|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
Guest
تاريخ التسجيل: May 2003
المشاركات: 80
|
أدلجة فكر الخوارج المحدثين ( الإرهابيين ) أم تحليل فكر سيّد قطب ( مقال علمي رائع )
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نينا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه
ومن اهتدى بهداه وسار على نهجه إلى يوم الدين أما بعد : فقد كتب أحد الصحفيين مقالاً يطالب فيه بدراسة متخصصة لفكر الخوارج المحدثين تحت عنوان مقال أسماه ( أدلجة فكر الخوارج ) وقد رد على هذا المقال فضيلة شيخنا العلامة سعد الحصين ، وأفاد وبين – حفظه الله – أن الأمر ليس بهذا الشكل من التعقيد الذي يظنه الكاتب لكل من خبر حال الجماعات الإسلامية المنحرفة وعرف مصدر فكرها الإرهابي الذي لم يكن سوى تنفيذ عملي لفكر سيّد قطب الذي نشره في مؤلفاته ولقي الدعم والنشر الذي لم ير له مثيل بين الكتب في هذا العصر ، والدعوة المكثفة خلال العقدين الماضيين من قادة الصحوة – زعموا – من أفراخ الإخوان المسلمين في الجزيرة العربية وخارجها ؛ الذين استطاعوا نشر هذا الفكر بين الشباب حتى حصل ما حصل من فصول دامية تلظت بنارها المجتمعات الإسلامية في كافة بقاع الأرض . وإليك أخي القاريء رد الشيخ الحصين على المقالة التي أوردها الميمني : يظنّ عبد اللطيف الميمني أن ما يسميّه (مرحلة الأدلجة) في فكر الخوارج المُحدَثين يحتاج إلى دراسة متخصصّة ومتعمّقة حول مصادرها الفكريّة والتنظيميّة . ولا أرى الأمر من الغموض بحيث يستحقّ هذا التّعقيدّ المقلِّلد للشكل الغربي ، فقد بينّه بما لا يحتمل الشك ولا العناء قائد هذا الفكر ( أيمن الظواهري ) فيما نشرته جريدة الشرق الأوسط في عددها 8407 بتاريخ 19/9/1422هـ من مذكراته : ( إنّ سيد قطب هو الذي وضع دستور ] التكفيريين الجهاديين [ في كتابه الديناميت : معالم في الطريق ، وأنّ فكر سيّد ] وحده [ هو مصدر الإحياء الأصولي ، وأن كتابه : العدالة الاجتماعية في الإسلام يعدّ أهمّ إنتاج عقلي وفكري للتيارات الأصوليّة ، وأن فكر سيّد كان شرارة البدء في إشعال الثورة ] التي وصفها بالإسلامية [ ضد ] من سماهم [ أعداء الإسلام في الداخل والخارج والتي ما زالت فصولها الدّامية تتجدّد يوماً بعد يوم ) . ومن يقرأ كتاب ( العدالة الاجتماعية طبع عام 1949 ) وكتاب ( معركة الإسلام والرأسمالية طبع عام 1950 ) لسيد قطب – تجاوز الله عنا وعنه – يعرف صلته بالثّوار في بداية عهد الثورة المصرية عام 1952م يرى بوضوح أن فكرة الثورة الاشتراكية مقتبس منهما ، ثم انقلب السحر على الساحر فسعى سيّد إلى اغتيال رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وعدد من الولاة وتفجير محطة الكهرباء وبعض المنشآت دفاعاً عن حزب الإخوان المسلمين ، فحاكمه الثوار وأعدموه بسبب ذلك كما أكد سيّد كلّ ذلك في بيان الدّفاع عن نفسه أثناء محاكمته ونشره أنصاره في جريدة (المسلمون) ابتداء من عددها الثاني من وثيقة بخط يده ، ثم طبعه أنصاره في الشركة السعودية للأبحاث والتسويق ضمن سلسلة كِتاب الشرق الأوسط بعنوان : لماذا أعدموني ( أنظر ص 50 – 65 ) . وقد حَكَم سيّد قطب – تجاوز الله عنا وعنه – على سياسة الحكم والمال في القرون المفضّلة وما بعدها ( بالخروج من دائرة الإسلام ، بسبب الثراء الذي بدأ بداية صفيره في عهد عمر بن الخطاب ثم فشا فشّواً ذريعاً في عهد عثمان بن عفّان - رضي الله عنهما - بما أباحه عثمان من شراء الأَرضيْن في الأقاليم ] لم يبيّن سيد من حرم ذلك [ ، حتى خرجت سياسة الحُكم نهائيّاً من دائرة الإسلام في عهد المنصور العبّاسي ) العدالة ص 168-175 دار الشروق عام 1415 – بعد تعديلها وموته بعشرات السنين . وقال سيّد في ( معركة الإسلام والرأسمالية ) ص 8 دار الشروق عام 1414 الطبعة 13 : ( إن أرضنا تَمْلِك أن تنتج أضعاف ما تنتج ، ولكنّها محتكرة في أيد قليلة لا تستغلها استغلالاً كاملاً ولا تدعها لمن لا يملكون شيئاً .. دع هذه الأرض تخرج من هذا الاحتكار و تتداوله الأيدي المتعطلة .. حينئذ تتبدل الحال غير الحال .. دع مقاليد الحكم للشعب حقّاً ؛ حينئذ سيجد الشعب في خزائنه من حصيلة الضّريبة العادلة ما يُصلح به الأراضي البور في فترة معقولة من الزَّمان ) ، ومن الضّريبة العادلة عنده ( أن تأخذ الدولة نسبة من الربح أو من رأس المال ) ص 123 . وأباح سيّد للدولة – خلافاً لشرع الله – أن ( تَنْتَزع الملكيّات والثّروات جميعاً وتُعيد توزيعها على أساس جديد ، ولو كانت هذه الملكيّات قد قامت على أسس شرعيّة ونمت بوسائل شرعيّة ) المعركة ص 44 . وكان لسيد ما أراد ونَفَّذ قادة الثورة الذين كان يعمل معهم أكثر من اثنتي عشرة ساعة يوميّاً .. وكان مقرباَ منهم وموضع ثقتهم ورشحوه لبعض المناصب الكبيرة الهامة وتشاوروا معه على المفتوح في الأحوال الجاري إذ ذاك مثل : مسائل العمّال والحركات الشيوعيّة التخريبيّة بينهم ،بل مثل : مسألة الانتقال ومدّتها والدستور الذي يصدر فيها ، واستغرق في العمل مع رجال الثورة حتى فبراير 1953 عندما بدأ تفكيره وتفكيرهم يفترق حول هيئة التحرير ومنهج تكوينها وحول مسائل جارية في ذلك الحين، وانظم إلى جماعة الإخوان المسلمين في العام نفسه 1953 . ( ص 12 -15 لماذا أعدموني ) . نفذّ رجال الثورة فِكْرَهُ في الحكم للشعب وبالشعب وفي توزيع المال واستولوا على الأراضي الزّراعية ووزعوها على من لا يملكها ونفّذت قوانين التأميم التي كان سيّد يحلم بتحقيقها الإصلاح في فترة معقولة . ولكن ما تم تحقيقه في فترة معقولة كان تأميم الفقر نتيجة لمضّادة الفكر ومصادمته لشرع الله ، ولسوء الإدارة ، ونَقَص المال في الأيدي وقلَّتْْْ البضائع في الأسواق ، وزادت الحاجة إلى استيراد الطّعام فضلاً عن غيره من البلاد ( الرّأسمالية والشيوعيّة ) . وكانت الثورة من أهم أسباب الإصلاح في فكر سيّد ( وبخاصة على نظام الحكم والمال الشرعي ) فقد مجد الثورة الخارجية على أمير المؤمنين – ولي الله ورسوله المبشر بالجنة – الخليفة الرّاشد المهدي عثمان – رضي الله عنه – ووصفها بأنها ( كانت فورة من روح الشباب ) ومجد الثوار عليه ووصفهم بأنهم (الذين أُشْرِبَتْ نفوسهم روح الدّين إنكاراً وتأثّماً) العدالة ص 161 . ومن أجل سياسة الحكم والمال أخرج سيّد عهد عثمان – رضي الله عنه – من الخلافة الراشدة خلافاً لإجماع أهل السّنّة والجماعة ( العدالة ص 172 قبل التعديل وبعده ) . ومن أجل تلقي النظام والقيم والموازين والعادات والتقاليد من البشر كفّر سيّد المجتمعات التي تزعم أنها مسلمة ولو اعتقدت بألوهيّة الله وحده وقدمت له وحده الشعائر التّعبديّة (معالم في الطريق ص 101-103 دار الشروق ط 10 – 1403 ) . ومن أجل التقاليد والأعياد والعادات والأزياء حَكَم على البشرية كلّها بالردة ( بما فيها أولئك الذين يردّدون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله ) في ظلال القرآن ص 1057 – دار الشروق . ورسم سيّد – عفا الله عنا وعنه – الطريق للخوارج المُحدثين والإرهابيين والتّكفيريين ص2122 : (بالانفصال عقيديّاً وشعوريّاً ومنهج حياة عن أهل الجاهلية من قومهم حتى يأذن الله بقيام دار إسلام يعتصمون بها ، وأن يشعروا شعوراً كاملاً بأنهم هم الأمة الإسلامية وأنّ من حولهم أهل الجاهليّة .. وأنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التّعامل فيه شريعة الله والفقه الإسلامي ) ، وإذا كان هذا آخر فكره فهو لا يختلف عن أوّله فقد حكم في العدالة الاجتماعية ص 185 قبل الثورة المصرية ببضع سنين بأنّ ( وجود الإسلام ذاته قد توقف ) وأكدّ ص 216 توقّف وجود الإسلام (وأن هؤلاء الذين يدَّعون الإسلام ويتسمّون بأسماء المسلمين ليسوا بمسلمين ، وأن من يرى أنهم مسلمون فهو يسير وراء سراب كاذب تلوح فيه عمائم تُحرِّف الكَلِم عن مواضعه وتشتري بآيات الله ثمناً قليلاً وترفع راية الإسلام على مساجد الضّرار ) . وكما شهد أتباع فكره وشهدَتْ به معظم كتبه – أولها وآخرها وبخاصة ما وصف منها زوراً بالإسلاميّة – له بالإمامة في التكفير والتّفجير والخروج على الشرع والحُكم والسّنّة والإجماع (راجع فكر سيّد قطب بين رأيين من منشورات دار السنة بالبر عام 1422) ؛ فإن كتبه – أولها وآخرها – تشهد له بالإمامة في الجرأة على القول على الله ( ودينه والفقه والفقهاء فيه ) بغير علم في هذا الزمان ، فشمر الصحفيون والمفكرون والشعراء والممثلون والأطباء وغيرهم من المهنيين الدّنيويّين يحذون حذوه في الجرأة على الدّين والأمّة والولاية : أحل سيد قطب – تجاوز الله عنه – ما حرّم الله من التشريع بغير إذنه ، وأخذ أموال النّاس بالباطل لتوزيعها بين من لا يملكها – كما تقدم من معركة الاسلام بن الإسلام والرأس مالية ص 44 – وحرم ما أحل الله من الضّرب في الأرض وشراء الدّور والضّياع في الأقاليم – كما تقدم عن العدالة الاجتماعية في الإسلام ص 173 – ولمزعدداً من فقهاء الصحابة بذلك بينهم ستة من أولياء الله المشهود لهم بالجنة – ص175- بل أخرج الحكام المسلمين بعدهم – بذلك (من كل حدود الإسلام في المال ) ص 168 . وعد ورثة الحكم (طعنة في قلب الإسلام ونظامه واتجاهه) – ص 155 . وانتقد التفسير عند أئمة التفسير منذ نزول القرآن إذ ( طمِسَتْ كلّ معالم الجمال فيه وخلا من التّشويق واللّذة ، حتى عاد سيّد ليجد قرآنه الجميل الحبيب بعد أن هجرَ كتب التفسير القديمة والحديثة ) التّصور الفنّي في القرآن الذي تذّوقه العرب فقالوا : {إن هذا إلاّ سحر يؤثر} ص 18 . وأخيراً سخر من هيئة كبار العلماء في مصر لاستنكارهم- في بيان قدموه لرئيس الحكومة - : (الاستهانة بأوامر الدّين ونواهيه ، والإباحية والتّحَلُّل ، ونوادي القمار والسّباق والمراهنات ، ومسَابقات الجَمَال وشواطئ العري ) ، قال سيد : (وي ! وي ! هكذا أيها العلماء الأجلاء .. ولكن ، وقد قُدِّر لشفاهكم الكريمة أن تنفرج عن كلام في المجتمع ، أفما كانت هناك كلمة واحدة تقال عن المظالم الاجتماعية وعن رأي الإسلام في الحكم ورأيه في المال ورأيه في الفوارق الاجتماعيّة التي لا تطاق ) معركة الإسلام والرأسمالية ص 15 ، وفي المقابل وجد ( إيماضة الحقيقة) في بيتين من النظم الهابط مبنى ومعنى : ( أخي قل لي ولا تخجل**** بماذا قد ترقيتا وما أنت بذي جــاه **** وعمرك ما تزوجتا ) ص 16 لينكر على هيئة كبار العلماء ما لم ينكره على نفسه ولا على حزبه من عدم استنكار الشرك الأكبر بالمقامات والمشاهد والأضرحة والمزارات التي كانت أوّل ما أنكره رسل الله جميعهم منذ نوح – عليهم السلام – بأمر الله ، وكان أكبَرُهَمِّ سيّد وحزبه : سياسة الحكم والمال والثورة من أجلهما : (الآن ينبغي أن تتولى الجماهير الكادحة المحرومة المغبونة قضيّتها بيدها .. ينبغي أن تفكر في وسائل الخلاص .. وتختار . إن أحداً لن يقدم لهذه الجماهير عوناً إلا أنفسها ، فعليها أن تُعنَى بأمرها ولا تتطلع إلى معونة أخرى ) معركة الإسلام والرأسمالية ص 113 ط 13 عام 1414- دار الشروق . واستجابت الجماهير لهذا النّداء المنشور قبل الثورة المصرّية ببضع سنوات ... فماذا كانت النتيجة في كلّ شعب أجاب النّداء في مختلف البلاد المسلمة من الجانب الدّيني أو الدنّيوي ؟ وهل بعد هذا البيان حاجة إلى (دراسة متخصصة ومتعمقة للبحث عن جذور الفكر الخارجي المُحدث) ؟ وقى الله الإسلام والمسلمين شرّ هذا الفكر وشرّ المخدوعين به وتجاوز عن الجميع وردّهم إلى دينه ردّاً جميلا . وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه . |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|