[علي عزت بيجوفتش]

الحمد لله والصلاة والسلام على سيد الأولين والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأجمعين , وبعد :

قرأت مادار بين بعض الإخوة والأخوات من نقاش حول قبول الفتاة السعودية من الزواج بأجنبيي من عدمه, ورأيت الأخذ والرد بين بعض الأعضاء, ولن أفصل مادار بينهم لأن الموضوع موجود وبإمكان الجميع رؤيته, وأحب ان أطلعكم على شهادتي بشكل مختصر في عصر السرعة عدم الإطالة, حيث أني من أب سعودي وأم سورية وأفتخر وأعتز بأمي وهي تاج رأسي وحبي لها لاحدود له تعلمتُ منها الحب والإخلاص والرحمة والهدوء وحسن التعامل, أفتخر بها كثيراً وأراها نور دربي ومهجة عمري وجنة دنيتي, أعانني الله على برها وحسن الوصل معها وجلعني الله ألا أريها مكروهاً أو أبعثُ في نفسها الضيقة , ولا أخفيكم أني منذ عشر سنوات أذهب بها وبإخواني وبأختي إلى خوالي في سوريا ونمضي كالعادة شهرين أو دون ذلك أو أكثر, وقد أهلني ذلك المكوث في سوريا وفي دولة الأخوال أن اطلع على العادات والتقاليد وأن أغوص في أعماق المجتمع السوري بالإضافة إلى موقف أمي من الشوام بشكلٍ عام, بل وموقف الشوام أنفسهم من أنفسهم وموقف المرأة تجاه الرجل وموقف الرجل تجاه المرأة .

أقسم بالله يا أخواني كلما شاهدت الواقع الاجتماعي والتعايش الأسري هناك أني احمد ربي أن ولدتُ بالسعودية ومن أب سعودي وأني عشت في هذه البيئة التي للأسف أن البعض عمي ولم ينظر إلى النصف الآخر من الكأس, إن المجتمع السوري والمواقف المتبادلة بين الزوجين لهي غاية من السوء من حيث المعاملة والوحشية والافتراق والحياة الكئيبة التي تلف حياتهم والمشكل التي لاتنتهي, لقد خدع البعض بطبيعة كلهم الذي يرى السوريين أنفسهم أنه ليس فيه لطف أو تميز بل ذلك اعتادوه ولكن ربما البعض خلب لبهم من السعوديين او السعوديات على طريقة مزمار الحي لايطرب, ولا أقول أخواني وأخواتي أن المجتمع على تلك الصورة بل العكس فهناك من تجد معاملته مع زوجته ومعاملة الزوجة مع زوجها من أرقى التعاملات, ولكن هناك الكثير من المشاكل التي تحيط بين الزوجين والانفصالات الكثيرة والصراعات التي وصلت لحد الخطر في الأسرة السورية من حيث الاعتداءات من قبل الرجل أو الضرب للمرأة وغير ذلك, هنا أردت أن أبين للمخدوعين بالسوريات أو المخدوعات بالسوريين الحال والوضع هناك من شخص عرف خبايا ذلك المجتمع وطبيعته وبيئته وتعاملهم فيما بينهم ولو استشهدت لكم بالمواقف والأخبار التي وقفت عليها أو رأيتها بأم عيني وسمعتها من مصادرها هناك لما انتهيت ولحمد توا ربكم على مجتمعكم .

أما تفسيري لبعض المخدوعين للأسف من شبابنا وشاباتنا هو في النقاط التالية :

1 _ المسلسلات الأجنبية وخصوصا التالية المترجمة باللهجة الشامية لها تأثير كبير ورسمت في خيالات الشاب والشابة أن ذلك المجتمع يعيش على جنات من الحنان والاحترام والرومانسية والرقة .

2 _ هناك صحيح أناس معهم شهادات ولكن الأغلبية الساحقة هي طبقة عمال وفلاحين وباعة متجولون أو بائعوا وبائعات هوى وأصحاب ملاهي ... الخ , وحينما يظن البعض أنهم كلهم حملة شهادات فهو ينظر من خلال الأطباء والمعلمين الذين يعملون هنا ( وذلك أعطى إنطباع عن انهم اناس متعلمون !! ) والحقيقة هي انهم لم يعد يصبح في سوريا حالياً دكاترة أو حاملي شهادات لأن القليل منهم سافروا إلى بلدان الخليج فأصبح لدى الخليج تصور ان الشوام كلهم حملة شهادات عليا !! .

3 _ لايشعر بحرارة النار سوى من تطأ رجله النار, لأن بعض الفتيات لم ترتبط ولم تسمع أن بنت تعرفها تزوجت أجنبي فقد ظنت أن جنة الدنيا من حياة محترمة يحوطها الاحترام والرقي وحسن التعامل وصفات التقدير والرومانسية في ذلك الأجنبي, وأجزم أنها لو أخذت ذلك الأجنبي لا أدركت كم هي خاطئة في وهمها, لأنها ستدخل معه معترك الحياة وجديتها وواقعيتها وسيتبين القبيح من الحسن .


4 _ البعض يحكم من خلال العائلات السورية الموجودة لدينا من خلال جيرانه أو صديقه السوري أو صديقتها, والحقيقة أن ماترونه من تعامل قد يكون راقي هو أمر حتمي لابد منه فهم في بلد الغربة وليس لهم سوى بعضهم ولكن صدقوني لو عاشوا في سوريا لرأيتم العجب العجاب في التعامل فيما بينهم ولطغت المشاكل ( بالرغم من أني اعرف عائلات سورية وغير سورية في بريدة لو دخلت بيوتهم لحمدت ربك على العافية من أثر المشاكل لديهم , وأذكر قبل خمسة عشر سنة ذهبت مع امي لاحدى العائلات السورية القاطنات هنا وخرجتُ ممسكاً بعباءة أمي من هول الألفاظ التي يطلقها الزوج السوري على زوجته فلم يترك شاردة ولا واردة من ألفاظ سيئة وقبيحة وشتمة نابية إلا وقالها دون مراعاة أو خجل من أمي !! ) , هذا فضلاً عن بعض المواقف التي لاتتطلب ذكرها هنا .

5 _ البعض له موقف سلبي أو حادثة خاصة أو تجربة شخصية وقعت له فصب جام غضبه على المجتمع السعودي والحياة الزوجية , والحقيقة أن من يدخل كثير من الأسر يدرك معاني الحياة الزوجية الحقة بينهم .



ختاماً, أقول لايعني كلامي ذلك أن اطهر الشاب السعودي أو أؤكد أن تعامله هو الأرقى أو هو القائم حقيقة بمسؤولياته الزوجية والأسرية ولا أقول أنه الأكثر رومانسية ولستُ يشهد الله اني مدافعاً عنه, ويشهد الله أني أكثر الناس انتقاداً لواقع الزيجات من الشباب السعودي وخائفٌ أشد الخوف على مستقبل العلاقة الأسرية بين الشباب وبين الفتاة حيث أصبح الرجل عديم المسؤولية ولايعي واجبات ومتطلبات الزواج والارتباط لكني أردتُ من موضوعي أن أقول كلمة الحق وأن أنبه الغافل و أوضح للمخدوع وأصحح للمخطئ وأعطي الانطباع الحقيقي وأضع الصورة أمام الجميع ليحيى من حي على بينة ويهلك من يهلك على بينة ( إن صح هذا التعبير ) .

اللهم زوجني سعودية وأبعدني عن الأجنبية مهما كان جنسها او عرقها, لأني أعرف ماذا يعني أن تتزوج أجنبية وماهي المشاكل والآثار المترتبة على ذلك حالياً ومستقبلاً وعلى صعيد أبنائي , فما بالكم لو كانت الزوجة سعودية والزوج أجنبي, لاشك أن المصيبة ستكون مضاعفة.


إن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , وإن كان من صواب فمن الله .