|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
هوية صامتة
تاريخ التسجيل: May 2003
البلد: Buraydah City
المشاركات: 12,458
|
رسالة أطرد بسببها!..
رسالة أطرد بسببها!..
لم يدرُ بخلد صاحبكم هذا اليوم أنه سيواجه موقفاً غريباً وعجيبا، كنت قد جهزت نفسي للاستيقاظ الساعة الحادي عشر والنصف صباحاً لأن محاضراتي لهذا اليوم تبدأ من بعد صلاة الظهر. رنة الساعة استيقظت ثم جهزت نفسي وخرجت متجهاً للجامعة لا ألوي على شيء سوى حضور المحاضرة وكتابة ما أستفيده ثم الرجوع إلى المنزل وإكمال أعمالي اليومية التي أقوم بها. وصلت الجامعة واتجهت مباشرةً إلى القاعة لحضور المحاضرة، كان الدكتور حينها قد دخل وبدأ بالشرح مباشرةً، مع أن القاعة لا يوجد فيها سوى عشرة طلاب أو أقل، يالله متى حضر هذا الدكتور؟؟ المحاضرة تبدأ الساعة الثاني عشر والنصف وساعتي تشير إلى أنها الساعة الثاني عشر وثمانٍ وعشرين دقيقة!. أي أن هذا الدكتور قد وصل مبكراً!. عجيب أمر هؤلاء الدكاتره؟ بعضهم لا يحضر إلا إذا انتصفت المحاضرة؟ والبعض الآخر يأتي قبل بداية المحاضرة. جلست في أقرب مكان وفتحت دفتري وبدأت بكتابة ما يشرحه على السبورة، كلمات غريبة وجمل عجيبة لا تفهم!. وأغلب الطلاب لا يعون ما يقوله الدكتور، ويهزّون رؤوسهم لا يلوون على شيء سوى انتظار تحضير أسمائهم ثم الخروج من هذه المحاضرة المملة. مرت ساعة ولم يعكّر صفوها أي شيء سوى بعض الأسئلة من أحد الطلاب المزعجين حيث أكثر من الأسئلة لدرجة أن الدكتور مل من تكراره لأسئلته فلم يكن يجيبه بعد ذلك. قاربت المحاضرة على الانتهاء فلم يتبق على نهايتها سوى ربع ساعة أو قريب من ذلك، هذا هو ما أخبرتني به ساعة جوالي، ولم يدر بخلدي أن إخراجي للجوال ومشاهدة الساعة ستنبئ بأحداث قادمة. ضغطت بلا شعور على زر تحويل الجوال من الصامت إلى العام ثم وضعته في مكانه المعتاد، وبعد دقائق رن جوالي منبأ بوصول رسالة. لم أعره أي اهتمام، ولكن يبدو أن الدكتور اهتم بالأمر كثيراً، فما أن سمع صوت وصول الرسالة حتى إلتفت علينا وسأل: لمن هذا الجوال؟ رفعت يدي بكل هدوء لأخبره بأنني أنا من يملك هذا الجوال، أشار لي بأن أخرج من قاعة المحاضرة، لم أحاوره أو أتناقش معه ولم يتغير فيني شيء. لملمت أوراقي وجهزت نفسي للخروج ثم خرجت، أخرجت الجوال لأرى من المرسل آهـ يا أباعبدالله يبدو أنك عكّرت صفو ومزاج دكتورنا لهذا اليوم سامحك الله، اتجهت بعد ذلك إلى المصلى وصليت الظهر مع جماعة من الطلاب ثم جلست انتظر انتهاء المحاضرة. خرج الطلاب من المحاضرة ثم توجهت إلى الدكتور وسألته عن السبب!. فأخبرني أنه يكره استخدام الجوال مثلما نكرهه نحن في الصلاة؟ أي مقارنةٍ عجيبة هذه المقارنة؟ أتقارن الصلاة بمحاضرة لمادة علمية بحته؟ بئست المقاييس مقاييسكم أيها الدكاتره. أخبرته أنني أريد أن يحضرني في المحاضرة، فسألني عن اسمي وأعطيته إياه ثم وعدني أن يحضرني. خرجت من الجامعة لا ألوي على شيء سوى أن أصل إلى المنزل مبكراً حتى أقصّ حكاتي على أهلي ليستأنسوا بها. قررت بعد ذلك أن أعود لدكتور المادة في الأسبوع المقبل حتى أؤكد عليه في مسألة حضوري للمحاضرة وأن آخذ وأعطي معه أكثر، لأن حديثنا بعد المحاضرة كان مقتضباً وبسيطاً للغاية. خلاصة ماحدث: لاشك بأنني أخطأت عندما جعلت جوالي على نغمةٍ مرتفعة، ولكنه أيضاً أخطأ بطردي من قاعة المحاضرة، فقد كان بإمكاني أن أصمت ولا أرفع يدي وهو بذلك لن يعرف من هو الطالب الذي رنّ جواله في القاعة. ولكنني أردت أن أكون صادقاً وصريحاً لا كاذباً ومراوغاً، ولكن يبدو لي أن ضريبة الصدق هي الطرد من القاعة، لقد كان بإمكانه كدكتور في القاعة أن يوبخني ويعلنها للطلاب بأنه يكره أن يصبح الجوال على نغمةٍ مرتفعة. ختاماً أتمنى أن تكونوا استمتعتم بما كتبته لكم. أرائكم بالتأكيد ستبهجني كثيراً. كل الشكر لمن زار صفحتي وقرأ كلماتي. شُكراً لكم. كتبه الصباخ
يوم الثلاثاء 4/4/1430هـ الساعة: 7:00 مساءً
__________________
آخر من قام بالتعديل الصباخ; بتاريخ 31-03-2009 الساعة 07:35 PM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|