العِلمَانيَّةُ .. كُفرٌّ بِالشَّريعَةِ !!
.
.
العِلمَانيَّةُ .. كُفرٌّ بِالشَّريعَةِ !!
" تَحرير مَحلُّ نِزَاع " إنَّ الذي يَتَدَبَّرُ وَقَائعَ هَذهـِ المُنَاظَرَة لِيُدرِكَ أنَّ مَحَلِّ النِّزَاعِ الحَقيقيُّ بَينَ الفَريقيْنِ قَدْ تَحَرَّرَ قي قَضيَّةٍ أسَاسِيَّة مَا كَانَ يَنْبغيْ أنْ يَتجَاوزُهَا الحِوار مُنذُ بَدءِ المُنَاظَرَةِ حَتى خِتَامِهَا وَهيَ قَضيَّةُ تَحكيمِ الشَّريعَةُ الإسلاميَّة .
فَالعلمَانِيُّونَ يَكفرونَ بِالشَّريعَةِ ، وَيرَونَ أنَّ الدينَ لا يَعدو أنْ يَكونَ علامَاتٌ مُضيئَةٌ عَلى الطَّريقِ ، فَهو جُملَةٌ مِنْ الإرشَادَات الإيمَانيَّةُ ، والوَصَايَا الأخلاقيَّةُ ، ولا عِلاَقَةَ لَهُ بِمَا وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ بَقيَّةِ جَوانِبِ الحَيَاةِ ، فَمَمْلَكُتهُ في الضَّميرٍِ ، وَخِطَابُهُ إلى الأروَاحِ ، وَشِعَارُهـُ كَمَا في النَّصرَانيَّةُ " دَعْ مَا لقيصَرَ لِقَيصَرَ وَمَا للهِ لله " أو أنَّهُ جَاءَ بِأحكَامٍ عَامَّة جِدَّاً غَامِضَة استَنبَطَ مِنهَا الفُقَهَاءُ القُدَامَى فقهَاً وَضعيَّاً بَحتَاً فَحلُّو بِهِ مُشكِلاتُ عُصورِهم ، وَعلينَا نَحنُ أيضَاً في وَاقِعِنَا المُعَاصِرُ أنْ نَستَنبِطُ أحكَامَاً أُخرَى أسَاسُهًَا المَصْلَحة ، وَصْدَرُهَا الإدَارَةُ البَشَريَّة ، وَغَايَتُهَا رَفَاهيَّةُ الإنسَانْ ، وَنَحنُ في هَذا كُلِّهِ لًَمْ نَخْرُجْ عَنْ صَحيحِ الدِّينِ كَمَا يَقتَضِيهِ الفِهْمُ المُستَنيرُ لِطَبيعَتِهِ والقِرَاءَةُ الوَاعيَةُ لِتُرَاثِِهِ .
وَإذَا لَمْ يُوجَدُ مَا يُسَمَّى بِالشَّريعَةُ فَلنْ يُوجَدُ بِطَبيعَةِ الحَالِ مَا يُسَمَّى بِالدَّولَةِ الإسلاميَّة ، لأنَّ الفرقُ بَينَ الدَّولَةُ الإسلاميَّةُ وَغَيرِهَا مِنْ الدُّولِ الأخرَى هُو تَطبيقُ الشَّريعَة .
إنَّ الدَّولَةَ الإسلاميَّةَ هي التي تَقوم ابِتدِاءَاً على تَحكِيمِ الشَّريعَةِ ، وَأنَّ رِئَاسةُ الدُّولَةِ نِيَابَةً عن النُّبوةِ في حِرَاسَةِ الدِّينِ وَسِيَاسَة الدُّنيَا بِهِ .
وَإذَا كَانَ لِلشَّريعَةِ هَذهـِ المَنزِلَةُ من الدِّينِ فَلا بُدَّ للإسلامِ إِذَنْ مِنْ دَولَةٍ تُحَكِّمُ شَريعَتَهُ ، وَتَحْرِسُ نِظَامَهُ ، وَتَحمِل مُواطِنيهَا عَلى مُقتَضى النَّظرِ الشَّرعي في الأمورِ الدِّينيَّةُ والدُّنيَويَّة .
إنَّ الذينَ يَزعمونَ بِأنَّ الإسلامَ دِينٌ لا دَولَة ، وَيدعونَ بِفَصلِهِ عَنِ الحَيَاةِ عَامَّة وَعنِ السِّيَاسَةِ خَاصَّة ، لا يَخفى عَليهِمُ أنَّ في القُرآنِ أحكَامَاً كَثيرَة لَيسَتْ مِنْ العِبَادَات وَلا مِنْ الأخلاقِ المُجَرَّدةِ كَأحكَامِ البيعِ والربا وَالدَّينِ ووو إلخ .
إنَّ العلمَانيَّةُ هِيَ ثَورَةٌ ضِدَّ الإسلامِ يَقودُهَا المُنَافِقونْ ، وَإلاَّ فَإنْ كَانَ تَارِيخُ الإسلامِ يَنْبُذُ العريِّ وَالسُّفورِ والسُّكرِ والنُّكرِ ، وَيَدْعو لِلِخصَالِ الحَمِيدَةِ والأخلاقَ السَّاميَةَ ، فَمَاذَا يُريدُ المُنَادونَ بِالعلمَانيَّةَ والمُعَادونَ للشَّريعَة ؟!!
• بِتَصَرُّفٍ مِنْ كِتَابْ المُواجَهة . أخيرَاً فَمَا كَانَ مِنْ صَوابٍ فَمِنْ اللهِ وَمَا كَاَنَ مِنْ خَطَأ فَمِنْ نَفسيْ وَالشَّيطَانْ
عُذرَا .. فَعُذراً .. ثُمَّ عُذرَاً عَلى الإطَالَةِ وَرَكَاكَةِ الأسلُوب
دُمتم بِحِفظِ الرَّحمَنِ وَرِعَايَتِهِ
.
.
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!
يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
|