|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2002
البلد: ................
المشاركات: 1,353
|
( إبـكــوا مـعـي ) قـصة حصلت معـي .
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت في رحلة مع المركز الصيفي هذا العام . وكنا خارجين في أحد الاستراحات القريبة . و بينما كنت أتجول بين الطلاب ولا أسمع إلا ضحكاً و تعليقاً و مزحاً فيما بينهم . إلا أنه لفت إنتباهي ذلك الشخص الذي جالس لوحده ليس معه أحد من أصدقائه فأحسست أن في الأمر شيء . فذهبت إليه و سلمت عليه . و قلت له ما بك يا أخي؟. قال: ليس فيّ شيء . قلت له : ما اسمك ؟ قال : زياد عبد الحميد . كان صوته ضعيفاً . قلت : المحيميد . قال : بل زياد عبدالحميد . قلت : و النعم فيك يا أخي . أحس زياد أنني صادق معه ففتح لي قلبه . و قال : لم أعرفك . قلت : أبا عبد الله . قال : يا أبا عبد الله ، لم الناس والشباب خاصة هكذا ؟ قلت : من أي شي يا زياد . قال : مجرد ما يعرفون أن إسمي ينتهي بـ عبد الحميد يذهبون و يتركونني . كان يقولها بحرارة و بحزن شديد حتى كادت الدمعه تسقط من خده الكريم . ثم قال : مجرد ما اقول لهم أن إسمي زياد عبدالحميد يقولون لي : ما إسم عائلتك ، ثم إذا عرفوا أن ليس لي عائلة تركوني و كأنني فاعل جريمة و صرت منبوذاً بين الناس . وأول سؤالهم ما أصلك ؟ أنا لا أكذب . هل تريدني أن أكذب يا أبا عبد الله و أقول من العائلة الفلانية حتى يكلمونني و أدخل في حياتهم . أنا عندي ثقافة و عندي طموح كبيرولكن الناس و هذا المجتمع لا يراني لأنني لست من عائلة. أنا لا أتكلم إلا مع الأجانب لأنهم يفهمونني أكثر . أنا رجل اجتماعي لكن الناس لا يرحمون . ما ذنبي أنا ؟ هل أنا الذي خلقت نفسي ؟ و هل أنا الذي أريد هذا الشيء ؟ كانت كلماته لها وقعها كالسهم في قلبي . لم يعطني فرصة بأن أتكلم . و بأن أرفع من معنوياته على أقل تقدير . كان مشحوناً جدا و أطلقها لي كالقنبلة . ثم قال : كيف تريدني أن أعيش ؟ ما ذنبي و ما ذا تريدني أن أفعل ؟ حقيقة لم أتوقع ما كان يقوله و بصراحته هذه المتناهية كان مرتاحاً لي وأعطاني كل ما يحمله من هموم وكان الحزن والأسى واضحاً على و جهه . فتركته حتى انتهى لأنني أريد أن يُخرِج كل ما في قلبه و لما انتهى و كان الموقف رهيب جداً . قلت له ما اسم ولدك ؟ قال : حسان . قلت : يا أبا حسان والله ثم والله أن معزتك في قلبي لا تفرق مع أي شخص آخر في المركز . و قلت له : بالعكس يا أخي الذين أمثالك ليس عيبا أن لا يكون لديه أب ولا أم ولا حتى أصل فأنت ليس لك ذنب في هذا . فأخلاقك هي التي تثبت شخصيتك و أنت نعم الأخلاق . و بدأت أكلمه من هذا الكلام الذي يرفع من معنوياته و يشحذ به همته . فكأنه إرتاح من كلامي . وقال : أنا أعلم أن هناك شباباً ونعم الشباب هم يعاملوننا كإخوانهم وأهليهم و لكن الغالب لا يرانا شيئاً وللأسف . فرأيت أنه يحب الثقافة و يميل إليها فضميته إلى الإشراف الثقافي .. ففرح بذلك . و قال : سوف ترى الإبداعات يا أبا عبد الله . ثم قال: أرجوك أن تزورنا في دار التربية فهناك طاقات و إبداعات أفضل من المراكز الصيفية . أرجووووووووووووووك لا تنسانا أرجوووووووووووووووووك . هذه قصة واحدة التي حصلت معي و غيرها الكثير من القصص التي لا نعرفها ويشيب منها الطفل . نعم يا إخواني ، تخيل أنك في موقفه ؟! . ولدت من غير أب و لا أم و لا إخوان ولا أعمام و لا أخوال و لا من عائلة و ليس لك أصل البتة . كيف سيكون شعورك ؟! و كيف تكون نفسيتك ؟! و الله ثم و الله أننا مقصرون مع إخواننا الأيتام و إخواننا الذين في دور التربية . هل منا أحد ذهب إليهم و زارهم فوالله أنهم يفرحون أشد الفرح لمجيئنا . لماذا نحن قساة لهذا الحد . الناس لا يرحمون . هل من واحد منا يرأف بهم و يذهب إليهم . ما ذنبهم إذا كانوا ليسوا من عائلة و ليسوا معروفين . ما أقسانا .. ما أقسانا .. والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته ا ل ش ا م خ
__________________
إهداء من الأخ الغالي والعزيز : عاشق بريدة ![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|