|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2001
البلد: السرداب
المشاركات: 1,487
|
الأزواج في غـــرفة الــولادة.. نعم أم لا..؟ ولماذا ؟
قبل أن أطرح الموضوع كنت قد سمعت قبل سنوات أن أحد الشباب طلب أن يجلس عند زوجته أثناء ولادتها ليشاهد زوجته وهي تنجب له أول مولود رفضت القابلة والأهل ذلك .. ولكن لإلحاحه الشديد وافقوا على مضض جلس الشاب ينظر إلى زوجته وما هي إلا لحظات وبدأ الطفل يخرج شيئاً فشيئاً طار شعر الزوج وهاله ما رأى واستنكر ................. خرج من عند زوجته ومن الغد رمى بورقة الطلاق !!!!!!!!!!!!! هذه قصة سمعتها ولا أدري عن صحتها وقد قرأت في صحيفة الجزيرة هذا المقال لــ أ. د. عزت عبدالعظيم أستاذ واستشاري الطب النفسي بالرياض فأحببت أن يطلع عليه الأخوة ويعطوا رأيهم في الأمر سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. قرأت المقال المنشور بجريدة الجزيرة في العدد 13350 يوم الجمعة 21-4- 1430هـ لكاتبه الأستاذ سلمان بن محمد العُمري وعنوان: (رجال في غرف الولادة) والذي استعرض فيه موضوعاً في غالية الأهمية وسجل رصداً لظاهرة وتوجهات اجتماعية جديدة بدأت في الانتشار بين الأزواج في هذه الفترة وهي تواجد الأزواج مع زوجاتهم داخل غرفة الولادة، ونشكر للكاتب العُمري هذا التطرق المهم وما قدمه من تقييم موضوعي ونقد هادف وبناء لهذه الظاهرة وما يصاحبها من ملابسات وتأثيرات على الأسرة سواء كانت إيجابية أو سلبية. كما أنني أود أن أضيف بعض الإيضاحات والآراء بصفتي المهنية أولاً كطبيب نفسي ثم بصفتي الاجتماعية والإنسانية لأهل مجتمعنا الشرقي المسلم والتي أتمنى أن تكون ذات فائدة للجميع. بداية يجب أن نعترف بأن تواجد الأزواج مع زوجاتهم داخل غرفة الولادة هو أحد التوجهات الحديثة في المجتمعات الغربية بالذات والتي زادت كثيراً في العقود الأخيرة حتى أن النسبة قد تصل إلى 90% في الغرب، وأجريت دراسات نفسية مستفيضة على ذلك وهم يشجعون ذلك هناك لما له من آثار إيجابية على الزوجة والمولود فيما بعد، ولأن العالم أصبح قرية صغيرة ويمكن لأي إنسان معرفة أي شيء من خلال الإنترنت حيث بدأت هذه الظاهرة في الانتشار في باقي المجتمعات الأخرى حتى الصين الآن وكثرت الدراسات والأبحاث على تأثير هذا التواجد للزوج مع زوجته أثناء الولادة في غرفة العمليات والذي قد يساعد الزوجة على تحمل الألم وإعطائها دفعة معنوية لمواصلة عملية الولادة بقوة مع شعور الزوج بمدى معاناة الزوجة أثناء الوضع، وبالتالي زيادة الترابط بينهما واهتمام الزوج بالمولود فيما بعد واستقرار الأسرة وترابطهما لكن قد يؤثر فعلاً في بعض الأحيان على العلاقة الزوجية الخاصة بينها وقد يؤدي للنفور من الزوجة وربما الطلاق في أحيان أخرى. وبالطبع أن لكل مجتمع عاداته وتعاليمه ومدى الترابط الأسري في مجتمعاتنا الشرقية الإسلامية وبالذات ولأن المجتمع الغربي أصبح مادياً ويعاني من التفكك الأسري والانعزالية وعدم التراحم وكذلك الصداقات بدون زواج أو حتى زواج غير مكتمل لديهم هذا قد يجعل احتياج الزوج لزوجها أكثر من مجتمعنا الشرقي لأن هناك ليس لأحد الزوجين سوى الآخر فلا يوجد أثر لأسر الأزواج وترابطهم ومساعدتهم للزوجين حتى في الولادة، ولذا فليس للزوجة أي أحد سوى الزوج الذي يجب أن يقف بجوارها وكذلك بعض الأزواج هناك ليس لديه عمل وقد تكون الزوجة هي العائل للأسرة والزوج هذا الذي سيقوم بتربية الطفل فيما بعد. ومن هنا يجب أن نفهم أنه ليس كل ما يفعله الغرب من توجهات هو الأفضل وهو ما يناسبنا نحن في مجتمعاتنا الشرقية لكن على أي حال فإن تواجد الزوج مع الزوجة أثناء الولادة مهم بالطبع ويجب أن يكون بجوارها باستمرار حتى تشعر بحبه واهتمامه ليس بها فقط لكن أيضاً بالأبناء حتى منذ لحظة الولادة وهذا الدعم النفسي الذي يقدمه الزوج هام جداً من الناحية النفسية والاجتماعية لكن من الأفضل الوقوف عند الخط الأحمر وهو دخول غرفة العمليات واستمرار تواجد الزوج طيلة الولادة حتى خروج الطفل للحياة لأنه بالفعل قد يؤدي لإرباك أطباء الولادة والتخدير وربما يزيد حالة القلق والانفعال والخوف لدى الزوجة لأن البنت الشرقية ليست بالجرأة والصمود والذي تتسم به المرأة في المجتمعات الغربية وطالما أن هناك من أهل من يدعم الزوجة في الولادة ويساعدها في ذلك فإن تواجد الزوج بالقرب منهم أمر مهم لكن ليس بالضرورة التواجد اللصيق حتى في أحرج اللحظات داخل غرفة الولادة وإن كان ولابد فيمكنه الانتظار خارج غرفة الولادة لاستقبال زوجته والمولود ريثما ينتهي كل شيء ويمكنه التواجد بجانبه بعد ذلك مباشرة وللمدة التي يريدها. خلاصة القول يمكننا القول أننا مع وجود الزوج أثناء الولادة لكن من الأفضل عدم الدخول لغرفة الولادة إلا في البداية لطمأنة الزوجة ثم الانتظار بالخارج حتى تتم الولادة كما أنه ليس المهم أن يتواجد الزوج أثناء الولادة ثم بعد ذلك لا يهتم بالزوجة الأطفال وترك المولود للخادمة لتربيته وينشغل هو بأموره الشخصية فالترابط الأسري مهم ومتصل منذ الولادة وما بعدها وربما تكون بداية الترابط الأسري قد بدأت الآن والتي نتمنى أن تستمر وتدوم حتى نربي أجيال سوية تخدم الوطن وترفع شأن الأمة.. وتقبلوا تحياتي. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|