[المسعى الجديد]

إن أي مسافر إلى البقاع الطاهرة والأماكن المقدسة لادء فريضة الحج أو العمرة لترتسم على ملامحه علامات الدهشة والاستغراب مما يراه من تلك المشاعر والمناظر
وان من يدقق النظر ويزيد في الملاحظة سيرى عجائب وغرائب من عمل الخير والتطوع وحب الخير للغير بكل ما اوتيه الإنسان من طاقة وقوة
إذا وفقك الباري لرحلة الحج فتابع عن كثب مايخطف الألباب ويلفت الأنظار سترى شبابا وشيوخا نساء وأطفالا في ساعات التعب والمشقة ومعامع الضجيج والصخب على صعيد عرفات وتحت لهيب الشمس الحارقة ومن بين خيام منى المترامية المنتشرة وعلى جنبات جسر الجمرات وفي ليلة المزدلفة في كل هذه المشاعر تجدهم بين موزع للماء وأنواع المأكل والمشارب وبين مرشد لتائه أومساعد لشيخ كبير أوناقل لمريض أو مصاب كل ذلك طلبا للأجر والمثوبة0
وإن وفقت لأداء العمرة في أي لحظة فقف على جنبات المطاف ودقق النظر سيلفت انتباهك عدة نماذج من عدة جنسيات جمع بينهم طلب المثوبة من الجواد الكريم كل يعمل حسب طاقته عرفتهم وشاهدتهم منذ سنوات ولا يزالون
أحدهم شيخ كبير محدودب الظهر مذ عرفته وهو يقف في أوساط الطائفين ويوزع عليهم ( أكياس ) لحفظ أحذيتهم
والثاني يتجول في المطاف ليوجه المحرمين بتغطية الكتف الأيمن أثناء الصلاة استجابة لأمر المصطفى صلى الله عليه وسلم
والثالث لايتوقف عن أخذ الأسباع والطواف حول الكعبة وهو يلتفت يمنة ويسره ليأمر ويوجه ويذكر النساء الكاشفات بالستر والعفاف والحشمة وتغطية الوجه
ورابع أراه كثير وهو شاب معاق يقف على عكازتيه على جنبات المطاف ليوزع على المحرمين الطائفين ( فاين )
واذكر هنا ذلك الشيخ الكبير قصير القامة وهو يتجول بين المصلين في سطح الحرم في رمضان كل عام بين تسليمات صلاة التراويح والقيام وهو يحتضن ( جيك ) ماء وكاسات ليسقي المصلين أوقات الزحام0
هولاء أذا وقفت على أعمالهم وشاهدته وأمعنت النظر فيها تذكرت قول الحبيب صلى الله عليه وسلم ( أحب الأعمال إلى الله ادومها وأن قل ) وتذكرت( رب درهم سبقت ألف درهم )
فليت الواحد منا يداوم على عمل خيري وان كان بسيطا متواضعا لانه يكبر ويعظم بالنية
رزقني الله وإياكم المداومة على الأعمال الصالحات والقبول
أمين أمين أمين0