|
|
|
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2008
البلد: بريده
المشاركات: 453
|
الشيخ سليمان الدويش يرد على د.سليمان الضحيان ، عما كتبه في صحيفة عاجل ..
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد : فلئن تكون محباً للجابري , منخدعاً بفكره , ملتمساً لنفسك أعذاراً في تقديمك له , وتقدمك بين يديه , فهذا شأنك , وهذه قناعتك , ولن يجبرك أحدٌ على تغييرها , أو الاقتناع بسواها . ولأن تكذب في تعداد محاسن شيخك الجابري , وبيان ماخُصَّ به , مما تراه من الفضل والمنقبة , وما استطاعه من سلب ألبابكم بمراوغته وخداعه , فهذا شأنك أيضاً , ولن يحول أحد بينك وبين قناعاتك التي ارتضيتها لنفسك , حتى ولو كانت سقيمة هزيلة . لكن أن تفجر في خصومتك , وتتعدَّى في حكمك , وتتجاوز حدود الأدب , مع إمام عالم , وشيخ أفنى عمره في الطلب والتحصيل , ثم في البذل والتدريس , فهذا مالانقبله منك , ولانوافقك عليه , بل وسنرميك على أثره بشهب محرقة , وإن رغم أنفك واحمرَّ . لقد قلت وبئس ماقلت , وذلك تحت مقال لك عنونته بـ ( دفاع عن الوسطية والاعتدال لا عن الجابري ) , مانصه : ( ومع ما لدى الجابري من أخطاء في المنهج والأفكار والمعلومات وغيرها – شأنه شأن كل عالم ومفكر وكاتب – إلا أني أعتقد جازما أنه خدم الإسلام بإنتاجه وكتبه أكثر مما خدمه الشيخ الجليل البراك ؛ إذ إن الشيخ البراك لا تتعدى فائدة طرحه عددا محدودا من المتدينين ممن يتلقون عنه العلم وهم في جملتهم من طلبة العلم أصلا الذين جاؤا للاستزادة من العلم ليس غير ) . وهي عبارة تكشف أنك متناقض , ربما لاتفهم ماتكتبه , لأنك في ذات المقال , انتقدت جماعة الميزان التي نصبت نفسها لتقييم العلماء والمفكرين , وذكرت أنها محلَّ تندر من العلماء وطلبة العلم , وها أنت تمارس الدور نفسه , وتنصب الميزان نفسه بل أسوأ , لأنك لم تقارن بين الشمس والقمر , أو المشتري وعطارد , بل قارنت بين الثرى والثريا , والتبن والتبر , وهذا من أعظم الدلالات على أنك لم تدافع عن الوسطية والاعتدال , بل دافعت عن السقوط والاعتلال . الإمام الجهبذ , والشيخ الورع , والمجاهد الصادق , والعالم الجليل , والوالد المربي , العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك , الذي كان يعلم الناس ويرشدهم , قبل أن يلقم فمك الثدي , وحين كان الجابري يتنقل بين مستنقعات المذاهب الهدامة , قبل أن ينتقل للتشكيك في القرآن , لايضيره أن تقتنع بالجابري وتُفضِّله عليه , لأنه لم يكن يوما يلتمس رضاك أو قناعتك , ولم يحفل لحظة بثناء مثلك , أو حتى بدفاعك عنه , كما أن الجابري الذي جئت لتشهد له كشهادة ذنب أبي الحصين لنفسه , لم يحفل بك , بل رأيناه كيف يزدريكم معاشرمريديه وأتباعه , ويستخف بكم ويحتقركم , رغم تصفيقكم الحار الذي أكرمتموه به , وتَسمُّر أعينكم أمام وجهه الكالح . والجابري الذي خذل الإسلام , وتراه أنت قد خدم الإسلام , هو من أثَّر في أفكار بعض زنادقة هذا العصر كالنقيدان وغيره من شلة التطرفَين المذمومين , التطرف اليميني , والتطرف اليساري , الذين هجروا الصلاة , واتخذوا الإنسانية دينا , والليبرالية مسلكا , فضلا عن الممارسات القذرة الأخرى , وماخفي أعظم وأطم , فاللهم لاشماتة . والجابري الذي تراه أثَّر في بعض العلمانيين , وأجبرهم على مراجعة علاقتهم بالإسلام , هو نفسه الذي حرف بفكره كثيرا من أبناء المسلمين , وأضلهم عن الجادة التي كانوا عليها , ونقلهم إلى جادة التشكيك والتمرد . وإن كنت ترى أن الجابري بفكره العفن , قد خدم الإسلام أكثر من شيخنا البراك , وأن شيخنا البراك ليس له موروث كموروث الجابري , وإنما اقتصر جهده على مجموعة من راغبي الاستزادة من طلبة العلم ليس غير , فأنا أقول على افتراض صحة ماقلتَ : لأن يمتنع شيخنا عن تسطير حرف واحد , أو نشر كًتّيِّب صغير , ويلزم بيته ومسجده , فيخرج من هذه الدنيا لاعليه ولاله , فهو والله أعظم وأنفع وأفضل من أن يملأ أرفف المكاتب , ودور النشر , وشبكات التلفزة والمعلومات , بغث القول , فضلاً عن غثيثه وخبيثه . هذا ونحن وغيرنا يشهد , وكلُّ من عرف شيخنا , والشمس لايحجبها غربال الجور الذي رُمت تغطيتها به , أن لشيخنا من الجهد والنفع – بفضل الله – والأثر الطيب , والذكر الحسن , في تصحيح العقائد , ونشر العلم , وتبيين الحق , والتدريس والإفتاء , في مشارق الأرض ومغاربها , مالايجحده إلا مكابر ظالم . لقد رأيت هذا الشيخ الجليل , رغم ما يعانيه – حفظه الله – من ظروف , وما ارتضاه لنفسه من بُعد عن الوسائل الحديثة , ورغبة في الاستخفاء , وتواضع جم , وحرص على أن يُسأل في المسائل غيره , وانشغال في الطاعة والعبادة , وغير ذلك من الأمور والصوارف الكثيرة , يكاد لايتحدث مع مُجالسه إلا يسيرا من كثرة المستفتين له في الهاتف , والراغبين في تخصيص وقت للزيارة والمدارسة , من خارج البلاد وداخلها , أو إقامة درس أو محاضرة , وهذا يستحيل أن يوجد مثله عند الجابري أو غيره ممن هم على نفس منهجه , لأن فاقد الشيء لايعطيه , إلا أن يكون عند المخدوعين المنهزمين , الذين يبحثون عن التميُّز بالمخالفة , وليس غير المخالفة . والجابري الذي خذل الإسلام , وفي نظرك أنه قد خدم الإسلام أكثر من العلامة البراك , على افتراض صحة ذلك , هو الذي يقول بأنه سني شيعي ماركسي , وقالها وأنت بجواره ولم تنكر عليه , لأنك كالجنازة بين يدي مغسلها , فلا أدري عن أي إسلام تتحدَّث , وهل هذا الإسلام الذي خدمه الجابري يتفق والماركسية ؟ . صدقني ياسليمان أنه يمكنك الوصول إلى تبرير سقطتك , دون الفجور في الخصومة , لكن أما وقد فعلت , ورضيت أن تبقى شاهد زور , وأن تسطَّر في ديوان الكاذبين , فهنيئا لك الجابري وخدمته للدين التي تزعم , وهنيئا لنا بالعلامة البراك , والناس شهداء الله في أرضه . أنا على يقين أنك ستجد من يثني على مقالتك , ويصفها بالجريئة , وماذاك إلا لأنك تناولت شيخاً وقف لزمرة الفساد والانحراف بالمرصاد , وكره أن يداهن في شريعة الله , أو أن يقبل أنصاف الحلول , أو أن يرضى بالعالمية والظهور على حساب شريعته وثوابته , أو أن يستبدل طريقته بإسلام عصري , يُرضي فيه أهل الأهواء , لكنك في الوقت نفسه , ستجعل من نفسك هدفا لكل من عرف نصح هذا الإمام وصدقه , ومكانته وعلمه , وهيهات أن تثبت أمام سهام أهل الحق , وأنت تدافع بجهل أو بعناد عن أهل الزيف والباطل , ( ومن يهن الله فماله من مكرم ) , وقد رأيت بأم عينك , وقرأت في الذكر الحكيم ( إن الله لايصلح عمل المفسدين ) , فأسِّس بنيانك على قواعد صلبة , ودعك من بُنيات الطريق , وإياك أن تجلس في المعاطن , أو تأنس إلى الأوحال ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) , فإن أبيت إلا أن تتنكب لأهل الفضل , وترميهم بطائش النبل , فاعلم أن نحورنا لهم الفداء , وعلى الباغي تدور الدوائر , وهيهات أن نُسلمهم للخائضين , أو أن نقبل فيهم مزايدة المزايدين , وأراجيف المبطلين . اللهم عليك بالفجرة المنافقين , والخونة الليبراليين , والرجس العلمانيين اللهم اهتك سترهم , وزدهم صغارا وذلا , وأرغم آنافهم , وعجل إتلافهم , واضرب بعضهم ببعض , وسلط عليهم من حيث لايحتسبون . اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصر مجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم . اللهم كن لإخواننا في غزة مؤيدا وظهيرا , ومعينا ونصيرا , اللهم سدد رميهم , واربط على قلوبهم , وثبت أقدامهم , وأمكنهم من رقاب عدوهم , وافتح لهم فتحا على فتح , واجعل عدوهم في أعينهم أحقر من الذر , وأخس من البعر , وأوثقه بحبالهم , وأرغم أنفه لهم , واجعله يرهبهم كما ترهب البهائم المفترس من السباع . اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل . اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا اللهم أصلح الراعي والرعية هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . وكتبه سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش أبو مالك
__________________
(نحن قوم اعزنا الله بالإسلام ، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلناالله)
آخر من قام بالتعديل ابن صـالح; بتاريخ 25-03-2009 الساعة 11:12 AM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|