[المودع]

[c]
كتب نا صح الأمين لأهل بربدة يسمى (قلم المنتدى ) في الساحات نصحية لأهل
بريدة خاصة وللمسلمين عامه قال فيها:

(الحمد لله رب العالمين ,,, والصلاة والسلام على رحمة الله للعالمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد

يقول الله تعالى ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم ) رواه البخاري

لا يخفى عليكم أيها الأخوة ( وخصوصاً أهل نجد ) ما مر على نجد منذ سنوات ليست بعيدة جداً

سنوات كابد فيها أهل نجد مرارة الحياة وقسوتها , بلغت حد المجاعة

ومن ذلك , مجاعة عصفت بأهل بريدة , حتى بلغ الجوع من الناس مبلغاً عظيماً

هذه الصورة اختلفت الآن وتغير حال أهل بريدة بعد أن من الله عليهم وأعطاعهم ما لم يعط أجدادهم , ليس لأنهم خير منهم , ولكن هو الابتلاء من الله ,, فإما شكر ,, وإما كفر ( والعياذ بالله )

فالأولون ابتلوا بالجوع ( وغيره ) فصبروا , ولم يثنهم ذلك عن التمسك بدينهم والتضرع لربهم

أما بريدة اليوم فهي تمتلىء بتشى صنوف الطعام ( شأنها شأن قريناتها من مدن المملكة )

فالمطاعم تنتشر في كل زاوية من شوارع بريدة

هذا يبيع الرز باللحم والدجاج المندي

وذاك يبيع دجاج الكنتاكي الأمريكي

وذاك يخبز البيتزا الإيطالية

وذاك يرقق الفطائر التركية

والجردة ( اسم سوق الخضار هناك ) عامرة بفضل الله بصنوف التمور والخضار التي تميزت بها القصيم , والفواكه تجبى لها من شرق الأرض وغربها هذا فوق ما تنتجه أرضها

وهذا بلا شك فضل من الله , ونعمة حقها شكر الله تعالى

والحق أقول أن أهل بريدة تميزوا وعرفوا بالتمسك بالدين والغيرة عليه والحرص على أعمال الخير

ولكن للأسف أن الدنيا تغير النفوس

ومن ذلك ما أقامه أهل بريدة في مهرجانهم الترويحي , حيث تم إعداد وجبة طعام تكفي لإطعام أهل قرية بكاملها

ليست المشكلة في إعداد طعام يكفي الآلاف

إذ يقول الله تعالى ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ )

ولكن المشكلة أن يكون إعداد الطعام بهذه الكميات , الدافع له هو تسلية الناس والترويح عنهم في عطلتهم

وما ذاك إلا تقليداً لأمم أخرى في أمور لا نعرفها وليست من ديننا , وهي ما تسمى تسجيل وتحطيم الأرقام القباسية

مثل أكبر طبق ,, وأكبر تورتة ,, وأكبر رغيف ,, وهكذا

وكأن الله سبحانه وتعالى رزقنا هذه الأطعمة لنتسلى بها

ونكون ( لا سمح الله ) كمن قال الله فيهم ( أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ )

لذا أذكر أخواني في هذه المدينة العزيزة على قلبي بمقولة ( بالشكر تدوم النعم )

ومن شكر النعمة عدم الاستهانة بها وجعلها وسيلة للترفيه تقليداً لأمم لا تعرف شكر النعم

ولأذكرهم أن من جوع أجدادهم قادر على أن يجوعهم

يقول تعالى ( وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ )

ويقول عز من قائل ( كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ {25} وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ {26} وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ {27} كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ {28} فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ )

والله سبحانه من وراء القصد)
جزاه الله خيراَ وغفر الله له ولنا ولوالديه ووالدينا ولك ايها القارئ ووالديك
وصلى الله على نبيينا محمد[/c]