[فكر واعي]

عبدالله شاب طموح وكانت امنية حياته ان يكون معلماً , كيف لا وقد أحب مدرسه مدرس اللغة العربية فجعله قدوة له وهو خير قدوة للطلاب , فمن حبه له تخصص في اللغة العربية اثناء دراسته الجامعية وفعلاً هاهي السنوات الأربع مرت كمرور الفصول الأربعة

فرح في تخرجه لكي يمارس المهنة التي لطالما حلم بأن يمارسها ألا وهي مهنة التدريس وبالفعل بعد تقديم أوراقه نزل خبر تعينه بدأ يتراقص من الفرحة وهو يقول الآن سوف ادرس سأكون معلماً , أخذ قرار تعينة والفرحة لا تبارح وجهه من ادارة التعليم وذهب الى مدرسته المنتظرة ,

فمع أول وقوف له بالسيارة عند المدرسة شاهد 4 طلاب يتسلقون سور المدرسة وكانهم في مسابقة للتحمل فنزل من سيارته وهو يقول لهم انزلوا والا سأخبر المدير قال واحد منهم له (( والله اذا ما انلطمت إني لأكسر سيارتك )) وقف مستغرباً وهو ينظر اليهم , بعدها أطرق رأسه وذهب الى غرفة المدير فرحب به المدير بعدما عرف عن نفسه وسلمه قرار التعيين

قال له المدير أستاذ عبدالله خذ هذا الجدول بشكل مبدأي لهذا الأسبوع , وفعلاً أخذ عبدالله هذا الجدول وكان أول درس له الدرس الثالث , فذهب ليبحث عن غرفة المدرسين لكي يستريح و أثناء مروره من دورات مياه الطلاب شم رائحة الدخان فدخل الدورة ووجد حماما كأن مدخنة بداخلة ووقف عبدالله ينتظره وبعد لحظات خرج طالب ورائحة الدخان تفوح منه فأخرجه عبدالله من دورة المياه وقال له هيا الى المدير والا سوف اخبره وياتيك فامتنع هذا الطالب والح عليه عبدالله بأن يذهب ولكن أصر في عناده و زاد عليه عبدالله الى ان مد الطالب يده على عبدالله و تشاجرا , خرج مدرسان من الصفوف المجاور لدورة المياه لكي يفرقا بين عبدالله والطالب و امسكا المدرسان بيد الطالب وذهبا به الى المدير والطالب يصيح بأعلى صوته وهو يقول (( والله ما أخليها لك الوعد بالطلعة ))

أصاب عبدالله الذعر لمثل هذا الموقف ماذا يفعل ؟ ذهب الى غرفة المدرسين ووجد مجموعة من المدرسين فسلم عليهم وجلس واذا بواحد من المدرسين قد فلت لسانه بالمجلس بكلام قبيح يتبجح بانه سافر الى الدولة الفلانية و دخل المرقص الفلاني و أن المشروب الفلاني أفضل من الفلاني و ان أي شخص منكم يريد أن أضبط له الأوضاع فليخبرني فصديقتي في الدولة الفلانية عندها كل شي , انبهر عبدالله لكلام هذا المعلم الذي يحسب على التعليم فقال عبدالله له " واذا بليتم فاستتروا " فغضب هذا المعلم و قال له (( من بزاريني وجاي تعلمني )) ضحك كل المدرسين اللي في الغرفة فضاق صدر عبدالله فقام ليخرج من الغرفة وقبل ان يخرج سمع المدرس الذي قد قل أدبه يقول (( أقول يا شين الطافين )) التفت اليه عبدالله وبعدها خرج من الغرفة وقد زاد غضبه

وفي أثناء مشيه مر بغرفة مكتوب عليها غرفة المرشد الطلابي , ففرح وقال لعلي أن أجد متنفسا اشرح له بعض ما رأيت فطرق الباب فقال ادخل و أول ما فتح الباب استقبلته رائحة الدخان قبل أن يرى المرشد ,وإذا بمظهره ينبئ عن مضمونه فشكله مريب فقال عبدالله لن أكون ممن يحكمون على الظاهر فسلم عليه وجلس معه فأخبره عن الطلاب الذين تسلقوا سور المدرسة وماذا قالوا له بعدما قال لهم انزلوا , فضحك وقال (( وش عليك منهم خلهم يقمزون بحريقة تحرقهم )) وبعدها قال له عبدالله ما رآه في دورة المياه من تدخين فقال المرشد له (( لا تحرق رزك على احد خل الدرعى ترعى )) بعدها خرج عبدالله من عنده وهو يقول في نفسه المرشد بحاجة الى مرشد

وبعدها ذهب الى مصادر التعلم , وفعلاً وجد ضالته وجلس مع أمين المصادر وانبسط منه وبعدها جلس يقرأ من الكتب الى أن ضرب جرس الدرس الثالث

دخل الفصل واذا بالأسئلة تنهال عليه من كل مكان (( استاذ وش اسمك , وش تدرس ,, منين انت يأستاذ , )) بعدها قال لهم عبدالله الزموا الصمت , وفي أثناء تعريفه بنفسه سمع عبدالله صوت موسيقى داخل الفصل فسكت عبدالله وضحك كل الطلاب وبعدها انقطع صوت الموسيقى , وعاد ليكمل تعريفه فسمع صوت الموسيقى مرة ثانية فسكت والغضب يتطاير من عينيه , فقد عرف الطالب الذي أحضر معه الجوال فقال له عبدالله أخرج الجوال فأنكر الطالب وقال (( ما معي شي )) فأدخل عبدالله يده داخل طاولة الطالب فوجد الجوال فأخذه واذ بالطالب يمسك بيد عبدالله فشد عبدالله يده بقوة فقام الطالب لكي يأخذ الجوال عنوة من عبدالله فتشابكا الأيدي فطرح الطالب عبدالله أرضاً , فضحك كل الطلاب عليه فخرج عبدالله الى مدير المدرسة لكي يخبره , فحضر مدير المدرسة و أخرج الطالب

انتهى أول درس له وكان أسوء درس , فخرج الى سيارته لكي يحضر جهاز اللابتوب لكي يوسع صدره به , فماذا رأى ؟؟ جميع زجاج سيارته مكسور وفوق ذلك جهاز اللابتوب مسروق , عندها تذكر من تسلقوا السور

لماذا التعليم أصبح هكذا !!!!!!!!!!

من السبب ؟؟؟ الطالب ؟؟؟ ام المعلم ؟؟؟ أم المدرسة ؟؟؟