[ رِفقـــاً بالعمــالـة ] !

الفـــارس · 09-06-2009, 03:43 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أهلاً وسهلاً بكم جميعاً ،
أسأل الله أنّ يكون الجميع بخير وعلى أحسن حال ..

استيقظت صبيحة أحد الأيّام لعملي، فطلبت منّي والدتي حفظها الله أن أذهب
بإخوتي الصغار إلى مدارسهم؛ وعند دخولي إلى الحي الذي تقع فيه مدرسة
أخي الأصغر .. كَان يسر أمامي أحد الشباب بجنون عظيم، وكأن معه إنسان
يصارع الموت !

وكـان على جال الطريق عـامل نظافة يبدو من نظرة ملامحه أنه بسن 40 عام،
ولا أدري هل توّقعي فِعلاً صحيح أم أنّ هذا من آثار الكد وإلا فسنه الصحيح
في عز شبابه !

وعلى جال الطريق كذلك وبجوار هذا العامل كان يوجد مستنقع للمياه أضنُ أن
مصدره من مياه المجاري – أعزكم الله – كما اشتهر عن ذاك الحي كثرة
المياه المُتدفقة من غُرف التفتيش ! :/

فجأة .. ذهب هذا الشاب بسيارته إلى الماء الذي بجواره هذا العـامل،
فانهالت عليه المياه وتبللت ملابسه، وبدأ يرقبه بعين البؤس والحسرة،
وليس في يده شيء يفعله، إذا أن الشاب وصل آخر الطريق، ولو كـان
توّقف لن يستطيع الاقتصاص منه، لأن دستور الدولة ونظامها لا يَرحم
العمالة، وهم يتحملون كل الخطأ في أيّ مشكلة، هذا إذا سَلموا من الترحيل
إلى بلدانهم !

تملّكتني هذه النظرات البائسة، وجعلت بعدها أُفكر في حال هذا المسكين
الذي يُعاني من الغُربة والحنينٌ إلى الأحباب وتلقي الإهانات والتأخر في
صرف المكافآت والأجور التي ربما ينتظرها حيّ بأكمله !
مَن مِنا ذات يومٍ وقف مع عامل وقفة صديق مُشفق، وأعطاه قليلاً من حنانه
وأذاقه شيء من النعيم الذي ينعم به ؟!

جرّب؛ إنّه لن يُكلفك شيء، لكنّك ستشعر بعدها بسعادة عظيمة، وأيّ شيء
أعظم وأفضل من إدخال سرور على قلب مُسلم، وأيّ مسلم !

إن غالبهم يُعانون أيما مُعاناة، فلا كرامة تبّقت، وديونٌ مُتراكمة يصعب سدادها،
وتكليف فوق ما يُطيقون !

ومن يدري .. قد تنقلب الموازين ويُصبح الكَفيل مكفول، والمكفول كفيل،
فكما تُدين تُدان ولو بعد حين، وما ذلك على الله بعزيز؛

فقد كان أجدانا في السابق يعملون لديهم، فالأمثلة القديمة خير شاهدٍ على ذلك،
وكٌلنا يعلم ذاك المثل القديم الذي يقول : [ الشام شامك إذا الزمن ضامك،
والهند هندك لاقضى ماعندك ] وهذا أكبر دليل وشاهد على أنّ أجدادنا كانوا
يعملون لديهم في السـابق !

أسأل الله أن يَرزقنا شُكر نعمه علينا .. وأن يزرع في قلوبنا حٌب المساكين !

شُكراً لطيب تواجدكم ..
تحيّة عبقة زكيّة ..

عمر بن حمد ..

09-06-2009, 03:43 PM	#1
الفـــارس عـضـو تاريخ التسجيل: Jul 2006 البلد: بريدة ، المشاركات: 4,970	[ رِفقـــاً بالعمــالـة ] ! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أهلاً وسهلاً بكم جميعاً ، أسأل الله أنّ يكون الجميع بخير وعلى أحسن حال .. استيقظت صبيحة أحد الأيّام لعملي، فطلبت منّي والدتي حفظها الله أن أذهب بإخوتي الصغار إلى مدارسهم؛ وعند دخولي إلى الحي الذي تقع فيه مدرسة أخي الأصغر .. كَان يسر أمامي أحد الشباب بجنون عظيم، وكأن معه إنسان يصارع الموت ! وكـان على جال الطريق عـامل نظافة يبدو من نظرة ملامحه أنه بسن 40 عام، ولا أدري هل توّقعي فِعلاً صحيح أم أنّ هذا من آثار الكد وإلا فسنه الصحيح في عز شبابه ! وعلى جال الطريق كذلك وبجوار هذا العامل كان يوجد مستنقع للمياه أضنُ أن مصدره من مياه المجاري – أعزكم الله – كما اشتهر عن ذاك الحي كثرة المياه المُتدفقة من غُرف التفتيش ! :/ فجأة .. ذهب هذا الشاب بسيارته إلى الماء الذي بجواره هذا العـامل، فانهالت عليه المياه وتبللت ملابسه، وبدأ يرقبه بعين البؤس والحسرة، وليس في يده شيء يفعله، إذا أن الشاب وصل آخر الطريق، ولو كـان توّقف لن يستطيع الاقتصاص منه، لأن دستور الدولة ونظامها لا يَرحم العمالة، وهم يتحملون كل الخطأ في أيّ مشكلة، هذا إذا سَلموا من الترحيل إلى بلدانهم ! تملّكتني هذه النظرات البائسة، وجعلت بعدها أُفكر في حال هذا المسكين الذي يُعاني من الغُربة والحنينٌ إلى الأحباب وتلقي الإهانات والتأخر في صرف المكافآت والأجور التي ربما ينتظرها حيّ بأكمله ! مَن مِنا ذات يومٍ وقف مع عامل وقفة صديق مُشفق، وأعطاه قليلاً من حنانه وأذاقه شيء من النعيم الذي ينعم به ؟! جرّب؛ إنّه لن يُكلفك شيء، لكنّك ستشعر بعدها بسعادة عظيمة، وأيّ شيء أعظم وأفضل من إدخال سرور على قلب مُسلم، وأيّ مسلم ! إن غالبهم يُعانون أيما مُعاناة، فلا كرامة تبّقت، وديونٌ مُتراكمة يصعب سدادها، وتكليف فوق ما يُطيقون ! ومن يدري .. قد تنقلب الموازين ويُصبح الكَفيل مكفول، والمكفول كفيل، فكما تُدين تُدان ولو بعد حين، وما ذلك على الله بعزيز؛ فقد كان أجدانا في السابق يعملون لديهم، فالأمثلة القديمة خير شاهدٍ على ذلك، وكٌلنا يعلم ذاك المثل القديم الذي يقول : [ الشام شامك إذا الزمن ضامك، والهند هندك لاقضى ماعندك ] وهذا أكبر دليل وشاهد على أنّ أجدادنا كانوا يعملون لديهم في السـابق ! أسأل الله أن يَرزقنا شُكر نعمه علينا .. وأن يزرع في قلوبنا حٌب المساكين ! شُكراً لطيب تواجدكم .. تحيّة عبقة زكيّة .. عمر بن حمد .. __________________ من التقاطاتي التي أفتخر بها لمدينة بريدة ..