[عزوز2006]

تسعى جامعات العالم إلى الرقي في جميع مجالاتها وتخصصاتها ، وتوفير كافة السبل لإيجاد جو مناسب يراعى فيه حال الطلبة ، ومن الطبيعي أن يحصل هذا الشيء لأنها في موضع الرأس ولا يلتحق بركب الجامعة إلا ذو همة ، طالباً للعلا ناشداً للقمة .

لا أريد أن أتكلم أكثر عن الريادة التي حظيت بها كثير من جامعات العالم ، والشهرة التي بسببها بلغت الآفاق ، ولو تكلمت لطال المُقام في ذلك ، ولكن .. أحببت أن أتكلم عما يهمنا في واقعنا المعاصر ، فأنا أحد طلاب جامعة القصيم – الأقسام النظرية – ولا يخفى على الجميع ما يدور داخل أروقة تلك الجامعة .

لو نظرنا إلى هذه الجامعة من ناحية القدرات والإمكانيات فإنها تعد من كبرى الجامعات ، ولا ننسى من له الفضل في ذلك بعد الله ، فقد كان لإدارة الجامعة قصب السبق في ذلك .

ولكن سنة الله في الحياة باقية والكمال لله سبحانه وتعالى ، والنقص وارد في كل شيء .
فلو نظرنا إلى هذه الجامعة من ناحية الأنظمة المتبعة والنتاج المعرفي والكفاءة العلمية عند كثير من الأساتذة المنتمين لها ، فإنها وللأسف الشديد لا ترتقي إلى مستوى أردى جامعة على مستوى العالم .

تخبط في الآراء .. عشوائية في الأنظمة .. لا مرجعية ثابتة في هذه الجامعة ،، والضحية هو الطالب المسكين .

والمشكلة أن الجامعة قد حرصت كل الحرص على الظهور الإعلامي ، وتِعداد الإنجازات ، وأجلبت بخيلها ورَجلِها في هذا المجال ( وكل ذلك حبر على ورق ) وغفلت عن المهمة التي أوكلت إليها وهي تخريج طلبة أكفاء والحرص عليهم ، والعناية بهم .

سوف أعرج الكلام قليلاً هنا لأتحدث عن واقع الأساتذة ومن يتسمون بالدكاترة في هذه الجامعة ، فقليل من هؤلاء من يملك الكفاءة والقدرة ليقوم بمهمة تدريس طلبة جامعيين ، ناهيك عن الحكم الدكتاتوري والسلطة الجبرية التي يمارسها بعض الأساتذة مع الطلبة .

أصبح الطالب في هذه الجامعة ضحية تقلبات بعض الأساتذة , وأضحى بحاجة لدورة في علم النفس ليعرف نفسيات الأساتذة ويتقن التعامل معهم ، بل وأمسى النجاح قرين فقه التعامل ، فمن يملك تلك الموهبة فليبشر بالظَفر .

سوف أنتقل إلى أرض الحدث لأحكي شيئاً من الواقع المُشَاهَد الذي يجري داخل أروقة هذه الجامعة ، ففي بداية دراستي في هذه الجامعة قد انتسبت إلى أحد الأقسام ولعدم رغبتي في هذا القسم قمت بالتحويل إلى قسم آخر ، وبعد التحويل بسنة تبين أن اثنين ممن يتسمون بالدكاترة وممن قاموا بتدريسي في ذلك القسم شهاداتهم مزورة ، (وغيرهم كثير لم يتم العثور عليهم) .
وأنا ومن هذا المقام آمل من إدارة الجامعة أن ترأف بحال أساتذتها ، فهناك أحد الأساتذة وبدرجة أستاذ مشارك يعاني من مرض نفسي أسأل الله العظيم له الشفاء العاجل .
يحدثني أحد الأخوة عن أحد الأساتذة في القسم الذي يدرس فيه ويقول : قام عدد من الطلبة برفع شكوى لإدارة القسم بخصوص أحد الأساتذة لأنه يقوم بطلب رشوة من الطلاب لكي يظفروا بالنجاح .
ومن الأساتذة من ليس إتقان المنهج معيار النجاح عنده ، وإنما من يوافق هواه ينجح ، ومن لا يوافق هواه فليتبوء مقعده في هذه المادة من الفصل القادم .
ومن الأساتذة من لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب فطول المنهج وصعوبته غير كافٍ ، ليقوم بإرهاق الطلبة بطلب بحوث وزيادات ليست من المنهج في شيء ، ناهيك عن عدم مراعاته لحال الطلبة عند تحديد مواعيد الإختبارات ، مع قدرته على ذلك .
ومنهم من يطالب بأشياء غريبة ، وقد قيل :" شر البلية ما يضحك " يحدثني أحد الأخوة ويقول : أن أحد الأساتذة قد طالبنا في الاختبار النهائي برسم لأوضاع المصلي في الصلاة كالسجود والركوع .

والأمثلة في هذا الجانب كثيرة .. وما ذَكرتُ آنفاً هو غيظ من فيض .
من يقرأ هذا المقال يظن أن الكلام مفبرك وأنني قد تحاملت على هذه الجامعة ، ولكن من ينتمي لهذه الجامعة يعرف أن هذا الكلام هو عين الحقيقة .

وإننا نأمل نحن الطلاب من إدارة الجامعة أن تنظر بعين الرحمة والشفقة للواقع المجحف في حق الطلبة ، وأن تعيد هيكلة هذه الجامعة من جديد وأن تعمل جاهدة على تحسين الوضع المزري الذي يحصل اليوم ، وأن تتابع باستمرار ما يجري هنا ، وأن تضع حداً لهذه المأساة .

Heaady@hotmail.com