|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
23-02-2009, 03:08 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 68
|
كيف تقرأ فِكر د.سلمان العودة لو أغمضت عن فتياه
أعدّ هذه السلسلة من لطيف ما أكتب ، بطلب من أحد الأحبّة الفضلاء ، على حساب تضييع الوقت في كلام أظنه فارغ ، ولكنه مثري جداً ، كأنباء الساسة ، وعلوم الحساب العسيرة ، ومعارف الجغرافيا في تعداد السكان الهالكين (كم نسمة؟) !.
بحثت ملياً في قراءة هذا الرجل الصمصمة -ولا يخفاكم سبب هذه التسمية. فإني لم أفهم هذا الرجل مع شدّة فضولي لمعرفة نهجه ، ولا يزال فكر الرجل-بالنسبة لي- غامضاً ، فقد يخرج بفكرة ، ثم ينسفها ، ثم يرجع إليها بقالب جديد ، ثم يدعها لمن شاء ولا يأنف من إظهارها ولو كانت غير مستحسنة. إن الدعاة والعلماء يختلفون باختلاف الناس من حولهم ، ولكن الشيخ سلمان تفرّد باعتياد مخالفة بيئته من حوله إن رأى في ذلك نفعاً ولو يسيراً ، ويسعه أن يضرب بكل ما يواجهه في سبيل تحقيقها -لاحظ أني أقول (نفع يسير). فهذا د.القرضاوي يقول متأثراً بمحيطه : (يكاد هؤلاء المتشددون يجعلون حياة المرأة سجناً لا ينفذ إليه بصيص من نور ، فخروجها من البيت لا يجوز ، وذهابها إلى المسجد لايشرع ، وكلامها مع الرجل -ولو بأدب- لا يسوغ ، فوجهها وكفها عورة . . ). مع أن في هذا خلاف فقهي معروف والمصريون من قبل كانت نساؤهم أشد مما أنكره! . ولكنك تجد أنه لا يحسن اختيار الألفاظ لإبداء رأيه ، ولا يعذر المخالف في مخالفته ، وبخلاف هذا يظهر لنا نهج الشيخ سلمان ، حيث أنه يتجرّع قوة الألفاظ حتى يستسيغها ليخرجها سهلة يسيرة على مخالفه. وأبرز ما أوضح لنا فكره هو لقاء الإعلامي تركي الدخيل به ، عام 2004 وكانت بمثابة إعلان لنهاية لفكره السابق -ولن أتحدث عنه ، وبداية للتغير الذي طرأ عليه -كما صرح بذلك الشيخ نفسه حين سؤال تركي له فقال : ( أنا واحد من الإسلاميين ، فالإسلاميون هم في الغالب ضحايا لأشياء: ألوان من الضغط والعنف أو المصادرة أحياناً وحتى عدم القدرة على وصول الصوت ، الصوت الإسلامي بشكل صاف وصريح للآخرين ، أعتقد أن الإنسان ينبغي أن يتغيّر ، ليس مطلوباً من الإنسان أن يكون جماداً...) وأظهر أنه ليس جماداً !. إذاً هذا يؤكد لنا أن الدعاة لابد لهم من مسايرة محيطهم أدناهم فأدناهم ، يقول د. الغزالي-رحمه الله- في معرض كلامه عن الحجاب : (أما إخفاء الأيدي في القفازات ، وإخفاء الوجوه وراء هذه النقب ، وجعل المرأة شبحاً يمشي في الطريق معزولاً عن الدنيا فذاك لم يأمر به دين) !. ولما سأل تركي الدخيل الشيخ سلمان عن آراء الشيخ الغزالي ، لم تكن إجابته بمثل هذا العنف الذي تلبسه الغزالي-رحمه الله- في كلامه ، والمبالغة والتهويل لوضع المرأة في قوله "شبحاً يمشي في الطريق" ، فبيّن الشيخ سلمان أن الخلاف ليس في ذات الآراء فقط ، وذلك في ردّه على السؤال : (لم أكن راضياً عن المنهج ...). وتفسير ذلك: أن كلام الغزالي ينقصه اللباقة واللياقة ، وهو هجوم على رأي فقهي مشهور عند الحنابلة. ويقرر هذا سؤال أحد المستمعين لبرنامجه (الحياة كلمة) عن حكم اتخاذ صديقة له؟ ، فأجاب إجابة ينضح فيها تلون الجواب ، حيث قال: إن الصداقة للمرأة إن كانت قريبة لا بأس بها مالم تكن مما يحرم النظر إليها !. سأقف عند كل نقطة أتحدث فيها ، وننظر فيها بتأمل ، ثم ننظر في أرآئكم ، فربما كان أحدكم ملازمه ، فأضفى إلينا شيئاً غفلنا عنه ، والحديث له بقيّة إن شاء الله.
__________________
وللحريّةِ الحمراء بابٌ * * بكلِّ يدٍ مُضرّجةٍ يُدقّ
من مواضيع جبران : من أول صفحة ! دارفور المسائل الخلافية الشرعية تركيا من العلمانية المتشددة إلى الإسلام المتسامح آخر من قام بالتعديل جبـران; بتاريخ 23-02-2009 الساعة 03:31 PM. |
الإشارات المرجعية |
|
|