|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
25-08-2003, 02:31 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2003
البلد: الباسل
المشاركات: 29
|
إلى الله المُشـتــكى ...
[c]بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الله المُشتكى طبيعي أن يكتب الإنسان مقالاً من حبر أو غيره ، لكني في هذا المقال قد استعنت بشيء آخر غير الذي تعرفون . أكتب هذا الموضوع بدمي ممزوجاً بدمعي و أحاسيسي الحرقى . { فــجـــــوة } ما أشد اتساعها تلك الفجوة التي نعيشها في مجتمعنا بلغت الغاية في فضائها الواسع ، حتى جرفت كل من أمامها فتجدها بين ذوي الأرحام و تجدها بين الأحباب و تجدها بين الأصحاب إنها طامة كبرى . نعيش عالماً ممزقاً نعيش عالماً مشتتاً ، كُلٌ منا في طرفٍ من الحياة ، و كلما ازداد العالم تقدماً و ازدادت التقنية تطوراً حتى أصبح البعيد قريباً ، ازددنا نحن بُعداً و فُرقة ! ما أصعبها من حياة يحترق فيها قلب الإنسان يومياً ، بسبب هجر أخٍ أو قريبٍ أو حبيبِ أو صديقٍ ، وكُلٌ بحسب قربه من القلب فكلما ازداد قُرباً ازداد هجره ألماً ، و القتل بعينه إذا كان الهجر بلا سبب . قد تظن أن هذا القريب أو الحبيب أو الصديق ، لا يمكن أن يفكر بهجرك لحظةً من اللحظات ؛ لأنكم تعيشون جسداً واحداً لا يكدر صفوكم كدر من الأكدار ؛ و لأنك تبادله المحبة و الوئام و الوفاء ، وبلا مقدمات تتفاجأ بهجرٍ مُتَعَمدٍ مقيت ! لكن حينها لا بد أن تثبُت و ترسخ رسوخ الجبل الشاهق ، لماذا ؟! لأنه من باعك بلحظة لا يستحق أن تستهلك خلية من صحتك في التفكير فيه ، فدعه لمولاه يحاسبه ، ثم للأيام تُعيده ، و قُل إلى الله المُشتكى . { جــفـــــوة } كان خلقه القرآن - إن من خياركم أحاسنكم أخلاقاً - أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً - إن من أحبكم إليَّ و أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً - و خالق الناس بخُلقٍ حسن - أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خُلقاً - أكثر ما يُدخل الناس الجنة التقوى و حُسن الخلق - وبيتٍ في أعلى الجنة لمن حسُن خلقه ... عجبــاً !! ( فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً ) تجهمٌ في استقبال الآخرين ، غلاظةٌ في المعاملة ، هجرٌ للسـلام ، تكبرٌ على خلق الله ، قطعٌ للأرحام ، لا عفو و لا سماح عن زلات الآخرين ، فُحشٌ و سبابٌ عند أدنى المشكلات ، وغيره و غيره حتى طال الأمر مَنْ رضى الله من رضاهما ، ( فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) يقول الأحنف : عجبتُ لمن جرى في مجرى البول مرتين كيف يتكبر ؟! و يقول الحسن البصري : إن المتكبر مثل رجل فوق جبل يرى الناس صغاراً و يرونه صغيراً . و انساب هذا الجفاء حتى على الأحباب و الأصدقاء ، وبدؤوا يُعانون من صدمات و كدمات دامية جعلت أكثرهم يعتزل الناس و ينطوي بعيداً عن مخالطتهم . و لكن أقول كما قال الشاعر : أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم *** فطالما استعبد الإنسانَ إحسان نعم إنه بالإحسان وحسن الخُلق تستعبد قلوب الناس و تملكهم لا حسياً بل معنوياً و عاطفياً . و اعلم أن أشرف الثأر العفو ... و من طلب أخاً بلا عيب صار بلا أخ ... سامح أخاك إذا خلط *** من الإساءة و الغلط و تــوقَّ عـن تـعنيفه *** إن زاغ يوماً أو سقط مـن ذا ما ســاء قـط *** و من له الحسنى فقط [/c] آخر من قام بالتعديل الجنرال; بتاريخ 25-08-2003 الساعة 04:33 PM. |
الإشارات المرجعية |
|
|