بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » جرب أن تحلق بنفسك عالياً مع العظماء فالتجربة خير برهان

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 24-06-2009, 01:45 AM   #1
| يحيــى فقيـــه |
كاتب مميز
 
صورة | يحيــى فقيـــه | الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
البلد: المدينة الحالمة الشقيق
المشاركات: 2,976
جرب أن تحلق بنفسك عالياً مع العظماء فالتجربة خير برهان



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أحبتي الكرام ....
هل تذوقتم يوم من الأيام طعم العفو الممزوج بحلاوة السماحة .. سبحان ربي .. في البداية ضننت أنه مشروب من السهل تناوله فوجدت نفسي تصارع قوى ليس من السهل منازلتها ...ولكني شددت الهمة فوجدته ينهار تدريجياً مع قوة العزيمة .. أحبتي ما أجمل العفو عن الناس ونسيان الماضي الأليم ... مهما وجدت من القسوة والظلم من الأخرين .. قد يقول قائل هذا خلق لا يستطيعه إلا العظماء .. الذين يترفعون بأخلاقهم عن سفالة الانتقام للنفس والحقد الذي يورث الكراهية والغيظ والشقاء . فأقول لا ليست السماحة والعفو مشفرة فقط لهؤلاء بل بإمكان الجميع أن يجرب فليس الخبر كالمعاينة والتجربة خير برهان فقد تسقل العظمة بموقف تعيشه فتصبح من العظماء حتى ولو في داخل نفسك على الأقل .. إن كنت تريد أن تستلذ بطعم الحياة ولذة السماحة ففعل كما كان عليه الصلاة والسلام يفعل كان يلتمس المعاذير للمخطئين ويحسن الظن بالمذنبين .. لم يكن يتصيّد أخطاء الناس وزلاتهم ويحاسبهم على كل صغيرة وكبيرة .. بل كان واسع الصدر كثير السماحة .. لا يغضب إلا إذا انتهكت محارم الله .. وكان صبوراً يضبط أعصابه حتى في أحلك الظروف ويتعامل مع الأمور الصعبة بحنكة وحكمة وبأريحية تامة. أحبتي إن أصحاب النفوس الكبيرة أصحاب السماحة والعفو عن الناس هم الذين يُحلّقون عاليًا ويترفّعون عن الدنايا وسفاسف الأمور .. فتعلو هممهم عن الدوران في الوحل والحضيض المتناثر هنا وهناك .. ويرتفعون عاليًا.. فلا يدور الواحد منهم حول نفسه .. هم الذين يبتسمون في حال تكالب المعضلات عليهم .. أما غيرهم ممن اختاروا السباحة في وحل الدنايا .. الذين أبت أجنحتهم أن تحلق بهم مع العظماء فهؤلاء ترضيهم الكلمة وتغضبهم الأخرى .. ويُعجبهم المدح ويسوؤهم الذم .. تجد الواحد منهم يقاطع هذا لأنه ذمّه .. ويُحب هذا لأنه مَدَحَه .. ويُعادي هذا لأنه جَرَحَه .. يدورُ مع نفسه حيث دارت .. يرضى من أجلها ويسخطُ من أجلها .. يُحبُ لها ويغضبُ لها .. فهذا صاحبُ نفسٍ دنيئة .. رضي بأن يكون مع نفسه في الهاوية .. وحَرَمَ نفسه جنّةً قبل جنّة الآخرة .. وهي انشراح الصدر والأُنس والسعادة التي تحصل بالتّرفع والعلو عن الدنايا وسفساف الأمور مثل هذا لا يبقى له صديق مهما حاول وألتف حوله الناس .. فقد أبعد عن نفسه ما يحبه الله ويعشقه البشر إنها سماحة النفس المفقودة في هذا الزمن إلا ما رحم ربي .
أهل السماحة والعفو والصفح هؤلاء هم الكبار أصحاب النفوس الكبيرة .. ولا أعني بالكبار هم من تقدّم بهم السن وطال بهم العمر .. ولا أعني بالكبار من تبوّؤوا المناصب العالية وحصّلوا الرتب الرفيعة .. فقد يكون الإنسان كبيرا في السن لكنه صغير في أخلاقه متدنٍّ في تعاملاته. إنما أتحدث عن أصحاب نفوسٍ كُبرى وصدورٍ واسعة .. لا يلتفتون إلى أنفسهم مهما نال منهم الناس لعلمهم أن العاقبة لهم كما قال تعالى " والعاقبة للمتقين " أأأأه ... كم نحن بحاجة لهم في زمن قل فيه العظماء أمثالهم . فلنجرب لذة السماحة علنا أن ندمنها فنصبح من العظماء .
لكم مني أجمل تحية .
__________________
((( أخـــلاقـــك مـــع الآخـــريـــن أجـــمـــل تــوقـــيــــع )))



آخر من قام بالتعديل | يحيــى فقيـــه |; بتاريخ 24-06-2009 الساعة 01:53 AM.
| يحيــى فقيـــه | غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 10:31 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)