثلاجة ،، صمت رهيييب ! ليس بالغريب ،، فكلهم أموات ينتظرون دفنهم !!
قاده الرجل إلى آخر جثة وصلتهم ،، فلما فتح وجهه ,،، أبوصاااالح ! لاحول ولاقوة إلا بالله ،، إنا لله وإنا إليه راجعون ..
سأل الأب الرجل : كيف مات !
الرجل : لا أعلم ،، لكن سأنادي الطبيب ليخبرك ..
وحضر الطبيب ..
الطبيب : خيرا إن شاء الله .!
الأب : كيف مات هذا الرجل !
الطبيب : بصراحه ،، هذه أغرب حالة مرت علينا جميعا ..
الأب : كيف !
الطبيب : جاء إلينا وفيه بعض الكدمات البسيطه ،، أسعفناه ،، لكننا لم نعلم بوجود بعض الحروق ،، فلما إنتهينا منه ،، مات من فوره ..
الأب : إشرح لي ،، أرجوك !!
الطبيب : حسنا ،، الحروق على ثلاثة أنواع ،، بسيط ،، متوسط ،، خطير ،، وهذا الرجل فيه حروق متوسطه ،، فلم نلق لها بالا ،، فتحولت إلى حروق خطيره أودت بحياته فورا ..
الأب : لاحول ولاقوة إلا بالله ،، قدر الله وما شاء فعل ..
رجع إلى البيت وهو يفكر في إبنته ! كيف تكون أرملة ،، وهي لم تتزوج أصلا ! أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
دخل إلى غرفته ،، رأى الأم تغط في نوم عميق ،، وفي وجهها آثار الدموع ..
إتجه إلى غرفة فاتن ،، وقبل أن يدخل سمعها تبكي بكاءا مرا ،، طرق الباب ،، قامت فزعة وفتحت الباب ،، فلما رأت حال والدها تأكدت أن حبيبها في خطر !!
فاتن : أبي ،، أبوصالح تعبان !
الأب تخنقه العبرة : الأعمار بيد الله ،، إدعي له يابنتي ،، أبوصالح يطلبك الحل !!
فاتن جلست على الأرض بسرعه ودموعها تسبقها : لاحول ولاقوة إلا بالله ،، لاحول ولاقوة إلا بالله ..
أمسكها أبوها وساعدها على النهوض ،، إستلقت في سريرها ودموعها تحرق وجهها ..
ذهب الأب وأيقظ الأم وأخبرها فانهارت ! ونقلت للمشفى ..
في الصباح الباكر ،، جاء الأب وقال لفاتن اللتي لم تغمض لها عين : فاتن ،، تعالي معي إلى بيت زوجك ..
فاتن ودموعها ترفض النزول : لماذا ؟؟
الأب : لنقيم العزاء هناك ،، أخت زوجك إتصلت بي وأخبرتني بذلك ..
كانت الكلمات تتساقط عليها بقوة وعنف ،، لم يكن لها خيار ،، ذهبت إلى هناك بصحبة والدتها ..
مضت الثلاثة أيام كأنها ثلاثة قروون ..
إنتهى العزاء ،، لكن عزائها لم ينته ،، إذ أنه بقي لها ثلاثة أشهر وعشرا ..
بعد إنتهاء عدتها ،، نزلت بأمر من والدها اللذي لم يعد يراها ..
الأب : فاتن ،، الآن إنتهت عدتك ،، وبدأ الرجال يطلبوك للزواج ،، فما رأيك ..!
نهضت فاتن مسرعه : نذرت لله نذرا وسأوفي به ،، لن أتزوج ياأبي ،، لن أعذب زوجي في قبره ! نعم ،، أرجوك ياأبي ،، لاأريد الزواج ،، إفهمني أرجوك ..
الأب بكل أسى : حسنا ،، حسنا ياابنتي ..
مضت خمسون عاما ،، وهي لازالت مصرة على رأيها ..!
حتى قبض الله روحها وهي لم تخلف بوعدها .!!
فياللعجب !!
إنتهى ، ، ،
مع حبي :: دلــــــــــع ،،
دلع.. غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:32 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)