بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » /// _ إقالة كوزمين، إضاءة حول الحدث _ ///.

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 15-03-2009, 02:30 AM   #35
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537


أخي العزيز , كربة نخلة , أشكرك على سعة صدرك , وتقبلك الحوار بخلقٍ دمث , ولغة راقية , ولكني أحب أن أنبه على ما يلي :
أولاً : أعلم أخي العزيز أن الولاء والبراء من أوثق عرى الإيمان , ولكني اعتقد أننا لم نفهم عقيقة الولاء والبراء على أصلها , وذلك أن كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) تحمل البراءة من الشرك وأهله , والولاء لله تعالى ولدينه , وهي كلمة إبراهيم عليه السلام لقومه {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ} (26) سورة الزخرف {إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ } (27) سورة الزخرف ففي الآية الأولى قال : براء مما تعبدون , وهذا معنى ( لا إله ) ثم استثنى فقال : إلا الذي فطرني , وهذا معنى ( إلا الله ) .
إذن فالولاء والبراء هو عبادة الله تعالى ونبذ الشرك .
نأتي لموضوع العداوة والحرب , هذه أمور اخرى تحكمها السياسة الشرعية , وليس المراد محاربة الكافر أينما وجدته وحيثما حل - مالم يكن بينك وبينه حرب - وفي السيرة النبوية قصص كثيرة رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يواجه المشركين واليهود , بل ويأكل من طعامهم , فهل هذا مناف للبراءة من الشرك ؟

ثانياً : الآية التي ذكرتُها في أبي طالب , ثم ذكرتَ تفسيرها , وأن المراد ( لا تهدي من أحببتَ هدايته ) فأقول : هذا المعنى ذكره البغوي في تفسيره , وقال : وقيل أحببته لقرابته .
وفي نظري أن المعنى الثاني هو الصواب , وهو الذي تؤيده اللغة والواقع من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما من اللغة : فجملة ( أحببتَ ) صلة الموصول , والموصول هو ( مَنْ ) , وهو يحتاج إلى عائد , وحين نقدر العائد مضافاً إليه متصلا بمضاف محذوف وهو قولهم ( أحببت هدايته ) لأن العائد حينئذ هو الضمير المضاف إليه في هدايته , فحذف المفعول به , وحذف المضاف إليه وهو العائد , وهذا لا يصح عند النحاة , لأن العائد المجرور بالإضافة لا يصح حذفه إلا في مواضع ليس هذا منها .
ثم إن فيه تأويلاً وتقديراً في القرآن لا حاجة لنا به , ولا يدل عليه السياق .
أما حين يكون التقدير : أحببته , فالعائد هو الضمير المفعول به , وحذف العائد المنصوب كثير جدا , ومنه قوله تعالى : {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} (11) سورة المدثر , أي خلقته .
وحينئذ فيه إثبات محبة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب , ومحبته له تستلزم محبته لهدايته .
وحينئذ فليس عليك ان تنفي حب الرسول صلى الله عليه وسلم الفطري لعمه أبي طالب , وهو الذي حزن أشد الحزن لفراقه , وكان يقدر أبناءه كلهم حباً في عمه الراحل , كما في قصة جعفر الطيار وأبنائه .


أرجو أن أكون وفقت في توضيح ما التبس , ولك مني جزيل الشكر .
__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]
أبو سليمان الحامد غير متصل  
 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:23 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)