[خطوة قلم]

لا تعجب فنحن في زمن العجايب ..

طال عجبي أخي القاريء وأنا أرى موديلات تشذيب أو تقصيص أو تحليق اللحى والشوارب ..

ولم تنته البلية عند معصية الله ورسوله لتصل إلى التفنن في ذلك ضمن سلسلة الموضات المستوردة

من هنا وهناك ..

مظاهر تشمئز منها نفوس المؤمنين .. وأشكال ينفر منها عقلاء المسلمين ..

فهذا قد حلق لحيته وشاربه .. وذاك قد حلق نصف شاربه ولحيته .. وذاك قد اعفى شاربه وحلق لحيته ..

و و و الخ من مسلسل التخلف والعياذ بالله ..

ومن أبقى شيئا من لحيته فقد أودعها الحلاق التركي النجس ليعبث بها بأشكال و موضات .. سكسوكه

أو نصف سكسوكه تتدرج يمينا ويسارا حتى تنتهي بطرف كطرف السكين و و أشكال وألوان من هذا

القبيل ..

أما بعض المخنثين فقد ضاق ذرعا بشنبه الذي بدأ بالظهور فراح يحلقه ويصنفر خديه ليبقى فرفورا

مزيدا من الأيام !!

إنني لا أتكلم عن حرمة هذه الأفعال فربما تعرفون من الأدلة أكثر مني ,, ولكنني أقول إذا لم يوفق

الإنسان لاتباع السنة وقد جره هواه للوقوع في المعصية فلا يجحف بالأخذ منها وليبقي منها .. ولينأى

بنفسه أن تكون لحيته رهينة بيدي الحلاق يفعل به ما يشاء ,,



ومظهر آخر كثيرا ما يسوؤني ويسوء غيري وهو أنك كنت ترى من الشباب ممن أنعم الله عليه باللحية

وجمّله بها ليأتي بعد ما تعدى فترة المراهقة وطيش الشباب ليخفف من لحيته فلا يبقي منها إلا شيء

يسير لا تكاد تراه بالعين المجردة ! والأدهى من هذا إذا كان من طلبة العلم أو من الكبار الذين هم على

عتبات مرحلة الشيخوخة ,,

أنا لا أتكلم عن الخلاف في الأخذ من اللحية ولكنني أدعو إلى مراعاة الذوق العام ومراعاة حال أهل

الإستقامة الذين أصبحت اللحية شعارا لهم ..

يامن أمضيت عمرك وأنت معفي لحيتك هلا أبقيتها على ذلك مادام أننا نتفق أن إعفائها هو فعل النبي

صلى الله عليه وسلم , وفعل الصحابة رضوان الله عليهم وأنت الذي تدعو الناس ليل نهار باتباع

السنة ..


إشارة :

كان العرب لا يحلقون لحاهم ويرون أنه سمة من سمات الرجولة , ولم تأتينا هذه الفعلة القبيحة إلا

من الأعاجم .


كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إذا أرادت أن تحلف قالت : والذي جمل الرجال باللحى .



أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين ..

اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد ..

اللهم لا شماته .

..
...
....