أطرِق كَرَا إن النعام في القرى !!
أطرِق كَرَا إن النعام في القرى !!
كثيرة هي الحكم العربية التي تعبر عما في الصدور بكلمات معدودة موزونة سهلة الحفظ , ولا شك أنها لم تخرج إلا نتيجة خبرة ودراية ومعاشرة لأحوال الناس وطبائعهم وطرق معاملتهم وأمراضهم وغير ذلك من الأمور التي لا يعيها إلا حصيفٌ وقَّادُ الذهنِ !!
ولا شك أن بلاغةَ مثلَ تلكَ الحِكمِ عندما تُقالُ في مناسبتها وهذه قاعدةٌ بلاغية مهمة , ولا تؤخذ هذه الحكم وكأنها وحيٌ منزل مقطوعٌ بصحته ووقوعه لأن هذا من الجهل العظيم كمن يحكم على من أمامه بأول موقف يحصل بينهم فإن ساءه ذلك الموقف ردد مستشهدا (( اللي هذا أوله ينعاف تاليه )) وكأن هذه الجملة رواها البخاري أو قرأها الكسائي !!
هي تعني شيء لكنها قد لا توافق أي أحد فلا تؤخذ بالقبول المطلق كما أنها لا تُرفض مطلقا وهذه مشكلتنا نحن في طريقة استلهامنا واستشهادنا !!
ومن الحكم ما تكون قطعية الوقوع قطعية الصحة لا يماري فيها أحد كقول الحكيم ( أطرِقْ كَرَا إن النعام في القُرَى ) وهذا المثل يراد به بلفظ آخر (( كل قوي فوقه من هو أقوى منه )) والقوة في كل شيء فلا يغتر الإنسان بقوة عقل أو قوة جسم !!
مسكينٌ أنت يا طائر الكرا ترفع رأسك وتمشي في خيلاء !! أما علمت أن طائر النعام يتبختر هناك في تلك القرى !!
ما هو مكانك وجمالك وزهوك أمام طائر النعام !!
خذها نصية يا كرا إن النعام في كل مكان فأطرق حتى لا تحرج !!
كل الود !!
|