[ابن البلد1430]

بسم الله الرحمن الرحيم
يتساءل كثير من الشباب عن قضية دخول السوق هل هو حرام ولماذا يمنع بعض الشباب من دخول بعض الأسواق .
فأقول الأصل في دخول السوق الإباحة ولم يحرم دخول السوق على أحد إلا لإمور:-
وقبل أن أذكر هذه الأشياء أود أن أبين أمر مهم وهو أن الحكم ينقسم إلى قسمين :
الأول : مابين العبد وربه وهذا ما يكون من نية العبد الذي لا يطلع عليها إلا الله.
فمن نوى دخول السوق لحاجة يقضيها لنفسه أو لأهله والتزم بضوابط دخول السوق من السلام، ورده، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغض البصر، وكف الأذى، وتشميت العاطس ، والنصح للمسلمين.فهو مأجور عند الله تعالى .
ومن نوى بدخوله السوق مضايقة النساء ، والبحث عن العورات ، والمعاكسات ، والسرقة والغش للناس ، وإيذاء المارة بالكلام والغمز واللمز وغيرها من الأذى فهذا الفعل حرام لتضمنه أمراً محرمة.
ولو كان ظاهره السلامة من ذلك لأن الله مطلع على نيته وقصده فسيحاسبه عليها لأنه يعلم نيته وقصده.
هذا الحكم ديانة بين العبد وربه.
الثاني : ما يراه الناس من تصرف من الشخص وهذا ما يُحكم على الإنسان من خلاله.
فإذا أظهر الإنسان تصرفاً متعقلا داخل السوق من غض البصر وعدم إيذاء النساء والتلفض عليهن أو ملاحقتهن أو اللباس والزي الذي يوحي بأمر مريب فلا يمنع من ذلك.
أما أذا بدر من الشاب تصرفات توحي بالريبة والشك وطارت عيناه بالنساء أو بمطارتهن والبحث عن المتعه فهذا لاشك أمر يستوجب منعهم من الدخول لأن كل إنسان سوي عاقل لايرضى أن يترك الشباب والشابات في مطاردات لا مسؤلة ومعكسات ثم يقول أنا جئت للسوق لأشتري .
ولو أن كل واحد منا دخل لحاجته وخرج لم نجد في الأسواق ما نجد من قلة الحياء ، والمعاكسات والتميع وتتبع عورات المسلمين .ولا حول ولا قوة إلا بالله .

فيجب علينا أن نعرض تصرفاتنا على ما أمرنا الله به أو نهانا الله عنه . فهل يرض الله على الشاب أو البنت الذين يأتون للسوق من أجل المعاكسات وإذا سؤل قال أنا أتيت للسوق فهل سيخفى على الله أمره يوم القيامة أم هل سيجيب الله بما أجاب به الخلق أم سيخفي على الله قصده . لا والله ليتقي الله كل شاب و شابة دخلا السوق أن يدخلوا لحاجتهم ويخرجوا بتقوى الله تعالى فسنلاحظ أنه لا يمنع أحد من دخول السوق. والله المستعان