مسابقة ملك جمال الرجال في الإمارات
نقلا عن جريدة الاتحاد الاماراتي00
طويل القامة، فاتح اللون، ذو عينين خضراوين، جميل الشكل، ناعم الملمس، أملس الشعر، رقيق الشفاه، نحيف الخصر ووسيم إلى حد لا يوصف!·· هذه هي مواصفات بعض المشاركين في أول مسابقة جمال للرجل أقيمت في دولة الإمارات بأحد فنادق دبي في الثالث عشر من الشهر الحالي·· الفائز بالطبع سيحمل لقب ملك جمال الإمارات لمدة عام، ولحين إقامة المسابقة ذاتها في العام المقبل· والخبر المنشور في صحيفة محلية ناطقة بالإنجليزية يقول إن الجهة المنظمة قد تلقت 100 طلب للاشتراك في هذه المسابقة، وأن التصفيات قد أرست الاختيارات النهائية على 32 شابا منهم من الذين استوفت أجسامهم شروط المسابقة الصارمة على حد تعبير الصحيفة التي نشرت تحقيقا مصورا في صدر صفحتها الأولى مع تكملة على أكثر من ثلاثة أرباع إحدى الصفحات الداخلية! وإقامة مثل هذه الحفلات الماجنة، هي بشرى لمن لم ينحرف من شبابنا بأن يسلك طريق الانحراف من أوسع وأسهل أبوابه· فالشاب الذي لا يكفيه استعراض مفاتن الجسد في الأسواق والمراكز التجارية، بمقدوره الآن أن يقوم بنفس الاستعراض في مسابقة رسمية·· فقط عليه أن يسجل اسمه ويدفع رسما رمزيا للاشتراك، ثم يذهب إلى السوق ليشتري ثيابا تحوله إلى مارلين مونرو في لحظات! أنا شخصيا لا أريد أن أعلق كثيرا على مثل هذا الخبر، فهو معروف من عنوانه، ولكن لفت نظري وأنا أقلب تلك الصحيفة الناطقة بالإنجليزية عندنا، منظر الشباب وهم يقفون أمام كاميرا التصوير التي أبدعت في إظهار مفاتن أجسادهم لإضفاء المزيد من الإثارة على صورهم وأشكالهم·· وذكرتني تلك الأشكال وطريقة عرض الأجساد بـ المونيكات النسائية المعروضة في واجهات وفاترينات البوتيكات في أحد الشوارع التجارية·· فقد شعرت وأنا أنظر إلى الصورة بأن كل واحد منهم ينطق قائلا: أنا بنت بنوت!· الصحيفة التي نشرت الخبر أوردت أن المشاركين في هذا الاستعراض الجمالي الأنثوي، جاؤوا من بيئات وخلفيات مختلفة، فمنهم العاملون في البارات، وطلاب المدارس والباعة في محال البوتيك وشباب الإعلانات والعاملون في قطاع البنوك الأجنبية وغيرها من المجالات·· وقد وقع الاختيار على 32 حليوة من بين الشباب المشاركين رسميا والبالغ عددهم مائة شخص· لقد رضينا بكل شيء دخيل علينا باسم الانفتاح على العالم وباسم التمدن، ولكن أن يقام مثل هذا التجمع المرفوض حتى في كثير من المناطق والمدن في البلدان الغربية ذاتها، فإنه أمر والله خارج إطار التصديق والقبول، ويقترب أكثر فأكثر من نقطة قبولنا رسميا بفرض كل أمر تافه على الشباب وإبعادهم عن القيم والأخلاقيات
منقول
__________________
|