.: [ محطات إيمانية .. لا بد من الوقوف عندها ] :.
.
.
الحمد لله الذي له المحامد كلها .. حمدا كريما يليق بقيوميته وآلاءه على نعم لا نحصي لها عدا .. وحمدا لا نستطيع له جمعا ولا مُدا .. هو سبحانه المبتدى بالنعم قبل استحقاقها .. تسبح له السماوات وأفلاكها .. والأرض وجبالها .. والبحار وحيتانها ..
وصلى الله وسلم على النور المطهر .. صاحب الحوض المورود واللواء المعقود .. صلى عليه الإله ما قلم جرى .. أو لاح نجم في الأباطح أو حراء ..
أما بعد :-
يا نشئ الأمل ..
ويا نجما سطع في أفق الإستقامة ..
لله أنت !!
خصك الله بأن كنت أحد الطلاب لحفظ كتابه .. وهذه هي النعمة التي تغبط عليها وحرم منها كبار وصغار .. بعضهم تاه الطريق .. ويسير في جنح الظلام من ظلمات إلى ظلمات .. هم كالخفافيش لا يدرون إلى أي جهة ييمون وجوههم .. وأنت أينما تولي { فثم وجه الله } ..
مع معمعة هذا الزمان قد يحتاج البعض إلى محطات إيمانية يزيد من رصيد الجانب الإيماني في نفسه .. بحيث يسلكها لتكون مساعدة له على الثبات حتى الممات على هذا الطريق المليء بالفتن والأشواك .. ومن تلك الوقفات :-
١) شاب نشأ في طاعة الله:-
ما أجمل ذلك الشاب الذي يكون الله له أنيسا في خلواته وجلواته .. وحركاته وسكناته .. فتجده لله مطيعا مبعدا عن الحرام إن وجده ولا يبحث عنه .. مقتربا إلى الله بفعل طاعته .. تجده دائما قريبا إلى الله .. فالصلاة لا يضيعها .. والسنة لا يتركها .. والمباح لا يستغرق فيه .. المسجد بيته .. والسوق عدوه .. فهو من الله وإلى الله ..
٢) إن الذي خلق الظلام يراني ..؟؟!
في ظلمة الليل يخلو المرء بنفسه وقد تراوده نفسه الأمارة بالسوء بفعل المعصية فيستسلم البعض وينسى { وهو الله في السماوات والأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون } فيستخف البعض بعظمة الله وقوته ويختار طريق الشيطان فيغرق في لجج المعاصي و كأن الله من فوق سبع سماوات لا يراه .. وياليته استبدل اللذة الفانية بالجنة الباقية واستشعر أن من ضمن الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله - جعلنا الله منهم - { ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه } .. وهذا في الخلوة ..
وكما قال ابن القيم . رحمه الله - (( ذنوب الخلوات أصل الإنتكاسات ، وعبادة الخلوات أصل الثبات )) ..
٣) أي الطريقين تريد ..؟؟!
لابد في النهاية من إحدى طريقين لا ثالث لهما .. إما جنات ونهر .. أو ظلال وسعر ..
فالأول طريق محمد صلى الله عليه وسلم .. فمع أن قومه طاردوه ما زال يقول { من يحميني حتى أبلغ رسالة ربي } .. وفي هذا الطريق ألقي سيدنا إبراهيم في النار وعندما أتاه جبريل ليساعده قال لجبريل { أما منك فلا وأما من الله فنعم ..}
وهكذا طريق الأنبياء مليء بالصعوبات ولكن النتيجة .. جنة عرضها الأرض والسماوات ..
أما الطريق الأخر ففيه أخرج إبليس من الجنة
وفيه قال فرعون { أنا ربكم الأعلى } فقال الله عنه { فنبذناه وجنوده فأغرقناهم في اليم }وفيه قال قارون عندما أوتي المال قال { إنما أوتيته على علم عندي } فقال الله عنه { فخسفنا به وبداره الأرض } ..
فاعلم أن طريق السعادة أوله مر ولكن عاقبته حلاوة وسعادة ..
وكتبه أخوكم المعتز بدينه مغرب الجمعة 7:35 م
.
.
.
![Smilie](images/smilies/smile.gif)
__________________
![](http://www13.0zz0.com/2010/06/09/22/935206641.png)
اقتباس من توقيع أبو رازان
|