[ولد الد يرة]

هنيئا لكم هذه المنزلة التي يغبطكم عليها المجتمع ... وحرم منها كثيرا من الناس , كيف لا ..... وأنتم تعيشون مع أعظم وأجل كلام ألا وهو كلام
ربنا , وتقرؤون القران , فأنتم في سعادة وانشراح صدر يفقدها كثيرا من الناس , فالقران يشرح الصدر وينوره , ويسعد صاحبه في الدارين .


أريد منكم عند قراءة هذه الوقفات أمرين :ـ
الأول \ نزع العاطفة والنزول للواقع واجعل أمامك ( قل الحق ولو على نفسك ) .
الثاني \ أن هذه الوقفات اجتهاد فتحمل الخطأ والصواب , ويسعدنا الرد بوضوح من غير انفعال .


الوقفة الأولى: : أنتم القد وات

يا مدرسي الحلق أنتم قدوة لمن حولكم من الطلبة .
فالكلام الذي يصدر منك يجب أن تنقيه والعمل الذي تقوم بهي يجب أن تأخذ له الحساب , فرب كلام أو عمل يهدم جميع ما بني , ويجعل من حولك
تنقلب نظرته الايجابية إلى سلبية .

ولم تقتصر القدوة للطلبة فقط بل انتم قدوة للمجتمع ككل .
وأحب أن أضع لكم صورتنا من الصور التي ينظر لكم المجتمع بنظرة سلبية , فنأمل ملاحظة ذلك :ـ

الصورة الأولى

حينما نشاهد أحد أئمة المساجد أو مؤذنيه وهو أحد معلمي الحلق , نجد أنه شبه يومي يتخلف عن مسجده وقتا أو وقتين ، وفي نهاية الأسبوع
حدث ولا حرج , فالطلعة والتنزه تكون آخر الأسبوع بل العجب من هذا أن مكان التنزه قريبا جدا من المدينة , وكيف لا يحضر !!

والإجازة على الأبواب فوداعا لصلاة المغرب والعشاء لماذا ؟؟؟؟
لأن الأئمة والمؤذنين يلتحقون بالنوادي الصيفية وينشغلون مع طلابهم بالنادي ويهملوا المساجد .
أم كيف تفسر من يقوم بصيام الخميس ويتناولون الإفطار بالبر أو أحد الاستراحات , وجماعة المسجد تجلس ما يقارب ثلث الساعة بعد الأذان تنتظر الإمام .
لا أحد ينكر فضل الصيام . لكن هل السنة تقدم على الوجوب ؟؟

فالأمانة التي حملتها أمرها عظيم فلا تتساهل فيها .
وأدرك تمام الإدراك أن الناس لا ترحم , فلا تكن سببا لحديث المجالس , ولا تكن سببا لعزوف بعض المجتمع عن النظرة الايجابية للحلق .

لا ينكر جهودكم أحد ولا يكاد يطيق سهركم وتعبكم على أبنائكم أي فرد .

يا إمام المسجد هل تجتهد مع جماعتك مثل اجتهادك مع أبناءك ؟

إمام المسجد أنت البنية الأساسية في كل حي فإذا كانت البنية على هذا الشكل فهل نأمل بالبناء ؟؟؟؟؟

يا إمام المسجد إن كنت لا تستطيع الجمع بين المسجد والحلقة فافتح المجال لغيرك !!!!!!

ربما يقول قارئ لقد قسوت , لكن هذا الواقع والمشاهد .

الصورة الثانية

أقولها وأنا أتضجر من الألم ,إننا حينما نجلس مع بعض الآباء نجد أنه يشتكي من أحد أبناءه من سوء تعامله معه , ومن البعد والانصراف عنه , وهو في أمس الحاجة له .
هل هذا الابن يقضي جل وقته بالاستراحات ؟؟
أم أنه ممن يطوف الطرقات لإيضاع الأوقات ؟؟
لا والله بل أنه ممن يضرب له المثل بالحلقات , وفي تنشئة الشباب على الطاعات !!
فأقول لهؤلاء ليس أنتم من تعلمون فضل وعظم منزلة الوالدين !!
ولا يجهلنا أن من أسس تربية أبناءكم التنشئة على عظم بر الوالدين .
إلى مربي الأجيال اجلس يوم من الأيام مع نفسك , وانظر واقعك مع والديك , وكن قدوتك لأبنائك ببر والديك .
إنه حينما يطلب أحد والديك منك أمرا وأنت وسط طلابك قم واعتذر منهم وأخبرهم بذلك , فستجد نتيجة لذلك أعظم من دروس تلقى على مسامعهم ....
وحينما يكون عندكم لقاء أو اجتماع واعتذر أحد أبنائكم بسبب أحد والديه أقبل هذا بصدر رحب ولا تلمح له ببعض التضجر والانزعاج , بل شجعه
على هذا , ولو تكرر منه ......

لا أريد الإطالة , واكرر أن هذا ليس من القسوة عليكم بل هذا مشاهد ومرئي .
وأسال الله أن يبارك في جهودكم ويكتب خطواتكم ولا يحرمكم الأجر والمثوبة .


ولنا وقفة أخرى قادمة ـ بإذن الله ـ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته